ندوة بطنجة تدعو إلى “ثورة فكرية” بالعالم العربي

أبرز المفكر والباحث المصري في الفلسفة والدين، أحمد سعد زايد، أمس الأحد بطنجة، حتمية وقوع “ثورة فكرية” في العالم العربي من أجل مستقبل أفضل.

طنجة نيوز و.م.ع
أبرز المفكر والباحث المصري في الفلسفة والدين، أحمد سعد زايد، أمس الأحد بطنجة، حتمية وقوع “ثورة فكرية” في العالم العربي من أجل مستقبل أفضل.

واعتبر المفكر المصري، الذي كان يتحدث خلال ندوة بعنوان “الفكر العقلاني بالمغرب الكبير” نظمتها جمعية “ثويزا”، أن أي “ثورة سياسية واجتماعية واقتصادية تفترض سلفا وقوع ثورة في الوعي والثقافة والفكر”، مشيرا إلى ضرورة وقوع “تحول مجتمعي عميق يغير من الواقع الثقافي، خاصة بعد الربيع العربي”.

وأوضح أحمد سعد زايد، اعتمادا على رصيده المعرفي في الفقه الإسلامي والعلوم السياسية والفلسفة، أن “الأزمة الفكرية التي يواجهها الشباب العربي تأتي من أصول الأفكار”، منوها إلى أن “الكثير من الأشياء في بنية الفكر العربي ستتم تسويتها إذا ما عالجنا أولا أصولها”.

في هذا الإطار، تساءل الباحث إن كان العقل العربي، حسب تعبير المفكر المغربي محمد عابد الجابري، سيكون قادرا على القيام بثورة فكرية، لافتا إلى أن الرد على هذا السؤال يفترض العودة إلى تطور الفكر في التاريخ الإنساني.

وبعد أن استعرض مختلف توجهات التيارات الفكرية والفلسفية بالعالم العربي والصفات السائدة في كل مجموعة من البلدان، أوضح أحمد سعد زايد أن العالم العربي برمته يعاني من إشكاليات هوياتية وإثنية، أكثر حدة في بلدان المنطقة المغاربية والهلال الخصيب.

من جانبه، اعتبر مسير هذه الندوة، المفكر المغربي أحمد عصيد، أن هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن سلسلة ندوات بعدد من مدن المملكة، يهدف إلى إعادة تقييم الجهود الفكرية المبذولة بالمنطقة المغاربية، خاصة المغرب والجزائر وتونس، في مجال الفكر العقلاني، والتي تجعل من العقل قوة مستقلة قادرة على معرفة ووضع الحقيقة.

ولاحظ أنه “في السياق الحالي، نحن في حاجة ملحة إلى جعل العقل مصدرا للمعرفة، بهدف مواجهة التيارات الهدامة غير المنطقية والمتطرفة، مهما كان شكلها”، لافتا إلى أن “الفكر السائد بالمجتمعات المغاربية فكر غير منطقي، لا يقوم لا على علم ولا على عقل، بل يقوم على الخرافات والموروث”.

في السياق ذاته، اعتبر الكاتب أن العقلانية ممكنة بفضل التربية على حقوق الإنسان والمواطنة، وأيضا من خلال تشجيع إرساء أسس المعرفة العلمية.

في معرض حديثه عن التجربة المغربية، اعتبر عصيد أن المغرب يمكن أن يلعب دورا “رياديا” في مجال الفكر العقلاني، شرط أن ينخرط في إصلاح جذري للنظام التعليمي، لفتح الطريق أمام الشباب من أجل استيعاب قيم المواطنة والفكر العلمي.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...