سليمة الإدريسي.. شاعرة مرهفة تسترجع جمال الروح والطبيعة في زمن السرعة والتكنولوجيا
تمتلك روحا شابة جدا، وقدرة عالية على استرجاع ذكرياتها وجعلها أجمل، حتى لو حملت في طياتها بعض المعاناة.
هي الشاعرة سليمة الإدريسي، التي تعيش في مدينة طنجة منذ أربعة عقود، خبرتها البالغة 33 عامًا كمدرسة أتاحت لها اكتساب معرفة قوية في المجالين: الاجتماعي والعاطفي، مما منحها رصيدا وزخماً واضحا في كتاباتها.
تكتب سليمة الشعر باللغة الفرنسية، وتحرص كثيرا في أشعارها على أن تمر خفيفاً بدنيا الطبيعة وسحرها وجمالها، مازجة ذلك بسبر أغوار الروح والنفس البشرية.
يرتوي القارئ من ينابيع سليمة الشعرية العذبة إذ تتراقص فيها أوراق الشجر وتغرد العصافير ويسمع خرير المياه أيضا.
سليمة، بأسلوبها السلس الرقيق، تدعونا إلى استنشاق هواء الحرية في أحضان الطبيعة، وتذكرنا بعمق الصلة التي تربطنا بها.
ففي كل نخلة تتراقص في الصحراء، وفي كل نسمة هواء عابرة، وفي كل قطرة مطر تسقط على الأرض، هناك قصيدة تنتظر أن تُكتشف.
كما تتجول سليمة في أعماق النفس البشرية، مستلهمة من جمال الطبيعة وألوانها.، كاشفة عن علاقة عميقة تربط بين الروح والكون، في رحلة شعرية ساحرة نجد فيها انعكاسًا لجمال الروح وعظمتها.
هكذا إذن، تقدم الإدريسي لوحة فنية بديعة، حيث تتداخل ألوان الطبيعة مع جمال الكلمات، بأسلوبها الشعري الرقيق، محولة الطبيعة إلى لوحة شعرية، باستخدام الكلمات كفرشاة لرسم المشاعر والأحاسيس.
أصدرت سليمة ديوانين شعريين هما: “أنور القلب” و”شمس تحت الظل”.. نقرأ من بينها هذه القصيدة:
شرق الروح
هناك ضوء.. لهب..
مساحة لا يهددها شيء
إنه حب الحياة
حيث نقبل فلسفته بأكملها
النهار يدفع الليل،
في انفجار أشعة الشمس يفرح !
في نجمة منتصف الليل الجميلة…
اشحن بطارياتك بقصة خيالية
دائما هنا أمل..
عليك أن تصدق ذلك
قبول نفسك هو بالفعل سعادتك..
لا يتطلب الأمر الكثير لتكون سعيدًا..
كل شيء سينجح عندما تنتصر الوداعة على الشراسة.
وعدُ الحكمة موجود في فلك نوح !