المرحوم محمد كريم العمراني شخصية وطنية بصمت مراحل مهمة من تاريخ المغرب المعاصر

أجمعت شهادات جرى استيقاؤها عقب مراسيم تشييع جثمان المرحوم محمد كريم العمراني، بعد عصر اليوم الخميس بالدار البيضاء، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أن الراحل كان شخصية وطنية بصمت مراحل مهمة من تاريخ المغرب المعاصر.

طنجة نيوز
أجمعت شهادات جرى استيقاؤها عقب مراسيم تشييع جثمان المرحوم محمد كريم العمراني، بعد عصر اليوم الخميس بالدار البيضاء، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أن الراحل كان شخصية وطنية بصمت مراحل مهمة من تاريخ المغرب المعاصر.

واعتبرت هذه الشهادات أن الفقيد، الذي تقلد مناصب مهمة في تدبير الشأن العام الوطني، ارتبط اسمه بمجموعة من الإصلاحات الهامة التي عرفتها البلاد على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن دوره الكبير في منح المكتب الشريف للفوسفاط بعدا استراتيجيا، وتشجيع الرأسمال الوطني على الاستثمار داخل المغرب.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “برحيل محمد كريم العمراني يكون المغرب قد فقد رجلا بصم تاريخه المعاصر، وأسدى عددا من الخدمات على المستوى التدبيري والسياسي كوزير أول في مراحل متعددة ومتتالية وصعبة في تاريخ المغرب”.

وأضاف السيد العثماني أن الراحل “قدم خدمات جليلة لتمكين البلاد من تجاوز الصعوبات والأزمات التي كانت تواجهها، سواء من موقعه كمسؤول حكومي أو كمستثمر ومقاول، وحتى كمدبر لإحدى الشركات الاستراتيجية داخل المملكة، وهي المكتب الشريف للفوسفاط”.

وقال رئيس الحكومة إن “كل من عايش هذا الرجل الوطني لا يمكن إلا أن يتذكر الجهود التي بذلها للنهوض بالاقتصاد الوطني، لاسيما دوره المحوري في تنزيل سياسات التقويم الهيكلي، والنهوض بالقطاع الخاص كرافعة لتنمية الاقتصاد الوطني”.

ومن جهته، أبرز رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب السيد صلاح الدين مزوار أن ” المرحوم محمد كريم العمراني عاصر مراحل صعبة من تاريخ المغرب، وكان له حضور قوي طبع عددا من الأوراش الإصلاحية التي انخرطت فيها البلاد، خاصة ما تعلق منها بإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وإدخال مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والإسهام في بناء التوازنات الاجتماعية والحفاظ على التوازن العام للبلاد”.

وأشار السيد مزوار إلى أنه “إضافة إلى ما تميز به الراحل من قدرات ومؤهلات على مستوى التدبير والإدارة، فقد كان الكل يشهد له بالعطاء، وكان صديقا للجميع، وتميز بقدرته الفائقة على الجمع بين الآراء المختلفة، مبديا رحمه الله كل الالتزام والانخراط من أجل تنمية البلاد”.

وتابع رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب أنه كان “رجلا بصم مرحلة مهمة من تاريخ البلاد، وأدخل إصلاحات أسهمت في بناء اقتصاد تنافسي، وإرساء مقومات رأسمال وطني شكل دعامة أساسية لتقدم البلاد”.

وفي السياق ذاته، اعتبر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد نزار بركة أن ” الراحل محمد كريم العمراني لعب أدوارا أساسية في بناء المغرب المعاصر على عدة مستويات”.

وأوضح السيد بركة أنه “بحكم تقلده للوزارة الأولى في محطات دقيقة من تاريخ المغرب، اضطلع بدور محوري في حل وتجاوز العديد من الإشكاليات والتحديات التي واجهت المملكة خلال الفترات التي كان يتحمل فيها مسؤولية تدبير الشأن العام، وخصوصا على المستويين السياسي والمؤسساتي”.

وذكر أن الراحل، وضمن جهوده لتطوير أداء المؤسسات العمومية الوطنية والنهوض بالاقتصاد الوطني، استطاع أن” يمنح المكتب الشريف للفوسفاط بعدا استراتيجيا خلال فترة رئاسته لهذه المؤسسة، فضلا عن كونه من الأوائل الذين استثمروا في البلاد، ليكون بذلك خير دليل على أهمية الرأسمال الوطني، والدور المهم الذي يقوم به في مجالي التشغيل وتطوير الاقتصاد”.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد بعث برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم محمد كريم العمراني، أعرب فيها جلالة الملك، لأسرة الفقيد ومن خلالهم لكافة أهله وذويه، عن “أحر تعازينا وصادق مواساتنا لكم في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعين العلي القدير أن يلهمكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء”.

وأكد جلالته في هذه البرقية أن “الفقيد الكبير كان من الوطنيين الصادقين المتشبثين بثوابت الأمة ومقدساتها، والعاملين بكل إخلاص ونكران ذات واجتهاد في خدمة وطنهم. فتقلد أكبر المسؤوليات في عهد والدنا المنعم جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، مستشارا لجلالته ووزيرا أول، ومديرا عاما للمكتب الشريف للفوسفاط، ومؤسسا للعديد من المؤسسات الاقتصادية المغربية، مبرهنا خلال قيامه بما تقلده من مهام عن كفايته وتبصره، وحنكته كرجل دولة ورجل اقتصاد مشهود له ببعد النظر وثاقب الفكر”.

وكان جثمان المرحوم محمد كريم العمراني، الذي وافته المنية فجر اليوم عن عمره يناهز 99 سنة، قد ووري الثرى بحضور أفراد أسرته، ورئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني ، ومستشار صاحب الجلالة السيد الطيب الفاسي الفهري، إلى جانب رؤساء حكومات سابقين، وشخصيات أخرى تنتمي إلى عوالم السياسة و الاقتصاد والفكر ، وجموع من المواطنين رافقت الراحل إلى مثواه الأخير.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...