المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أعطت دفعة قوية للتعليم الأولي بإقليم بتطوان
و.م.ع
أعطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، دفعة قوية للنهوض بالتعليم الأولي وتعميمه على مستوى إقليم تطوان.
بفضل جهود كافة الشركاء، بلغ معدل تغطية إقليم تطوان بخدمة التعليم الأولي أكثر من 90 في المائة، حيث تم خلال السنوات الثلاث الماضية افتتاح وحدات للتعليم الأولي بالأحياء الهامشية وبمراكز الجماعات الترابية، بل وحتى بالقرى المنعزلة بجبال غرب سلسلة جبال الريف.
وشدد يونس يفلح العمراني، رئيس مصلحة الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تطوان، على أن التعليم الأولي يكتسي “أهمية كبيرة”، كما يساهم في تسهيل عملية إدماج الطفل في مسار التعليم الأساسي، لاسيما بالوسط القروي الذي يشهد “نسبا كبيرة للهدر المدرسي”.
في السياق ذاته، اعتبر المسؤول أن التعليم الأولي يشكل “رافعة أساسية تعطي دفعة قوية للطفل من أجل ولوج جيد للتعليم الابتدائي وهو متمكن من المعارف الأساسية، مما يسهل عليه مواصلة التعليم بباقي الأسلاك الأخرى الإعدادية والثانوية”.
بوحدة التعليم الأولي بقرية العلالش، التابعة للجماعة الترابية عين لحصن، يتحلق حول طاولات القسم حوالي عشرة أطفال، إناثا وذكورا تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 سنوات، بتأطير من مربية متخصصة، تمكنهم من تلمس الخطوات الأولى في مسارهم الدراسي.
هذه الوحدة، التي افتتحت قبل حوالي 3 سنوات، شكلت دفعة قوية لأبناء القرية لولوج تعليم أولي وفق شروط الجودة المعتمدة، خاصة وأن الوحدة تتوسط القرية وتقع على جنب الطريق الرئيسية والتي تتيح ولوجا يسيرا.
وأضاف يفلح العمراني أن هذه الوحدة تنضاف إلى 34 وحدة أخرى تم إنجازها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاق مرحلتها الثالثة سنة 2019، وهي موزعة على 20 جماعة ترابية تابعة لإقليم تطوان.
لتعزيز هذه الخدمة، ذكر المسؤول أنه تم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إطلاق مشروع لبناء 12 وحدة جديدة للتعليم الأولي برسم سنتي 2022 و 2023 بكلفة إجمالية تقدر بحوالي 3 ملايين درهم.
تسير هذه الوحدات، وغيرها المنجزة في إطار برامج عمومية، من طرف المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، التي تشرف على توظيف وتكوين المربيات وفق البيداغوجيات المعتمدة في تربية الأطفال، كما تقوم بالحرص على ضمان استجابة الخدمة للمعايير المحددة.
بوحدة قرية العلالش، كما هو شأن باقي الوحدات، تم اعتماد مقاربة “بيداغوجية التعلم عن طريق اللعب”، والتي تعتمد على ثلاثة محاور تتمثل في “التربية” و”التفتح” و”التعلم”، كما يتمركز هذا المنهج التربوي حول الطفل باعتباره محور العملية التعلمية والفاعل الأساسي فيها، عبر بناء تعلمات ومهارات الطفل عن طريق الاكتشاف والتجربة وإكسابه الثقة في النفس وبعض الاستقلالية.
في هذا السياق، أشار المسؤول الإقليمي بتطوان عن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، ياسين السليماني، أنه استعدادا للدخول المدرسي الحالي، قامت المؤسسة بتكوين أزيد من 180 مربية، بمعدل 400 ساعة لكل مربية، مبرزا أن التكوين انصب على البيداغوجية المعتمدة من قبل المؤسسة.
وأضاف أن المؤسسة قامت، بمعية شركائها لاسيما المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، خلال الموسم الدراسي 2022 – 2023 بافتتاح أزيد من 178 وحدة جديدة للتعليم الأولي، ليصل مجموع الأقسام المسيرة من طرف المؤسسة إلى 350 قسما، مشيرا إلى أن معدل التغطية الحالي بالإقليم وصل إلى حوالي 90 في المائة.
وأبرز أن هذه الوحدات تتوزع على قسمين، الأول أنجز بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ويصل عددها إلى حوالي 40 قسما من بينها 20 قسما تم افتتاحها هذه السنة، إلى جانب الوحدات المنجزة بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والتي يصل عددها إلى حوالي 310 قسما.
الدفع بالتنمية البشرية للاجيال الصاعدة، وفق فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ينطلق من السنين الأولى للأطفال، من خلال توفير تعليم أولي نافع، يمكنهم من اكتساب مبادئ التربية والمعارف الأساسية، إلى جانب المساهمة في تفتحهم على محيطهم وصقل مهاراتهم من أجل اندماج تام في المدرسة وفي المجتمع.