شعاندوم هادو؟!! واللهما عرافنا شعاندوم معانا..

من حين لآخر نسمع عن فيلم أجنبي أو برنامج وثائقي يصور “حياة الفقر و البؤس والدعارة و اللصوصية و النفاق و..و..قل ما شئت من كلمات السوء”. طبعا لسنا نحن من أنتج هذه الأفلام. بل أتت ماما ألمانيا أو خالتي فرنسا لتصورنا نحن الأطفال غير الناضجين الذين لا يدر
من حين لآخر نسمع عن فيلم أجنبي أو برنامج وثائقي يصور “حياة الفقر و البؤس والدعارة و اللصوصية و النفاق و..و..قل ما شئت من كلمات السوء”. طبعا لسنا نحن من أنتج هذه الأفلام. بل أتت ماما ألمانيا أو خالتي فرنسا لتصورنا نحن الأطفال غير الناضجين الذين لا يدركون شيئا عن الدنيا وتمتلأ حياتهم بالأخطاء.

إعلان

مناسبة هذا الحديث هو أنني قرأت مؤخرا خبرا عن فيلم من إنتاج ألماني بعنوان “tangerine” ويعرض في القاعات الألمانية!! الفيلم – حسب نفس المصدر – صور بطنجة، ويعرض ل”حياة الفقر والعهارة في المغرب”.
كنت فعلا أتمنى أن أشاهد الفيلم لأستطيع الحكم أكثر، ولو أن الخبر يوحي أنه – كالعادة – فيلم من ” السادة الأوروبيين” لنا نحن ” الفقراء المستضعفين الجاهلين بكل شيء”.
هناك منتج مغربي يفترض أنه اشترك مع المنتج الألماني في إنتاج الفيلم.. لكنني أعتقد أن تأثيره لن يكون كبيرا على توجه الفيلم و الرسالة التي يريد أن يوصلها.. غير الله يحفظ والسلام من هاد الرسائل د الأفلام!!
لا أعلم إطلاقا السبب الذي يدعو منتجا ألمانيا لإنتاج فيلم عن المغرب ( بالضبط عن طنجة) سوى الرغبة في كشف أكبر عدد من العيوب والأخطاء التي يمتلأ بها مجتمعنا. ونحن لا ننكر هذا. لكنها مسألة داخلية وشأن مغربي بحت، لا حق لأحد في أن يصوره من برجه العاجي وحسب هواه.
ثم إنها مسألة زمن لا أقل و لا أكثر. في هذه الفترة الزمنية هم يملكون القدرة المادية و الإمكانيات التي تخول لهم أن يصوروا عيوبنا، مع تسهيلات لا ندري من يسمح بها. ولو كان بيدنا لسافرنا إليهم ولصورنا كوارثهم التي تفوق أخطاءنا بمئات السنوات الضوئية. لكن كما قلنا.. جابتا دابا العاقة فيدوم ماشي فيدنا!
لكنني أعتقد أننا حتى لو كنا نملك ما يملكون من إمكانيات، فلا أعتقد أن أحدا سيفكر في تصوير حياة الفقر و البؤس و العهارة في ألمانيا! آ الله ياخاي .. هاد قلة الشغول كاملة؟!
وإن كان تصوير برنامج وثائقي قد يبدو مقبولا، إذا تغاضينا عن الخلفيات، إلا أن تصوير فيلم عن العيوب والمثالب الاجتماعية لــدولة أخرى يبقى دائما مسألة محيرة خصوصا عندما يكون المصور – بكسر الواو – متفوقا ماديا على المصور – بفتح الواو – ، وخصوصا خصوصا إذا كانوا يحاولون أن يثبتوا لنا أننا منحطون فكريا وأخلاقيا أيضا.. فهم لا يهضمون أبدا هذا الاعتزاز بالنفس الذي لدينا ويريدون أن يمرغوا بنا التراب ولو في الأفلام. نعم، لدينا الفقر و لدينا الدعارة ، ولديهم نسب الانتحار المرتفعة و الأمراض النفسية التي لم نسمع عنها يوما والتي تحتاج لصفحة كاملة فقط لتكتب إسمها العلمي. لهذا.. بلا ما يتجمل علينا شي واحد!
سأبحث مجددا في صاحبنا يوتوب لعل وعسى أستطيع مشاهدة ولو أجزاء من الفيلم لكي لا يكون حكمي ظالما بشكل مطلق، ولو وجدت الفيلم على عكس ما توقعت فسأعتذر وسأعتبر نفسي مريضا آخر بالبارانويا.. وقد أذهب للعلاج بألمانيا!!!!

عبد الواحد استيتو

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...