جرت بالموقع التاريخي لمدينة ليكسوس، مساء الأحد، “أمسية الأطلال .. قراءات شعرية في مواقع أثرية”، والتي اختتمت فعاليات الدورة الثالثة من تظاهرة “بحور الشعر” التي نظمتها دار الشعر بتطوان بين 2 و 4 غشت الجاري.
وشارك في “أمسية الأطلال”، التي جرت بالمسرح الروماني بموقع ليكسوس، الشاعر نجيب خداري، أحد أعلام الثقافة المغربية المعاصرة، والشاعرة البارزة سامية الصيباري والشاعر محمد بنقدور الوهراني، الذي يكتب قصيدة شعرية خاصة واستثنائية، على نغمات فرقة “ثلاثي ليكسوس” التي قدمت عروضا موسيقية.
من بين القصائد التي صدحت بين أطلال موقع ليكسوس، قصيدة “وصية لوكوس” لكاتبها محمد بنقدور الوهراني، والتي تحدث فيها عن هذا “النهر العظيم” الموجود على مرمى حجر ونظر من مدينة ليكسوس.
ويأتي هذا اللقاء في سياق انفتاح دار الشعر على المواقع الأثرية المغربية، وبث الحياة فيها من جديد، وجعلها فضاء حاضنا للشعر والشعراء، حيث كانت وزارة الثقافة قد اطلقت مشروعا كبيرا لتثمين موقع ليكسوس الاثري، من أجل صيانته وترميم مختلف بنياته الأثرية.
واعتبرت دار الشعر أن اختيار موقع ليكسوس لاحتضان هذه الأمسية جاء بالنظر لكونه شهد على بداية قصة المغاربة مع الكتابة، كما تشهد على ذلك الحروف والعبارات الفينيقية المكتوبة على بعض اللقى والأواني الخزفية التي تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، والتي عثر عليها بالموقع، مبرزة أن الموقع يستضيف اليوم ما يكتبه الشعراء المغاربة المعاصرون، استئنافا لما أسس له أجداهم على نهر اللوكوس، منذ ثلاثين قرنا من الشعر والفن والحياة على هذه الأرض المغربية التي لا تزال تخفي أسرار كتابات سحيقة وحضارات عريقة.
وكانت تظاهرة “بحور الشعر”، المقامة تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال وبتعاون مع بيت الشعر في المغرب وجماعة العرائش والمركز الثقافي بالمدينة، بحوار شعري راقي بين الشعراء المغاربة صلاح الوديع وإدريس علوش وفتحية البو بالشرفة الأطلسية بمدينة العرائش.
بينما تضمن برنامج اليوم الثاني تنظيم مسابقة في إلقاء الشعر، حيث تنافس المشاركون على جائزة تحمل اسم الشاعر الراحل محسن أخريف، إلى جانب مواصلة أشغال ورشات الحكي والتشكيل.