طنجة.. مصنع كبير “يطمع” في الرصيف ويشوّه وجه المدينة! (صور)

يشتكي سكان منطقة طريق تطوان قرب حي بنكيران بمدينة طنجة من خروقات عمرانية وبيئية صادرة عن مصنع كبير للخياطة، يمتد على واجهتين: الأولى تطل مباشرة على طريق تطوان، والثانية تقع وسط حي سكني هادئ.

وحسب ما عاينته طنجة نيوز، فقد أقدم المصنع على الاستيلاء على جزء مهم من الرصيف العام، حيث شُيّدت بناية جزئية فوق نصفه، مما قلّص مساحة مرور الراجلين. ورغم أن المارة لا يضطرون للنزول إلى الشارع، إلا أن ذلك يُعد اعتداءً صريحًا على الملك العمومي، وتشويهًا للمظهر الحضري للمنطقة.

أما الواجهة الخلفية للمصنع، فقد تحولت إلى نقطة سوداء بالنسبة للسكان، حيث تُستغل الأزقة السكنية لركن الشاحنات الضخمة التي تعيق حركة السير، إضافة إلى تمركز رافعات كبيرة الحجم يُفترض أن تُركن داخل حدود المصنع، لا في الشارع العام. كما تنتشر النفايات وبقايا الخشب بشكل عشوائي، ما يخلق وضعًا بيئيًا مقلقًا للساكنة.

ورغم كِبر حجم المصنع وتوفره على مساحة داخلية شاسعة، إلا أن صاحبه لم يتردد في التعدي على الملك العمومي، مستغلًا الرصيف العام لبناء امتداد إضافي، في خطوة تُطرح حولها علامات استفهام كثيرة: كيف لمؤسسة صناعية بهذا الحجم أن تفكر أصلًا في “الطمع” في مساحة الراجلين؟ ألا يكفي ما تتوفر عليه من فضاء داخلي؟ أم أن غياب المراقبة شجع على تجاوز الحدود المسموح بها؟

إعلان

كما عبّر عدد من قاطني الشقق السكنية الواقعة فوق المصنع عن استيائهم من تداعيات هذا البناء، مشيرين إلى أن جزءًا من التوسعة المشيدة فوق الرصيف أدّى إلى حجب عدادات الماء الخاصة بالسكان، والتي أصبحت الآن داخل حدود المصنع نفسه. وهو ما يطرح إشكالات خطيرة تتعلق بالوصول إلى هذه العدادات في حال وقوع أعطال أو تسربات مياه – لا قدّر الله – أو حتى عند قيام المصالح المختصة بمهامها الاعتيادية كقراءة العدادات أو صيانتها.
فكيف يمكن للعامل المكلّف بقراءة العداد الوصول إليه؟ وكيف يمكن قطع الماء عند الطوارئ إن كانت العدادات محجوبة داخل منشأة صناعية مغلقة؟

ويطالب المتضررون بتدخل حازم من الجهات المختصة، وعلى رأسها السلطة المحلية، لفرض احترام القوانين الجاري بها العمل، ومنع تكرار مثل هذه التجاوزات التي أصبحت مشهدًا مألوفًا في طنجة، خاصة مع تنامي ظاهرة احتلال الأرصفة من قبل المقاهي والمتاجر دون رقابة تذكر.

فهل تتحرك السلطات هذه المرة لرد الاعتبار للملك العمومي، أم ستُترك الأمور على حالها حتى تفقد الأرصفة دورها في حماية المارة وتنظيم الفضاء العام؟

إعلان

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...