والي أمن طنجة يؤكد أن ارتفاع مؤشر الجريمة مرتبط بموقع وخصوصية المدينة

أكد والي أمن مدينة طنجة مولود أخويا، “أن مؤشر الجريمة في مدينة البوغاز مرتبط بالموقع الجغرافي للمدينة، وخصوصيتها باعتبارها منطقة حدودية مع أوروبا، فضلا عن كونها منطقة عبور وقبلة للمهاجرين القادمين من جنوب الصحراء، ناهيك عن توفرها على شركات ومناطق صنا

طنجة نيوز – ادريس بنمسعود – الأحداث المغربية
أكد والي أمن مدينة طنجة مولود أخويا، “أن مؤشر الجريمة في مدينة البوغاز مرتبط بالموقع الجغرافي للمدينة، وخصوصيتها باعتبارها منطقة حدودية مع أوروبا، فضلا عن كونها منطقة عبور وقبلة للمهاجرين القادمين من جنوب الصحراء، ناهيك عن توفرها على شركات ومناطق صناعية وتجارية، ما يجعلها تجلب إليها يدا عاملة من كل ربوع الوطن، دون إغفال أنها قبلة للسياحة الداخلية والأجنبية خلال موسم الصيف، أضف إلى ذلك وجود أحياء هامشية يعيش بين أحضانها حاملي أفكار التطرف والتشدد الديني، هذه العوامل من ضمن أخرى تساهم بشكل كبير في تنامي مؤشر الجريمة بمختلف أنواعها، وكشف المتحدث ذاته أن التفاوت في مؤشر الجريمة الذي بلغ سنة 2013 حوالي 20 آلف موقوفا، وخلال سنة 2014 بلغ عدد الموقوفين 30 آلف، في حين تضاعف عدد الموقوفين سنة 2015 ليصل إلى حوالي 60 آلف موقوفا.”

وأورد الوالي، “أن كل المعتقلين السالفي الذكر استوفى أصحابها على الأقل 48 ساعة من الاعتقال الاحتياطي، كونهم يشتبه في تورطهم في قضايا تهم الاتجار الدولي في مختلف أنواع المخدرات، جرائم الاختطاف والاحتجاز والمطالبة بفدية، جرائم القتل، والضرب والجرح الخطير، النصب والاحتيال، وبالتالي يتابع المتحدث ذاته، أن هذه الأرقام التصاعدية بشكل متواتر في مؤشر الجريمة يعكس بلغة أمنية الارتفاع من حيث الحضور المكثف، والانتشار الأمني في مختلف أحياء مدينة طنجة، كون خصوصية القضايا الأمنية للمدينة المعنية مرتبط بخصوصية المدينة نفسها، حيث تبدأ اندلاع شرارة الجريمة بطنجة وتنتهي مراحلها بمدن أروبية، والعكس صحيح كون الحديث هنا ينصب عن الجرائم العابرة للقارات، من قبيل الاتجار والتهريب الدولي للمخدرات، والبشر، والعملة وما إلى ذلك، ما يتطلب تخطيطا أمنيا قوامه الحنكة والتبصر والنجاعة الأمنية الاستباقية.”

ووفق التخطيط الأمني الذي تنتهجه ولاية الأمن يستطرد أخويا، تم تفكيك مجموعة من خلايا إجرامية تمتهن السطو بالسلاح الأبيض والناري، على المحلات التجارية والمؤسسات البنكية، خصوصا عندما تتعارض المصالح بين العصابات، فان الأمر يتحول إلى استعمال السلاح الناري للذود عن المصالح الخاصة، وآخر ما تم القيام به في هذا المنحى الخطير هو تفكيك عصابة ما يسمى ب”مخلص”، التي أثارت في وقت سابق الرعب في مدينة طنجة.

لكن في إطار التنسيق الوثيق بين ولاية أمن طنجة والمكتب المركزي للأبحاث القضائية تم تفكيك الشبكة الإجرامية المتخصصة في عمليات السطو المسلح والتي كانت تنشط بعاصمة البوغاز، حيث كانت آخر عملياتها محاولة فاشلة لسرقة ناقلة للأموال، والتي تم توقيف أربعة من عناصرها بينهم زعيمها الذي كان يستقر ببلجيكا قبل عودته للمغرب سنة 2012، مؤكدا أن أفراد الشبكة كانوا يمارسون نشاطهم الإجرامي في الـ31 من ماي 2013، حيث قام الجاني بكراء سيارة من شركة متخصصة في ذلك بطنجة لمدة يومين، وقام باستنساخ مفاتيحها وإرجاعها للوكالة، قبل أن يقوم بسرقتها بعد تحديد مكان ركنها، ليقوم باستعمالها في رصد صاحب سيارة فاخرة.

