برنامج “فرصة”.. من الخيمة خرج مائلا؟

عبد الواحد استيتو

لست متأكدا إن كان الأمر يتعلق بفساد أم بسوء تدبير، لكن ما أنا متأكد منه أن برنامج “فرصة” أفرغ من هدفه من خلال طريقة انطلاقه..

مبدئيا، لست ضد الاستعانة ب”المؤثرين” في بعض الإشهارات التي تستهدف الشباب، لكن في حدود، وعند الحاجة..

ولنكون منصفين أكثر فتسمية المؤثرين ليست صادقة جدا، فالأفضل أن نسميهم “يوتوبرز” أو “تيكتوكيين” أو “إنستغراميين”، كل حسب المنصة التي ينشط فيها.

فالتأثير في الآخرين عملية ليست سهلة ولا أظن أن التهريج الذي يمارسه البعض يمكن تسميته تأثيرا، بل هو فقط تسلية في أدنى مستوياتها، إلا من رحم ربّك.. وقليل مّا هم.

وبالعودة إلى برنامج “فرصة”، فالحقيقة أن الحاجة منتفية تماماً للاستعانة بأي إشهار، فيكفي ما ينشر على وسائل الإعلام لكي يتهافت الشباب عليه، لأن الطلب أكثر من العرض في هذه الحالة.

فالشباب بعشرات الآلاف وهم ينتظرون فرصا من هذا النوع على أحر من الجمر، ويكفي إشهار بسيط على التلفزة الوطنية وبعض المنابر الإعلامية لينتشر الخبر كالنار في الهشيم.. وإلا فمتى كان يتم الإشهار لعروض التوظيف؟

وحتى في حالة الحاجة للإشهار، فجميع مستعملي فيسبوك يعرفون أن 10 – 30 مليون سنتيم كافية جدا لأن تصل، من خلال إشهار مدفوع، إلى جميع مستعملي فيسبوك المغاربة.. بينما ما حدث أنه تم تخصيص 2 مليار و300 مليون سنتيم لعملية التواصل فقط!!

وبحسبة بسيطة يمكن أن نكتشف أن هذه الملايين كانت كافية لتوفير 230 فرصة إضافة بقيمة 10 مليون سنتيم، بدل خسارتها على إشهارات لا حاجة إليها!

وأظن أن خير ما يقال على برنامج فرصة هو المثل المغربي الشهير “من الخيمة خرج مايل”، خصوصا أن هناك تفاصيل أخرى أيضا في الموضوع تتعلق بالجهة التي سلّم لها المشروع، ولا يسع المجال هنا لذكره.

الغريب جدا أن المبادرات الملكية تأتي دائما في صالح الشباب، فيستبشرون خيرا ويشمرون على ساعد الجد، منتظرين انطلاقتها، متأكدين أن الرؤية المتبصرة للعاهل المغربي ستصبّ في صالحهم.

لكن للأسف،عند التنزيل ينفجر الوضع تماما ويجد الشباب أنفسهم أمام فوضى غريبة تتجلّى منذ اليوم الأول، وفي الغالب تستمر لمدة طويلة !

فهل بهذه الطريقة التي وصفها نائب داخل قبة البرلمان بـ”الرعناء” ستحفز الحكومة الشباب حقا لدخول غمار المشاريع الخاصة؟

https://www.facebook.com/abdelouahid.stitou.9

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...