فاتنات مغربيات في ماراثون أمستردام
كانت المسافة التي قطعتاها تفوق بقليل 21 كيلومترا، في ساعتين ودقائق قليلة، وهو توقيت متوسط بالنظر إلى أن العداء السريع الذي يحتل المرتبة الأولىالذي يقطعها في ساعة و28 دقيقة.
تقرير: كريمة ادريسي، إذاعة هولندا العالمية *
كانت المسافة التي قطعتاها تفوق بقليل 21 كيلومترا، في ساعتين ودقائق قليلة، وهو توقيت متوسط بالنظر إلى أن العداء السريع الذي يحتل المرتبة الأولىالذي يقطعها في ساعة و28 دقيقة.
فاطمة الزهراء بوشيبة ورجاء اجانا، هما المغربيتان اللتان شاركتا هذه المرة في ماراتون أمستردام الدولي للعدو الريفي. وكانتا الوحيدتان أيضا من الإناث في الفريق المغربي المشارك، في حين شاركت العام الماضي ولأول مرة على الإطلاق، عشر نساء من
المغرب.
الفاتنتان
رجاء أحانا (39 سنة) ام لطفل في الرابعة. مهندسة معمارية من الرباط، مواظبة على ممارسة الرياضة بأندية رياضية، حيث تمارس التنس بالخصوص. إلى جانب ذلك، فان عشقها الكبير هو العدو الريفي. سبق لرجاء وشاركت في ماراثونات دولية داخل المغرب ولكنها لأول مرة تشارك بماراثون خارج المغرب بل ولأول مرة أيضا تزور هولندا. وتستعد الآن لتشارك في ماراثون باريس واليونان.
فاطمة الزهراء بوشيبة، سيدة أربعينية، أم لخمسة أطفال، أكبرهم طفل في سن الحادية عشر، والأصغر طفلة في العام الثاني. تركت عملها الأكاديمي لتتفرغ تماما لتربية أطفالها. ولكي لا يصبح بيتها عالمها الوحيد، تشبثت بعشقها الكبير: الرياضة، والتي يعتبر العدو الريفي الجزء الأهم فيها.
فاطمة الزهراء ورجاء تتدربان معا لدى مدربة روسية محترفة، هي بدورها أم لثلاثة أطفال.
رجاء تنوي المشاركة في مارثون باريس الدولي وماراتون اليونان أيضا.
شاركت فاطمة الزهراء لأول مرة في المراثون الريفي قبل خمس سنوات في مراكش. وواظبت على المشاركة من حينها. وشاركت أيضا في ماراتون باريس وتعتبر أمستردام ثاني وجهة عالمية لها. أما رجاء فمشاركاتها قبل الآن اقتصرت على المغرب، وتنوي بعد تجربتها في أمستردام أن تشارك في باريس واليونان.
و”الحقيقة انه لأول مرة انه انهي مسابقة العدو الريفي وأنا في منتهى لياقتي البدنية”، تقول فاطمة الزهراء.
يوم العداءة
يبدأ يوم فاطمة الزهراء ورجاء كل صباح الساعة الخامسة صباحا. وفي الساعة الخامسة والنصف يبدأ تدريبها اليومي. إلا أن البرنامج تغير في الأسبوعين الأخيرين اللذين سبقا ماراتون أمستردام، ليبدأ الساعة الواحدة بالتوقيت الهولندي، وهو التوقيت الذي وافق اشتراكهما في الماراتون.
إلى جانب ذلك، اتبعا حمية غذائية صارمة، تتكون من تناول الفواكه في الصباح، والمعجنات الايطالية في المساء، والامتناع عن تناول اللحوم الحمراء، والإكثار من شرب المياه. وبعد الماراتون، ينصح بعدم تناول اللحوم الحمراء لفترة، وتظل الفواكه عادة صباحية، أما المعجنات والسكريات فالأفضل الإنقاص من كميتها.
فاطمة الزهراء، التي تدمن القراءة أيضا كل صباح، تعرف الكثير عن الأكل وعلاقته بالفصائل الدموية، لذلك فهي تتناول ما تراه مناسبا لفصيلتها الدموية “أكِثر من تناول الألبان والحبوب وحبات الكتان.أفضل اللبن لأنه ليس به مواد دسمة ولكن أكثر من تناول زيت الزيتون أيضا وأتناول المعجنات الغنية بالألياف.”