ومباشرة بعد توقفه أمام بيت الضحية، قام الجاني بالترجّل منها والتوجه صوب صاحب السيارة الفاخرة، غير أن هذا الأخير فطن للأمر وحاول الهرب، قبل أن يوجه له الجاني رصاصتين كانتا كافيتين ليفارق الحياة، ليقوم بقيادة السيارة، فيما تكلف مرافقه بالفرار باستعمال السيارة الأخرى، التي تم التوصل فيما بعد أنه عمد إلى تقطيعها وبيعها في سوق المتلاشيات، في حين ثاني عملية من ذات النوع، كانت في يومي 26 و27 يونيو 2013، حيث قام الفاعل الرئيسي بتغيير لوائح ترقيمية لسيارة تابعة لشركة متخصصة في كراء السيارات يملكها، لاستعمالها في عملية سرقة سيارة فاخرة، ترصد صاحبها لحظة خروجه من ملهى ليلى بكورنيش المدينة، حيث تبعه حتى ركن قرب منزله بأحد الأزقة الخالية من المارة، ليقوم بمطاردته وإطلاق عيار ناري أصابه في رجله، قبل أن يأخذ المفاتيح ويقود السيارة إلى مخبأ خاص، وبعد نجاح العملية الثانية قرر أفراد الشبكة الإجرامية بعد تخطيط دقيق، سرقة سيارة لنقل الأموال، حيث أعدوا العدة لعمليتهم الأولى من هذا النوع، وقاموا بتجميع جميع المعطيات، ليشرعوا في مرحلة التنفيذ، مستعملين سيارة تم تغيير لوحاتها الترقيمية، تابعة لشركة يملكها زعيم العصابة، حيث ترصدوا سيارة نقل الأموال لحظة وقوفها أمام وكالة بنكية بطنجة، والتي أسفرت على السطو على 470 مليون سنتيم، و50 ألف أورو، و400 دولارـ ليفروا صوب وجهة مجهولة، موردا أن تجمع المواطنين حول السائق المصاب صعب من العثور على أدلة ميدانية تساعد على البحث، إضافة لاستعمال الفاعلين لأقنعة وقفازات، مضيفا، أنهم قاموا بعد ذلك بإحراق جميع الملابس وكسر المسدسين المستعملين في عملية السطو ورميهم في مجاري المياه العادمة، حسب اعترافاتهم خلال التحقيقات.

وبخصوص العملية الأخيرة التي حاول من خلالها الجناة في الـ13 من غشت المنصرم، السطو على سيارة لنقل الأموال، يتابع المتحدث، أنها جاءت بعد سنة ونصف من آخر عملية، حيث قام الفاعل الرئيسي ومرافقه برصد سيارة نقل الأموال، وعند توقفها أمام باب وكالة بنكية ونزول مرافق السائق لوحده، توجه زعيم التنظيم الإجرامي صوب السائق حاملا لقنبلة دخانية، غير أن الجاني وجد الأبواب مغلقة ليقوم برميها صوب الوكالة البنكية للتشويش على كاميرات التصوير وإخافة الموظفين، قبل أن يقوم مرافقة بحمل آلة لقطع الحديد، ليصطدم بوجود الأبواب في وضعية إغلاق، ما أجبر الفاعل الرئيسي على إطلاق أزيد من عشرين رصاصة على سائق العربة دون أن ينال منه، بحكم أن الزجاج مضاد للرصاص، حيث أقدم السائق على تشغيل محرك السيارة والفرار، ما جعل الفاعلين يعودان بخفي حنين من عملية لم يكونا على علم أنها ستكون الأخيرة في مسارهم الإجرامي، وبالتالي هذا فيض من غيض، أي جزء من العمليات الإجرامية التي تحاول مصالح الأمن التصدي لها وتشديد الخناق على أفرادها للحد من ظاهرة الإجرام بكل أنواعها.

جدير بالذكر، أن ملود أخويا والي أمن طنجة، اشتغل بمصلحة الشرطة القضائية كأحد عناصرها العاديين، قبل أن يشغل رئيسا لفرقة محاربة العصابات، وبعدها رئيسا للشرطة القضائية بمنطقة أمن الخميسات، ثم رئيسا للشرطة القضائية لبني مكادة، سلا، والرباط، قبل أن يرقى إلى رئيس منطقة أمن سلا، وبعدها نائب والي أمن الرباط، ليتوج مساره المهني كوالي أمن طنجة وهو المنصب الذي لا زال يشغله حتى الآن.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...