ابتسم أنت في طنجة.. توجد أزمة؟ لا توجد أزمة !

بقلم: عبد الواحد استيتو

إذا أحضرنا شخصا من الخارج، لا يعلم شيئا عن الأوضاع الحالية في طنجة، فسيصاب بالجنون بالتأكيد، ولن يفهم أبداً ما يحدث إن سألناه بعد نهاية جولته: هل هناك أزمة في طنجة؟

فالأخبار في الجرائد والمواقع تقول أن الأسعار حارقة، وأن كل شيء أصبح غاليا والناس تعاني وتكاد تميّز من الغيظ،

وحتى الأسعار في الأسواق تؤكد هذا المعطى و لا تنكره و”الحاجة اللي نزلتي يدك عليها” تصيبك بتيار كهربائي من فئة 220 فولط !

لكن بالمقابل، ورغم غلاء أسعار المحروقات الفاحش، فإن الشوارع تمتلئ بالسيارات إلى درجة الازدحام والاختناق، بل إنها تمتلئ بعدد لا بأس به من السيارات الفاخرة التي يساوي ملء خزانها لوحده راتبا متوسطا لشهر كامل.

أما الأسواق فلا تختلف كثيرا، سواء الشعبية أو التجارية الكبرى، فهي تمتلئ بالزوار

دعنا الآن نتحرك قليلا – على أقدامنا طبعا.. أنداندو – نحو جهة البوليبار ثم البلايا، لنرى كيف تسير الأمور هناك وكيف انعكست الأزمة على الجميع.. زعما !

يا للهول..

كل مقاهي البوليبار ممتلئة عن آخرها، والشوارع تكاد تنفجر من الازدحام والمحلات التجارية أيضا.. هل هكذا تكون الأزمة؟ أم أننا انتقلنا إلى زمن آخر ونحن لا ندري؟

أعتقد أن الأمر يتعلق فقط بمقاهي البوليبار ومحلاته، فهي على أية حال تبقى متوسطة وأسعارها في حدود المقبول وربما لا زال الناس يستطيعون أداء أسعارها.

لهذا سننزل قليلا نحو البلايا والمارينا حيث كأس الشاي بـ30 و 40 درهم في بعض المقاهي، وهذه في الغالب ستكون خالية على عروشها، وربما أقفلت تماما بسبب الأزمة الخانقة وغياب الزبائن..

يا للهول مرة مرتين وعشرين مرة !

إن الازدحام هنا أكبر من البوليبار وكل المقاهي والمطاعم الفاخرة ممتلئة أو على الأقل فيها عدد كبير من الزبائن، ولا حسّ ولا أثر للأزمة..

فمن هؤلاء الذين يشتكون إذن؟ وهل هناك أزمة فعلا؟

قال لي أحدهم إنه حب التظاهر.. وأن الناس في طنجة يكرهون أن تظهر عليهم علامات الأزمة، لهذا يتظاهرون بالعكس ولو كلفهم ذلك الكثير !

عموما، ستبقى طنجة وفية لطابعها الغرائبي وستظل تفاجئنا دائما بمتناقضات يستحيل تفسيرها..

لعلّها البركة.. لعله دعاء الصالحين.. أو ببساطة.. لعلّها طنجة وكفى !

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...