تطوان .. التساقطات المطرية الأخيرة تبشر بموسم فلاحي جيد وتبعد شبح الاجهاد المائي عن المنطقة
و.م.ع
شهد إقليم تطوان، على غرار مناطق متعددة من المغرب، خلال شهر مارس الجاري، تساقطات مطرية مهمة كان لها وقع إيجابي على صحة المزروعات وعلى الموارد المائية، كما تبشر بموسم فلاحي جيد، سيمكن من التخفيف من حدة الجفاف الذي عرفه المغرب خلال العشرية الأخيرة.
وحسب معطيات المديرية الإقليمية للفلاحة بتطوان، فقد بلغ المجموع التراكمي للتساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي الجاري أزيد 420 مليمترا، أي بزيادة حوالي 14 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي.
وأفادت ذات المعطيات بأن مجموع التساقطات المطرية خلال شهر مارس فقط بلغ أزيد من 170 مليمترا، مقابل 121,5 ملمترا خلال الشهر ذاته من الموسم الفلاحي الماضي.
وقال المدير الإقليمي للفلاحة بتطوان، عبد الكريم الكنفاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التساقطات المطرية الأخيرة لها وقع إيجابي جدا على الفرشة المائية وعلى نسبة الملء بالسدود، حيث بلغت غالبية السدود بالمنطقة إلى مائة بالمائة تقريبا.
وأشار الكنفاوي إلى أن هذه التساقطات ستساعد فلاحي المنطقة على مواصلة برنامج زراعة الحبوب الذي يمتد على 45.500 هكتار، وزراعة القطاني على مساحة 2220 هكتارا، والمزروعات الكلئية على مساحة 6200 هكتار، وزراعة الخضروات الممتدة على مساحة 2680 هكتارا، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة الممتدة على مساحة تفوق 35 ألف هكتار، منها أكثر من 23.500 هكتار من أشجار الزيتون.
وأضاف المدير الإقليمي للفلاحة أن أمطار الخير التي عرفتها المنطقة ستحفز كافة المتدخلين على تنزيل برنامج المزروعات الربيعية، والذي يتوقع أن يصل إلى 40 هكتار من الحبوب، و2200 هكتار من الخضروات الربيعية، و310 هكتارات من القطنيات خصوصا الحمص والفاصوليا، و1180 هكتارا من المزروعات الكلئية، خصوصا الذرة والبرسيم (الفصة).
بالجماعة الترابية السحتريين، حوالي 10 كلم جنوب غرب تطوان، يعمل الفلاحون على العناية بالمزروعات وتنقيتها من الأعشاب الضارة وتسميد الأراضي بسهل “أجراس”، على أمل الاستغلال الأمثل للتساقطات المطرية الأخيرة.
وأشار رئيس جمعية مستعملي مياه الري بالمنطقة الفلاحية “أجراس”، محمد مفتاح، إلى أن أمطار الخير التي عرفتها المنطقة في الفترة الأخيرة ستخفف من معاناة الفلاحين، وتجاوز القيود التي وضعتها مصالح المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باللوكوس، خلال شهر فبراير الماضي، حيث سطرت برنامجا للري يمتد فقط على مدى 3 أيام، بهدف تدبير قلة الموارد المائية، موضحا أن “تقليص أيام الري كان سيؤثر على المردودية والإنتاج”.
فضلا عن إنعاش الفرشة المائية الجوفية، أضاف هذا المزارع، الذي خبر أسرار الأرض على مدى عقود، ان الأمطار ستساهم في تحسن الغطاء النباتي، مما سيخفف أيضا من عبء تكاليف الاعلاف بالنسبة لمربي الماشية بالمنطقة.
وأحيت أمطار الخير التي عرفتها جل مناطق المملكة، بعد فترة من الاجهاد المائي، الآمال في نفوس الفلاحين، كما عززت فرص تدارك الصعوبات التي ميزت انطلاق الموسم الفلاحي بسبب ندرة الأمطار.