طنجة : حمى الحملة الانتخابية تنعش سوق تأجير السيارات
مع بداية العد العكسي لانتهاء الحملة الانتخابية, تذرع قوافل سيارات شوارع المدينة وطرقاتها المدارية وبعض الحواري داخل الأزقة الشعبية حاملة صورا ولافتات دعائية تروج للوائح انتخابية محلية تشارك في استحقاقات 25 نونبر على مستوى دائرة طنجة أصيلة.
مع بداية العد العكسي لانتهاء الحملة الانتخابية, تذرع قوافل سيارات شوارع المدينة وطرقاتها المدارية وبعض الحواري داخل الأزقة الشعبية حاملة صورا ولافتات دعائية تروج للوائح انتخابية محلية تشارك في استحقاقات 25 نونبر على مستوى دائرة طنجة أصيلة.
ولجأ المرشحون إلى التكثيف من الأنشطة التواصلية فيما يشبه “السرعة النهائية” خلال اللحظات الأخيرة قبل انتهاء الحملة الانتخابية بمدينة طنجة. إذ فضلا عن اللقاءات المباشرة, تجذب قوافل السيارات المزينة بلافتات وصور المرشحين انتباه المارة, وهي وسيلة لحث المواطنين على الدخول في نقاشات مع مناضلي الأحزاب حول البرامج السياسية لكل مرشح.
بالفعل, فقد أخرجت الحملة الانتخابية سوق كراء السيارات من طابعه الموسمي الذي يتميز به على مستوى مدينة طنجة, باستثناء موسم الصيف والعطل والأعياد, يعاني القطاع من “ركود نسبي” بقية أيام السنة.
بهذا الصدد, أكد كمال, مسير وكالة تأجير سيارات, أن الحملة الانتخابية كسرت هذا “الطابع الموسمي ووفرت موردا إضافيا يساعد على ضمان استمرار عمل الوكالات في انتظار مواسم الطلب المرتفع القادمة كعطلة رأس السنة”.
وحسب المديرية الجهوية للنقل, تتوفر مدينة طنجة وحدها على 375 وكالة تأجير سيارات تملك مجتمعة حظيرة سيارات يفوق تعدادها ثلاثة آلاف عربة, كما أن طابع القطاع محليا يتميز بالموسمية وشيوع عقود التأجير القصيرة الأمد, ما يحد من العائدات.
بوجود حظيرة مهمة لسيارات التأجير رهن إشارة الراغبين, تشكل وكالات التأجير سوقا مهمة يلجأ إليها المترشحون لتوفير السيارات لخوض حملة تغطي كافة تراب عمالة طنجة أصيلة. ويقدر كمال أن الطلب على تأجير السيارات التي تملكها الوكالة ارتفع بحوالي 50 في المائة خلال الأسبوع الماضي, مضيفا أن “هذا الأمر غير اعتيادي في هذه الفترة من السنة, لكن يبدو أن الحملة الانتخابية أنعشت السوق”.
واستدرك كمال بأن الراغبين في تأجير السيارات “لا يفصحون عن الغرض من كرائها, كما أن الوكالة غير معنية بأوجه استعمال سياراتها إن كان يتم في إطار الحملة أم غيرها, نحن لا نسأل عن الانتماء السياسي للزبون, ما يهمنا هو تحقيق هامش للربح”.
صباح أمس الثلاثاء, كانت قافلة سيارات تتأهب لمغادرة مدينة طنجة وعلى متنها العشرات من أنصار أحد وكلاء اللوائح المحلية, يحملون لافتات عليها شعارات الحزب كما ألصقت لافتات أخرى على سيارات رباعية الدفع … فالمجال المقصود بالحملة وعر المسالك بامتياز.
وأقر مشارك في هذه القافلة أن أغلب وكلاء اللوائح بطنجة يتجاهلون الامتداد الطبيعي للإقليم المتمثل في البوادي التابعة للدائرة الانتخابية التي تصل إلى العرائش جنوبا, هناك كتلة ناخبة مهمة يتعين الوصول إليها رغم صعوبة المسالك, لذلك استعنا بسيارات أنصار الحزب كما قمنا بتأجير سيارات رباعية الدفع لتغطية كامل تراب الدائرة.
بهذا الخصوص, أبرز مسير وكالة التأجير أن الطلب يرتفع, بالفعل, على السيارات رباعية الدفع أكثر من السيارات السياحية الخفيفة, كما أن المأجرين خلال هذه الفترة لا يساومون لتخفيض التسعيرة المعتمدة من طرف وكالات التأجير نظرا للمنافسة المحمومة.
تأجير السيارات لغرض سياسي أم تجاري أم اجتماعي, هي مسالة ثانوية بالنسبة لأرباب وكالات تأجير السيارات الذين يرون في هذه الفترة ما قبل الانتخابات التشريعية فرصة للرفع من الأرباح عوض الاحتفاظ بالسيارات مركونة في المرائب.
ما زال في عمر الحملة الانتخابية أيام قليلة, ومع انتهائها ستخفت انتعاشة سوق تأجير السيارات ليعود لرتابته وركوده الموسمي في انتظار عطلة نهاية السنة حيث سيرتفع الطلب من جديد.
و م ع : (بقلم هشام المساوي)