الطلبة الأجانب يقضون رمضان بالمغرب بتقاليده وعاداته المساعدة على الاندماج

إعداد : شاهد انديش - و.م.ع

يعتبر المغرب قبلة مفضلة للعديد من الطلبة الأجانب الذين يجدون في مؤسساته التعليمية العليا محضنا علميا لتأسيس مسار متميز، لكونه يتوفر على بنيات تتيح إمكانية التعلم في ظروف جيدة على كل المستويات.

ويأتي ذلك نظرا للتجربة والسمعة التي تتمتع بها المملكة، لاسيما في القارة الإفريقية، حيث يحل سنويا العديد من الطلبة لاستكمال دراساتهم العليا في تخصصات متعددة، مما يشكل مناسبة للانفتاح على الثقافة المغربية في كل تجلياتها، خاصة في المناسبات الدينية مثل شهر رمضان المبارك.

ويشكل شهر رمضان بالنسبة للعديد من الطلبة، خاصة المنحدرين من بلدان تنتمي للعالم الإسلامي، فرصة مميزة لاستكشاف العادات والتقاليد المغربية المتنوعة، مما يضفي على تجربتهم عمقا إنسانيا، ويخفف من الحنين للوطن والاغتراب عن الأحبة.

وفي هذا الصدد، أكد الطالب الموريتاني بجامعة محمد الخامس بالرباط، محمد أقلمبيت، أن أكثر ما لفت انتباهه هو الاحترام الكبير الذي يوليه المغاربة لشهر رمضان “كأنهم يتوشحونه في حركاتهم وسكناتهم، فلا تخطئ عين المتمعن تجلياته في حياتهم اليومية”.

وأوضح الطالب الموريتاني، الذي يقضي رمضانه الثاني في المغرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أجواءه بالمغرب مشابهة لما ألفه في بلاده، والتي يطبعها تعظيم الشعائر الدينية، حيث تمثل مائدته الرمضانية مزيجا من المطبخين الموريتاني والمغربي، وقال “أعيش موريتانيا في المغرب”.

وأشار إلى أنه لم يستشعر الغربة في بلده الثاني، المغرب، لأن أعياد وأفراح المغاربة تخفف من وطأة شوقه المتلهف للأحبة والوطن.

من جهته، أبرز صوري إبراهيم تراوري، وهو طالب من مالي، يتابع منذ أربع سنوات دراسته بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بعض الاختلافات المسجلة بين المائدتين الرمضانيتين للبلدين، مما دفعه إلى تذوق المأكولات المغربية.

إعلان

وأشار تراوري، وهو رئيس اتحاد الطلبة الماليين بالمغرب، إلى وجود قواسم إسلامية مشتركة بين البلدين، مضيفا أن الطلبة الماليين يحتفلون أيضا بمنتصف رمضان بتلاوة القرآن وأداء الأناشيد التقليدية.

وأشاد بطيبوبة الشعب المغربي وإنسانيته التي لمسها منذ لحظة وصوله إلى البلد المضيف، مشددا على أنه رغم بعض الاختلافات تظل الأجواء الروحانية في رمضان متشابهة إلى حد كبير بين البلدين، ولهذا “لم أشعر بالغربة كثيرا خلال إقامتي في المغرب”.

من جانبه، يرى عبد الله أصيل، الطالب اليمني الذي يدرس بالمغرب منذ سبع سنوات، أنه رغم صعوبات التأقلم التي قد تواجه الطلبة في سنواتهم الأولى، فإن احترام المغاربة للعادات والتقاليد والطقوس الدينية يخفف عنهم هذه التحديات.

وأكد أنه تأقلم مع الأجواء الروحانية في المغرب رغم شعوره في سنواته الأولى ببعض الوحدة، مشيرا إلى أن الأسواق الشعبية، والازدحام وضجيج الناس والأصوات المتداخلة هي عناصر صنعت له ذاكرة موازية لتلك التي عاشها في اليمن.

يذهب أصيل أبعد من ذلك، إذ يرى أنه إذا حدث وعاد لليمن، سيجد صعوبة في التأقلم مجددا باعتبار أن السنوات التي قضاها بالمغرب صنعت فارقا في ذاكرته.

وأضاف أن مائدته أصبحت لا تخلو من الحلويات والأطباق المغربية مثل “الشباكية” و “الحريرة” و”البغرير” وهو الذي يعتبرها “متنوعة ولذيذة”، وتعلم الحديث بالدارجة المغربية، مشددا على أن الأجواء في المغرب تساعد الطلبة القادمين من خلفيات ثقافية مختلفة على الاندماج بشكل سريع.

ويظل رمضان مناسبة دينية تتيح للطلبة الأجانب استكشاف الثقافة المغربية بروافدها الغنية، ما يثري تجاربهم التي تتجاوز حدود التعليم إلى الاندماج في الحياة اليومية ليحملوا معهم من المغرب شهادة أكاديمية وتجربة إنسانية راسخة في الوجدان.

إعلان

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...