ناموس طنجة يُعكّر ليالي السكان وجماعة المدينة “في سُبات”
رغم عشرات الشكايات، والنداءات المتكررة من المواطنين، لا يزال جحيم الناموس يُخيّم على ليالي مدينة طنجة، في مشهد يُعيد كل صيف ويُعمّق معاناة الساكنة مع غياب واضح لأي تدخل فعّال من جماعة طنجة.
فمنذ أسابيع، تتصاعد أصوات الاستغاثة من مختلف الأحياء، من بني مكادة، والبرانص، إلى العوامة، ومرورا بمناطق في قلب المدينة، لكن الرد الرسمي لا يزال “صمتاً ثقيلاً” و”لامبالاة صارخة”. المواطنون لم يعودوا يشتكون فقط من لدغات البعوض المؤلمة، بل من انعدام النوم، وتدهور جودة الحياة، والخوف على صحة الأطفال وكبار السن.
وتشير شهادات متطابقة توصلت بها طنجة نيوز إلى أن أسرًا كاملة تضطر للنوم تحت شبكات واقية من البعوض في زمن 2025، فيما يحاول البعض مقاومة أسراب الحشرات بوسائل تقليدية، أو عبر اقتناء مبيدات باهظة الثمن لا تُجدي نفعًا.
السؤال الذي يتكرر على ألسنة الجميع: أين هي جماعة طنجة؟ وأين هي حملات الرش التي من المفترض أن تنطلق قبل أن يتحول البعوض إلى كارثة؟
مصادر مهنية تؤكد أن الجماعة تتذرع بـ”قلة الموارد”، أو أنها “في طور التحضير”، وهي تبريرات لم تعد تقنع أحدًا، أمام معاناة تزداد يومًا بعد يوم. ففي الوقت الذي تستعد فيه مدن أخرى لموسم الصيف بحملات استباقية لتعقيم البرك والمجاري، تبدو طنجة وكأنها غير معنية بالمشهد.
أمام هذا الوضع الذي يزداد سوءًا يوما بعد يوم، تجد ساكنة طنجة نفسها أمام إهمال جماعي غير مبرر، في وقت تُصرف فيه الميزانيات على أمور أقل أولوية. فإلى متى ستظل صحة المواطنين في ذيل اهتمامات جماعة طنجة؟
إن الأمر لم يعد يقتصر على الانزعاج فقط، بل دخل مربع الخطر الصحي الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، من أجل فتح تحقيق حول تقاعس المصالح المختصة، وتفعيل حملات رش وقائية واسعة تشمل مختلف أحياء المدينة، قبل أن تتحول شكايات المواطنين إلى كارثة بيئية وصحية معلنة.