افتتحت، مساء الجمعة بمسرح إسبانيول بتطوان، فعاليات الدورة ال23 للمهرجان الدولي للعود بتطوان، بمشاركة وازنة لألمع العازفين على سلطان الآلات الوترية ذوي التجارب المتفردة والمتنوعة من مختلف الثقافات.
وتعتبر هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس، والتي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع عمالة وجماعة تطوان، محطة ثقافية متميزة ومتجددة تهدف إلى تحقيق الاشعاع الثقافي والفني لمدينة تطوان، والتعريف بغناها الحضاري والتراثي وبدورها الفني الرائد.
وأبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه المدير الجهوي للثقافة بطنجة تطوان الحسيمة كمال بن الليمون، خلال حفل الافتتاح، أن المهرجان الدولي للعود بتطوان يهدي مريديه وجمهوره لحظة سنوية أخرى حافلة بالجديد والمختلف.
وأضاف الوزير أن المهرجان بوصفه حدثا فنيا ينتصر للتنوع الثقافي وللفرجة الطربية الراقية، مسعاه فب ذلك تمتين أواصر الصداقة بين الشعوب وتعزيز التحالف بين الحضارات.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل أنه لولا وفاء جمهور تطوان الرائع ووفائه لهذا الموعد السنوي وتفانيه في تقديم نموذج راق للجمهور الذواق ذي الاحاسيس المرهفة، لما تمكن هذا المهرجان من تحقيق هذا الاشعاع الكبير.
وفي تصريح لقناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المدير الإقليمي للثقافة بتطوان، أحمد اليعلاوي، إن الدورة ال23 للمهرجان الدولي للعود بتطوان تنظم هذه السنة لتأكيد إستمرارية هذا المهرجان بمدينة تطوان، الذي تستقبله وتحضنه بشغف كبير.
وأضاف اليعلاوي أن هذه الدورة تنظم بعد توقف إضطراري بفعل الجائحة وفي غياب عروض حية ومباشرة مع الجمهور، حيث أن هذه الدورة ستؤكد بالفعل أن المهرجان الدولي للعود حاضر في ذاكرة مدينة تطوان وساكنتها، وهو ما جعلنا نراهن أن تكون دورة متميزة كسابقاتها، لذلك يقترح نخبة من الفنانين المرموقين ومهرة، لهم تجارب موسيقية وإبداعات تستحق أن يكتشفها جمهور مدينة تطوان، المحتضن لهذه التظاهرة بحب وشغف.
وفي تصريح مماثل أبرزت المديرة الفنية للمهرجان الدولي للعود بتطوان، سمير القادري، أن المهرجان الدولي للعود يعود بإصرار جماعي وقلق جد واع، أنه لابد أن يكون إستمرار لهذا الحدث القافي المتميز الذي تفتخر به مدينة تطوان.
وأضافت السوبرانو سميرة القادري أن هذه الدورة تحتفي بتجارب جديد جديدة، تحج إلينا سواء من المغرب أو من تركيا أو الأردن أو لبنان أو الامارات العربية، مشيرة إلى أن المهرجان كان ولازال يحتفي بالقامات الفنية والرموز الوطنية التي أغنت الخزانة الموسيقية.
وشهد حفل الافتتاح تكريم كل من الرائدة وأول عازفة مغربية على آلة القانون الاستاذة سعاد شوقي والملحن الكبير الأستاذ محمد الزيات، تقديرا لعطاءاتهما الفنية والابداعية المتميزة، ومساهمتهما في إغناء الخزانة الموسيقية المغربية، ولحفظهما التراث الموسيقي المغربي والرقي به إلى أعلى المراتب، ليختتم بعرض فني قدمته فرقة إدريس الملومي من المغرب.
وستتواصل فقرات هذا الحدث الثقافي بعروض وتجارب موسيقية متميزة ورائدة من لبنان والأردن وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمغرب، تلتقي كلها على خشبة مسرح اسبانيول لخلق فسحة جمالية وتبليغ رسالة إنسانية سامية تسعى للارتقاء بالأذواق والتعبير عن مغرب منفتح على كل الثقافات والحضارات، كما سيعرف المهرجان تنظيم لقاءات مع مجموعة من القامات الفنية والموسيقية المشاركة في هذه الدورة، فضلا عن تنظيم معرض تشكيلي جماعي “نسيج الألوان” .
بالموازاة، ستعرف هذه الدورة تدشين المقر الجديد للمعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي بتطوان، ومعلمة المسرح الوطني المصلى، التي تعد من أقدم البنايات المسرحية بالمملكة، اللتين تم إحداثهما وتجهيزهما مؤخرا ضمن البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمدينة تطوان، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
على أن يشهد حفل الاختتام يوم الاحد منح جائزة الزرياب للمهارات لسنة 2022، والتي يمنحها المجلس الدولي للموسيقى (بيت اليونيسكو) بتنسيق مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل لعازف العود الكبير الفنان الإماراتي علي عبيد، الذي يشغل حاليا مدير عام أكاديمية الفنون الجميلة بالفجيرة.