ضابط الأمن رانيا صابوني بتطوان.. مثال للتفاني والجدية بالمجموعة المتنقلة لحفظ النظام
بقلم هشام المساوي - و.م.ع
بزيها النظامي المرتب، تلج ضابط الأمن رانيا صابوني صباح كل يوم مقر العمل بالمجموعة المتنقلة لحفظ النظام رقم 7 بولاية أمن تطوان، والتابعة للمديرية العامة للأمن الوطني.
مثال للمرونة والجدية، تعمل ضابط الأمن رانيا صابوني كل يوم على تنسيق عمل المجموعة في جو من المسؤولية والانضباط، وعلى ترتيب عمليات التدخل بتعاون مع المصالح المعنية، إذ تضطلع بدور صلة الوصل بين العناصر الأمنية العاملة بالمجموعة وبين المصالح الأمنية الأخرى محليا ووطنيا.
لم يكن ولوج أسلاك المديرية العامة للأمن الوطني من باب الصدفة، فقد عرفت رانيا صابوني، من مواليد عام 1994 بمدينة وجدة، بمثابرتها وجديتها، ما مكنها من نيل شهادة البكالوريا في شعبة العلوم الفيزيائية عام 2012.
بقدرتها الكبيرة على تنظيم الأمور والوقت، استطاعت بنت عاصمة الشرق أن تحصل على شهادتي إجازة في مجالين متباعدين، في علوم التربية وفي الفيزياء الطاقية، وهي تخصصات مكنت رانيا صابوني من اكتساب، في الوقت نفسه، صرامة البحوث العلمية ومرونة العلوم الاجتماعية لصقل شخصية قوية تمتاز بالهدوء وقت الشدة والكفاءة في العمل.
في أواخر عام 2018، ولجت الشابة رانيا صابوني المعهد الملكي للشرطة بمدينة القنيطرة عن جدارة واستحقاق بفضل تكوينها المتين ومهاراتها الشخصية المكتسبة على مدى سنوات من التحصيل العلمي والأكاديمي، هنا شهدت هذه الشابة المفعمة بالطموح والإرادة انتقالا سلسا من صفوف الدراسة إلى ميادين التدريب الأمني وشبه العسكري.
تسر رانيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فترة التدريب التي قضتها رفقة المجندين الجدد في صفوف الأمن بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة مكنتها من صقل شخصيتها وإكسابها القدرة على الجمع بين الخصال الإنسانية الرفيعة والجدية والانضباط المفروض في المهام الشرطية.
وتابعت أن هذه الفترة مكنتها من تلقي تكوين نظري وميداني حول مختلف المهام الموكولة للعناصر الأمنية، كمهام عناصر الشرطة القضائية والأمن العمومي، إلى جانب التكوين شبه العسكري في مجال المشي العسكري والتدخلات الميدانية.
بعد نجاحها باستحقاق في التكوين بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، التحقت رانيا بداية عام 2020 بولاية أمن تطوان حيث تم تعيينها في المجموعة المتنقلة لحفظ النظام، من هنا اختارت ضابط الأمن رانيا صابوني أن تشرع في مسيرتها المهنية من بوابة التدبير الإداري، والذي يعتبر عنصرا أساسيا في السير اليومي لمختلف المصالح الشرطية.
وقالت رانيا بكثير من الفخر، كنت من الجيل الأول من الشرطيات اللواتي ولجن مجموعات حفظ الأمن، والتي كانت قبل سنة 2020 مصلحة أمنية حكرا على الرجال، موضحة أن هذا الامتياز سيبقى وسام فخر في مسيرتها المهنية.
وأكدت على مجهودات المديرية العامة للأمن الوطني من أجل إدماج المرأة في مختلف المصالح والمجالات الشرطية، مبرزة أننا “كنا في السابق نرى النساء في الأمن العمومي وفي الشرطة القضائية، والآن أصبحنا نرى النساء أيضا في المجموعات المتنقلة لحفظ النظام”.
وتقول رانيا صابوني، عن هذا الاختيار، بما “إنني حديثة التخرج، ارتأيت أن أكون ملمة بالميدان الإداري، الذي يعتبر أساسيا، ما سيكسبني خبرة واسعة حول طريقة اشتغال المصالح الأمنية، وذلك قبل الانتقال إلى العمل الميداني”.
وأشارت إلى أن مهامها تتمثل بالأساس في ضمان السير اليومي لإدارة المجموعة السابعة لحفظ النظام، من خلال الإشراف على عمليات التنسيق والتنظيم والمراقبة.
وأوضحت أن هذه العمليات تتمثل بشكل أساسي في التنسيق مع القيادة المركزية والمحلية من جهة والموظفين من جهة أخرى، والتنظيم من خلال تدبير شؤون عناصر الأمن التابعين للمجموعة، والمراقبة عبر الاطلاع وتوجيه المراسلات الواردة والصادرة وتتبع شؤون المصالح الأمنية التابعة للمجموعة.
وأشارت إلى أن اندماجها في مصلحة أمنية كانت حكرا على الرجال كان سهلا بالنظر إلى الجد والمثابرة والتكوين النظري والتطبيقي الذي تلقته بالمعهد الملكي للشرطة والذي جعلها تكتسب مهارات مهنية وشخصية ساعدتها على التأقلم سريعا مع بيئة العمل بالمجموعة السابعة لحفظ النظام بولاية أمن تطوان، موضحة أن “التكوين أعدها نفسيا وتقنيا لهذا العمل”.
وخلصت الضابطة إلى أن أجواء الاشتغال بالمجموعة “مليئة بروح التعاون، لأن طبيعة عمل المجموعة تتطلب التعاون والتفاهم بين الزملاء”، منوهة بأنها “تسمع الكثير من التحفيز من طرف الزملاء ومن طرف القيادة، لكن يبقى الفيصل في التقييم هو المجهودات والجد والمثابرة التي تتحلى بها مختلف العناصر الأمنية”.
وكما كانت من الجيل الأول من الشرطيات اللواتي اقتحمن مجموعات حفظ النظام، تطمح ضابط الأمن رانيا صابوني بكثير من الإصرار والعزيمة إلى أن تصبح أول قائد لوحدة متنقلة لحفظ النظام من العنصر النسوي، ولم لا قائد مجموعة.
رانيا صابوني، ضابط أمن تتميز بالمثابرة والتفاني في العمل، كما تجسد السعي الحثيث للمديرية العامة للأمن الوطني لتأنيث العمل الأمني، وفق قناعة راسخة بأن العنصر النسوي يشكل قيمة مضافة لعمل مختلف المصالح الشرطية بالمغرب.