حفل بطنجة لتقديم وتوقيع كتاب “الإسلام الرهينة” للمؤلف عبد الله الشريف الوزاني الشهدي
و.م.ع
أقيم أمس السبت بالمفوضية الأمريكية بطنجة ، حفل تقديم وتوقيع كتاب “الإسلام الرهينة ” الذي ألفه الأكاديمي والمفكر عبد الله الشريف الوزاني الشهدي ، وذلك بحضور شخصيات أدبية وفكرية وعلمية وإعلامية ومدنية مغربية وأجنبية .
ويتناول الكتاب، الذي ألف باللغة الفرنسية وتقع بين دفتيه 183 صفحة وأعد مقدمته الكاتب حسن أوريد ، حقيقة القيم السمحاء للإسلام ردا على المتطرفين من جميع الأطياف، الذين حاول جزء منهم جعل الإسلام وسيلة ومطية لاكتساب السلطة والمال والجاه، فيما رآه آخرون خطرًا عليهم وعلى تطلعاتهم السياسية وقناعاتهم الإيديولوجية بسبب نبل أخلاق هذا الدين الحنيف الذي يقوم على الدعوة للسلام والسلم و الأمن الروحي والسلوك القويم والعدالة والوسطية والتسامح .
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أبرز مؤلف الكتاب أن العالم بشكل عام والعالم الاسلامي بشكل خاص أمام معضلة مزدوجة ، من جهة ، أمام حركات وجهات تحاول احتكار المجال الديني ، وتتحدث باسم الإسلام وتستغله لتحقيق طموحاتها السياسية والفكرية الضيقة ، من خلال تقديم أمور وتفسيرات خاطئة للنصوص الدينية لتبرير الأفعال البغيضة والسلوكات البعيدة عن حقيقة الإسلام، و من جهة أخرى تيارات فكرية تتهم الإسلام بالعنف والتطرف والإرهاب بدعوى أن نصوصه تحتوي على مضامين عنيفة وعدوانية ، وهي بالتالي تسعى إلى إفراغ الدين الاسلامي من جوهره الإنساني العميق.
وأوضح أن المسيئين للإسلام لا يمثلون إلا أقلية، أمام أغلبية مسلمة “معتدلة ولكنها صامتة”، مشددا على أنه من واجب المفكرين والدعاة والفقهاء، اليوم أكثر من أي وقت مضى، حمل مشعل الدفاع عن الإسلام بالأفكار الصحيحة ، ومحاربة كل أشكال التطرف والعنف لإعطاء الصورة الحقيقية للإسلام ، الدين الذي يبغض الكراهية والعنف والتطرف .
ورأى السيد عبد الله الشريف الوزاني الشهدي أن مسؤولية الدفاع عن الإسلام مسؤولية جماعية، والكتاب هو “صرخة” و “نداء” لاستجماع القوى الفكرية لنصرة الإسلام في هذا الوقت الذي أصبح مستهدفا من قبل من يغيبون أبعاده الانسانية النبيلة والسامية ويحصرونه في سلوكات فئات معينة بعيدة كل البعد عن الإسلام ولا تمت إليه بصلة.
وأشار الى أن كتاب “الإسلام الرهينة” يسعى الى إعطاء الصورة الحقيقية عن الإسلام ، من خلال الرد على بعض الإشكالات وتفكيكها عبر إبراز مضمون الإسلام الحقيقي والبعد الأخلاقي له ووسطيته واعتداله ، والصمود في وجه الأصوات النشاز ، التي تسوق صورا قاتمة وغير صحيحة عكس ما يدعو إليه الدين الإسلامي الحنيف.
ومن جهته ، أكد السيد حسن أوريد أن الكتاب يتضمن ما يحمله الاسلام من قيم حقيقية عكس ما يسوقه البعض عن الاسلام ،خطأ وجهلا أو لخلفيات مبيتة، مؤكدا أنه وجد في الكتاب “حاجة ملحة” و” جوابا شافيا ” عن خطابات الذين ينظرون الى الاسلام “نظرة انتقاصية ويتوجسون منه وينتقدونه ، وهم في الغالب يصدرون مواقف ذات خلفيات ايديولوجية ، وهناك الذين يسيئون إليه من خلال أفعالهم ، وفي نهاية المسار ، الإسلام للأسف أسير لهذه الرؤى السلبية “.
وحسب ذات المصدر ، فالكاتب “انتصب مدافعا عن الإسلام ، من خلال أدوات معرفية وأكاديمية رصينة، في وجه الذين يضمرون العداء للإسلام وضد الذين يسيئون إليه عن قصد “.
واعتبر السيد أوريد أنه من الأهمية أن يؤلف الكتاب باللغة الفرنسية ، “وهذا مهم وليس مسألة ثانوية ، لأنه لو كتب بالعربية لكان جمهوره محدودا وبالأساس منصرفا للمسلمين أو للذين من المفترض يعرفون الإسلام ” مبرزا أن “اختيار الكاتب للغة الفرنسية كان مقصودا وموفقا، وأظن أنه يملأ فراغا كبيرا “.
وأعرب عن الأمل في أن يترجم الكتاب للغات أخرى عالمية لتعميم الفائدة ، و “التواصل مع أشخاص يتطلعون لمعرفة كنه الإسلام وحقيقته ،وتصحيح بعض المغالطات التي ألصقها البعض بالاسلام دون وجه حق”.