عبد السلام الشعشوع ابن تطوان .. أول من قدم النشرة الجوية في التلفزة المغربية
يعتبر المهندس عبد السلام الشعشوع . هذا الاعلامي الفذ . من الأوائل الذين قدموا النشرة الجوية على شاشة التلفزيون بل وقام بذلك لمدة تقارب 39 سنة الى درجة أن الكثير من المغاربة لا يكادوا يفرقون بين النشرة الجوية ومبدعها عبد السلام الشعشوش.
عبد العزيز حيون – و م ع
يعتبر المهندس عبد السلام الشعشوع . هذا الاعلامي الفذ . من الأوائل الذين قدموا النشرة الجوية على شاشة التلفزيون بل وقام بذلك لمدة تقارب 39 سنة الى درجة أن الكثير من المغاربة لا يكادوا يفرقون بين النشرة الجوية ومبدعها عبد السلام الشعشوش.
لا يخفي عبد السلام الشعشوع .الذي ولد في تطوان سنة 1942 . ان دراسته للارصاد الجوية في مدريد جاءت بمحو الصدفة . بعد ان وضع القدر قربه وهو ملقى على شاطئ مرتيل سنة 1960 جريدة تتضمن اعلانا عن مباراة لدراسات الارصاد الجوية بمدريد . لينطلق بعد ذلك مساره الدراسي ثم الوظيفي الذي ابدع فيه مع ثلة من المهندسين المغاربة الذين انتسبوا لمصلحة الارصاد الجوية بالدار البيضاء .
وتمكن السيد عبد السلام الشعشوع ان يبصم على مسار مبهر ليس فقط كمتخصص في الارصاد الجوية . بل ويبدع كإعلامي حظي بشرف تقديم النشرة الجوية وتقديمها في التلفزة المغربية بطريقة سلسة تجمع بين التنشيط وتقديم المعلومات .وجعلها مادة محببة لدى المشاهدين ومستمعي الاذاعة .كما يرجع له الفضل في بروز اسماء اخرى سارت على نفس الدرب كمحمد بلعوشي والمرحوم احمد بلفايدة ولطيفة كيتان وغيرهم .
ويبوح السيد عبد السلام الشعشوع في كل المحافل ان سر نجاحه في مجال تخصصه يعود الى تفانيه في عمله واجتهاده المتواصل والعمل بالنصائح وبحثه المستمر عن الجديد وتضحيته بوقته واهتمامات اخرى .حتى انه لم يتمتع بعطلة سبت او احد او عيد طوال 15 سنة .لا لشيء الا ليكون في موعده اليومي مع المتتبع رغم ضعف امكانيات العمل التقنية والعلمية في الستينات والسبعينات والثمانينات .اذ ان مدى التوقعات في ذلك الوقت لم يكن يتعد يوما واحدا في وقت يصل مداها حاليا الى عشرة ايام او اكثر .
الا ان مواهب السيد الشعشوع لا تقف عند الارصاد الجوية . فللرجل اطلاع واسع بالموسيقى الاندلسية .فهو المنتسب الى عائلة تطوانية اصيلة أنجبت موسيقيين معروفين .مثل جده احمد الشعشوع .الذي كان من ابرز العازفين على العود .وهذا النبوغ الموسيقي ظهر في نجليه المهدي .الذي يترأس جوق المعهد التطواني .والامين .الذي يرأس بتطوان مؤسسة خاصة للحفاظ على الموسيقى الاندلسية .
كما لا تقف اهتمامات السيد الشعشوع عند هذا الحد بل تتجاوزه الى ابداع من نوع اخر هو الاشتغال في العمل الجمعوي .وقال في هذا الصدد انه بعد يومين من احالته على التقاعد انخرط في جمعية تطاون اسمير (يشغل حاليا منصب رئيس الجمعية بالنيابة)على اعتبار ان اتجاهها وأهدافها تتوافق مع وتطلعاته وحرصه الدؤوب على المحافظة على هوية مدينة تطوان ونواحيها كتراث حضاري يعكس غنى التراث المغربي .
ويؤكد السيد الشعشوع . الذي يقول عنه المقربون منه انه “لا يغضب ابدا مثلما لا يغضب احدا ” . أن أوقات فراغه القليلة ” لا تذهب سدى” .فهو يقضيها في رسم الكاريكاتير والابداع في المسرح كأحد رواد جمعية المسرح الادبي . ويشرف مع زملائه في المجال على تنظيم مهرجان تطاون المتوسطي للمسرح الدولي المتعدد .الذي يزداد تألقا من سنة لأخرى بعد ازيد من 15 عاما من التراكمات التنظيمية .
وبرزت ميولاته المسرحية منذ كان يافعا .وهو ما خول له الصعود على خشبة المسرح في مدن مغربية عديدة. كتطوان ومرتيل والرباط وطنجة والعرائش .وخضع لتكوين في مركز المعمورة .حيث تعرف عن قرب على رواد المسرح المغربي امثال المرحوم احمد الطيب لعلج وعبد الصمد دينية وفريد بن مبارك والطيب الصديقي وامينة رشيد وفاطمة الركراكي .كما حظي بالمشاركة في فرقة مثلث المغرب في مهرجان “أفينيون” الشهير بفرنسا .
تعددت مواهب الرجل .إلا انه بقي متواضعا هادئا ومنسجما مع نفسه ومواقفه وعلى استعداد دائم ومتواصل لوضع خبراته في يد كل من يحتاجها في كل الميادين .ولا تفارق وجهه الابتسامة حتى في اصعب الاوقات.