“الرابط العجيب” بين عمدة طنجة وباراك أوباما

عبد الواحد استيتو

الذين تابعوا قناة سبيستون في طفولتهم يتذكرون جيدا فقرة كان عنوانها “الرابط العحيب”، وهي فقرة لطيفة كانت تجد رابطا دائما بين شيئين متنافرين ولا علاقة بينهما ظاهريا.

وظاهريا، يبدو أنه لا شيء يجمع بين عمدة مدينة طنجة منير ليموري ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية سابقا باراك أوباما، لكن عند قراءة هذا المقال سنكتشف العكس.

فعمدة طنجة قام ليلة السابع والعشرين من رمضان (29 أبريل) بتنظيم وليمة فخمة جدا بأحد قاعات الحفلات الشهيرة، جمع فيها من جمع من مستشارين ومنتخبين.

الوليمة الباذخة كلفت ميزانية ضخمة بالتأكيد، ورغم أن الكثير من الأرقام تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي إلا أننا لا نستطيع أن نجزم بصحتها (وهي بين 20 و 50 مليون سنتيم).

المشكلة أن هذه الوليمة تأتي في فترة صعبة على المواطن الذي بالكاد يستطيع أن يسد رمقه ورمق أسرته في ظل الغلاء الفاحش الذي يعرفه المغرب عموما وطنجة خصوصا.

كما أنها تأتي بدون أسباب نزول.. فما الداعي لكل هذا البذخ في غياب أي مناسبة أو سبب؟ ما الذي يدفع العمدة لجمع كل هؤلاء فقط من أجل الأكل؟ وكأن الطعام صار هدفاً بحد ذاته !

هناك من يقول أن الدعوة كانت على حساب العمدة الشخصي، وهذا عذر أقبح من ذنب، فللعمدة الآن وضعية اعتبارية، تجعل كل تصرفاته تحت المجهر، حتى الشخصية منها، وعليه أن يتجنب كل ما يستفز المواطن، ويستفز حتى المتابعين والمعارضين الذين لم يفهموا، ولن يفهموا، لماذا ينظم العمدة وليمة كهذه، وعلى حسابه، خصوصا أن دورة ماي ستعقد قريبا.. !!

ماذا لو اكتفى العمدة بدعوة نوابه فقط مثلا، وليكن ذلك في منزله، كي تكون الدعوة حميمية أكثر وتكون مفهومة.. أما تنظيم “حفل” كامل، بكل هذه البهرجة، للتعبير عن الكرم في عزّ الأزمة، فهو ليس سوى سوء تقدير من طرف أعلى سلطة منتخبة في المدينة.

الرئيس باراك أوباما والرئيس الروسي دميتري ميدفيديف يتناولان الغداء في مطعم Ray’s Hell Burger في أرلينغتون ، فيرجينيا في 24 يونيو 2010.

ونأتي الآن لعلاقة الرئيس الأمريكي السابق أوباما بالموضوع، وأنتم طبعا اكتشفتموها بسهولة عندما رأيتم الصورة التي يظهر فيها أوباما وهو يزدرد هامبورغر بقيمة 5 دولارات دون أن يشعر بأي نقص.

طبعا، أوباما يفعل هذا وهو يناقش أمور دولة هي الأعظم في العالم الآن، وربما يناقش أمور العالم كله، وهناك أيضا صورة أخرى له وهو رفقة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وهما يأكلان ببساطة أكلة خفيفة دون حاجة لوليمة يسمع بها القاصي والداني.

من المؤكد أن التقدم له علاقة بالاهتمام بالطعام، فالطعام في الدول المتقدمة ليس أولوية، وهم يعملون بالشعار النبوي “يكفي المرء لقيْمات يقمن صلبه”، لكنه عندنا هو كل شيء.. فمنه تبدأ المحاباة، وعنده تنتهي الترضيات والاتفاقيات، وما لم يتأتّ بالإقناع يتأتّ بالإشباع !

نرجو من كل من يتحملون المسؤولية أن يفكروا قليلا في المرات القادمة قبل الإقدام على خطوات مستفزة كان يمكن تجنبها دون أن يلومهم أحد أو يطالبهم بشيء.

https://www.facebook.com/abdelouahid.stitou.9

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...