لم تخلف جماهير مدينة طنجة الموعد لتشجيع المنتخب الوطني المغربي في ثاني مقابلاته بملعب لوران بوكو بمدينة سان بيدرو بكوتديفوار في مواجهة نظيره من الكونغو الديموقراطية، ضمن نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023.
وحركت تفاصيل المقابلة أحاسيس متضاربة لدى المتابعين منذ صافرة البداية وحتى صافرة النهاية، في عرض كروي أدخل البهجة حينا وقطع الأنفاس حينا آخر، لاسيما خلال اللحظات الحرجة من المباراة حينما تكون الكرة داخل مربع عمليات الخصم، أو بالقرب من شباك حارس عرين أسود الأطلس.
في درجة حرارة مفرطة ورطوبة مرتفعة تجاوزت 75 في المائة، بلل أسود الأطلس قمصانهم وأبانوا عن مثابرة وطاقة تحمل كبيرتين في مواجهة الظروف المناخية غير المواتية وخصم عازم بدوره على تحقيق الفوز.
لعب المنتخب المغربي بكتلة دفاعية متماسكة إلى حد ما، بينما عرفت أطوار المباراة وتيرة متسارعة وهجمات متبادلة وركنيات من هنا وهناك، تفاعلت معها جماهير طنجة تارة بهتافات الحسرة على فرصة مغربية ضائعة أو تصد من الدفاع، وتارة أخرى بهتافات محذرة من خطورة هجمات الخصم.
في هذه الأجواء المشتعلة، التقى المشجعون والمشجعات بمقاهي طنجة لمتابعة ثاني مباريات المنتخب المغربي، بعد فوز أول سهل على تنزانيا بحصة 3 أهداف دون رد، وكلهم آمال لتحقيق فوز ثان إلا المباراة انتهت بالتعادل ليحافظ المغرب على تصدره لمجموعته، ويحافظ بالتالي على كامل حظوظه في تحقيق التأهيل حال ضمانه الفوز في المقابلة الثالثة.
بشارع محمد الخامس وسط طنجة، زينت الألوان الحمراء والخضراء للعلم الوطني المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية، والتي استعدت لعرض مقابلات الكان لفائدة الجماهير المولعة بكرة القدم، ولاسيما مقابلات المنتخب الوطني، الذي كان قد حظي بمتابعة عالمية بفضل الأداء العالي الذي بصم عليه خلال كأس العالم 2022 بقطر.
وهم يرتدون قمصان المنتخب ويحملون العلم الوطني، حج الطنجيون ،أفرادا وجماعات مع الأصدقاء وأفراد العائلة ، قبل انطلاق صافرة بداية هذه المقابلة الصعبة، بينما فضل آخرون البقاء في منازلهم.
مع الثالثة بعد الزوال، انطلقت المباراة ومعها انطلقت هتافات المشجعين “سير سير سير”، في جو حماسي، بلغ مداه مع تسجيل المدافع أشرف حكيمي هدف التقدم إثر تمريرة دقيقة من ضربة ركنية نفذها ببراعة حكيم زياش. وإن كانت النتيجة النهائية قد بصمت على تعادل إيجابي، فإن المشجعين أعربوا عن خيبتهم لعدم حسم التأهل وانتظار المقابلة الثالثة.
وجسدت المباراة تعلق جماهير الرياضة بطنجة بمباريات المنتخب الوطني وبأسلوبه الرفيع في اللعب، وهو الأداء الذي مكن المنتخب من احتلال المرتبة الرابعة في كأس العالم، بل حظي بتقدير ومتابعة استثنائية من لدن جماهير الكرة بالعالم، لاسيما بفضل الجماهير المغربية التي تحركها روح الوطنية مع كل مباراة.
بعد مباراة أولى إيجابية للغاية في المنافسات (ضد تنزانيا)، وثانية انتهت بالتعادل، بدأ المغرب مشاركته في كأس الأمم الإفريقية 2023 بأناقة، وهي البطولة التي ستمتد على مدى أكثر من شهر، حيث تتنافس 24 دولة للفوز بالكأس الغالية.
إلى جانب أدائه الرائع خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في قطر، يواصل المغرب فرض أسلوبه على أرض الملعب، مراكما النجاحات والانتصارات، سواء عبر الأداء، أو عبر الفوز بتنظيم التظاهرات الدولية ككأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030.