وبنصيحة من المدربة، تصوم فاطمة الزهراء يوما في الشهر، لتنظيف جسدها على الطريقة الروسية، و”لكن لأني مسلمة، فاني أصوم على الطريقة الإسلامية لكن على الإفطار لا أتناول إلا الفواكه فقط لا غير، كما يفعل الروس”.
أمستردام الساحرة
يوم السبت الذي سبق الماراتون، اخذ المنظمون المشاركين جريا في جولة بامسترادم عبر بالأحياء العتيقة التاريخية والمتاحف ومنطقة الاضوية الحمراء (ريدلايت دستريكت). وانتهى اليوم بـ”. حفل المعجنات “الرائع” تلك الليلة كان رائعا. “ما أعجبني إنني أول مرة أسافر لوحيدي مع صديقة. استمتعت معها لدرجة أن زوجي اعتقد إني لا افعل شيئا غير الاستمتاع. تحدثنا من بعيد مع الفريق المغربي من الرجال. ولكننا صديقتي وأنا جئنا لوحدنا. وزوجي ممولي وبالرغم من معارضته في البداية، إلا انه اقتنع أخيرا وساندني جدا ماديا ومعنويا. لن انسي له موقفه الرائع هذا”.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تزور فيها رجاء أمستردام، ولكن فاطنة الزهراء تعشق المدينة وتزورها باستمرار طيلة السنة، حيث “تقطن إحدى اعز صديقاتي، ولأجلها وعائلتها فكرت في المشاركة بأمستردام هذه المرة”، تقول فاطمة الزهراء.
كانت توقعات رجاء وفاطمة الزهراء اكبر مما كان. لقد دفعتا نفقات للتنظيم تفوق تلك التي تدفع في ماراتون باريس، وبالرغم من التنظيم كان رائعا، إلا أن المنظمين لم يهتموا بحرارة جسد المشاركين مثلا، “فلكي تشارك، لابد أن ترتدي اللباس الخاص بالسباق فقط، ولكن في حالة انخفاض درجة الحرارة، تحصل من التنظيم على معاطف خاصة، وهذا لم يحدث، في حين انه حدث في باريس”. إلا أن ما أثار غضب فاطمة الزهراء هو كؤوس المشروبات التي استخدمها المشاركون أثناء العدو والقوا بها على الطريق، فتعثر أمامها سيدتان وسقطتا، وكان عليها أن تساعدهما على القيام، وتلعن تلك اللحظة.
ومع هذا، فمارثون أمستردام يجمع جنسيات متعددة، و”للشعب الهولندي احترام لا يوصف للماراثون وللمشاركين، وبالإضافة الى تقنيات التنظيم العالية، فان ماراثون أمستردام يخصص ايضا سباقا لغير المحترفين، بجري ثمان كيلومترات، بل وللأطفال أيضا، بجري كيلومتر واحد”. لهذا فان فاطمة الزهراء مصرة على أن تأتي معها بأطفالها للمشاركة في المرة المقبلة.
أطفال فاطمة الزهراء
تحاول فاطمة الزهراء التي تنازلت عن طموحاتها الأكاديمية لأجل أطفالها، أن تكون لهم قدوة أيضا فيما يتعلق بالرياضة.
أخذت لكل واحد من أطفالها تي شيرت بشعار ماراثون أمستردام الدولي لهذه السنة، وبالتناوب سيأخذون الميدالية التي فازت بها أمهم إلى المدرسة ليحكوا بكل فخر عن مشاركة أمهم ويعرضون الميدالية التي فازت بها ليشاهدها مدرسوهم وزملاءهم بالمدرسة. “أطفالي فخورون بي جدا. وغدا ستنظم لي مدرستهم تكريما خاصا. طلب مني المدير أن اذهب بلباسي الرياضي الذي اشتركت به في الماراثون، معلقة الميدالية في رقبتي، لأحكي أمام التلاميذ عن التجربة”.
* تـُنشر هذه المادة في إطار الشراكة المعقودة بين المجلة الإلكترونية طنجة نيوز والقسم العربي في إذاعة هولندا العالمية.