مي خدوج، سيدة تقطن بدوار القليعية، لم تخف فرحتها وهي تستلم أول قفة توزع على ساكنة العالم القروي في إطار النسخة ال 21 من عملية رمضان للدعم الغذائي، التي تنظمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
عبارات الشكر والامتنان على هذه المبادرة الإنسانية الملكية انسابت بعفوية ودون توقف من وراء الكمامة الوقائية التي حرصت مي خدوج، السبعينية القاطنة بإحدى قرى عمالة طنجة-أصيلة، على وضعها وهي تستقبل بمنزلها المتواضع أعضاء اللجنة التي أعطت انطلاقة العملية، برئاسة والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد مهيدية.
مي خدوج، التي حرمها الله من نعمة الأبناء، هي واحدة من بين 3800 أسرة تقطن بمختلف قرى عمالة طنجة-أصيلة ستستفيد من هذه المبادرة المنظمة كل رمضان، والتي تشكل واحدا من مظاهر التضامن الوطني في تقديم المساعدة والدعم للأشخاص الذين يعيشون في وضعة الهشاشة، خاصة في ظل هذه الظرفية المتميزة بجائحة فيروس كورونا المستجد.
مي مينة، وعلى غرار جارتها مي خدوج، أشارت إلى أن هذا الدعم العيني جاء في وقت مناسب مع بداية شهر رمضان، وهو ما سيمكنها من تخفيف عبئ المصاريف لاقتناء المواد الغذائية الأساسية.
في هذا السياق، أبرزت المنسقة الجهوية للتعاون الوطني بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، زينب أولحاجن، أن عدد المستفيدين من عملية رمضان لسنة 1441 على صعيد عمالة طنجة-أصيلة يصل إلى 6550 شخصا، منهم 2750 شخصا بالعالم الحضري بكل من مدينتي طنجة وأصيلة، ويتوزع الباقي على قرى العمالة.
وحرصت السلطات المحلية، التي تشرف على توزيع المساعدات الغذائية وفق معايير تراعي الاستحقاق، على إيصال المساعدات الغذائية إلى غابة أبواب منازل المستفيدين، تماشيا مع تدابير حالة الطوارئ الصحية التي تمنع على الناس الخروج إلا للضرورة القصوى.
وبالفعل، فقد أشارت السيدة زينب أولحاجن، أن عملية رمضان خلال هذه السنة صادفت فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كوفيد 19، حيث اتخذت اللجنة الإقليمية المشرفة على العملية قرار توزيع المواد الغذائية، سواء بالمدن أو القرى، من طرف السلطات المحلية مباشرة على الأسر المستفيدة على صعيد كافة تراب العمالة.
كما تطلبت الظرفية الراهنة، من الشركاء في تنفيذ هذه العملية الإنسانية، اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، حيث تم تعقيم جميع الفضاءات التي ستستقبل المواد الغذائية المخصصة، بعد ذلك تقديم المواد بدورها.
وكانت اللجنة، قد حلت صباح اليوم السبت بالمركب الاجتماعي “الصداقة” بحي “مدشر بنذيبان” لإعطاء انطلاقة العملية على المستوى الحضري، حيث تم توزيع المساعدات وفق تقسيم الملحقات الإدارية لطنجة وأصيلة، حيث سيتم نقلها مباشرة إلى منازل المستفيدين بالأحياء الشعبية.
مجموعة من المستفيدين، وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربوا عن امتنانهم الجزيل لهذه المبادرة المولوية التي تجسد العناية السامية بالفئات الهشة للمجتمع المغربي، وعلى حرص السلطات على احترام تدابير حالة الطوارئ الصحية وإيصال الإعانات إلى غاية أبواب منازلهم.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أعطى تعليماته السامية لانطلاق عملية توزيع الدعم الغذائي رمضان 1441 لفائدة 600 ألف أسرة معوزة، من بينها 459.504 أسرة بالعالم القروي، بحسب ما أعلنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
وذكر بلاغ للمؤسسة أنه في ظل استمرار التعبئة الوطنية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لمحاربة آثار جائحة كوفيد-19، وتطبيقا للتعليمات الملكية السامية، تنظم مؤسسة محمد الخامس للتضامن النسخة 21 من عملية رمضان للدعم الغذائي خلال شهر رمضان المبارك، بحيث يستمر التضامن الوطني في تقديم المساعدة والدعم للأشخاص والأسر الذين يعيشون في وضعية الهشاشة، للحد من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذا الوباء.
وأضاف البلاغ أنه في هذا السياق الاستثنائي ووفقا للتوجيهات الملكية، فقد عملت مؤسسة محمد الخامس للتضامن على توسيع نطاق تغطية الأسر المستفيدة من الدعم الغذائي، حيث تم رفع العدد إلى 600.000 أسرة (بزيادة 100.000 أسرة إضافية مقارنة مع السنة الماضية)، بتكلفة إجمالية قدرها 85 مليون درهم (اقتناء المواد الغذائية واللوجستيك).