عواشر مبــــــــــــــــــروكة

هذا العيد، ككل عيد، كله أمنيات.. لن نبكي على حال طنجة ولا على أيامها الزاهرة، لأنها طال الزمن أو قصر ستعود كما كانت و أفضل بإذن الله.
هذا العيد، ككل عيد، كله أمنيات..
لن نبكي على حال طنجة ولا على أيامها الزاهرة، لأنها طال الزمن أو قصر ستعود كما كانت و أفضل بإذن الله.

والعيد يطل علينا نتمنى فقط أن تختفي كل الظواهر الخرافية التي ظهرت في طنجة ولم تكن في أممها السالفة..
نتمنى ألا نرى مزيدا من المراهقين الذين لا يحلقون أبدا الجزء العلوي من رؤوسهم، معتقدين – بمعجزة – أنهم يبدون أكثر وسامة، والذين يحملون في جيوبهم كل أنواع الأسلحة بدءا ب”بونقشة” وانتهاء ب”الفشفاشة”.
نتمنى أن نمشي في الأسواق بكل راحة بعيدا عن التوتر ووضع اليد في الجيب كل ثانية خوفا من لص يعتقد نفسه ظريفا وهو يتحسس جيبك بحركة خفية ليعرف إن كنت تحمل معك الهاتف المحمول أم لا.
نتمنى ألا يبقى الرعاع رعاعا، وأن يعودوا كما كان من سبقهم، يخجلون من كل نساء الحي ولا يرفعون وجوههم عند مرورهن، بل و يحموهن من أي نذل إن اقتضت الضرورة… عندما كان “فتوة” الحي لا يسمع له حس إلا خارج الحي، وعندما يعود يقبل يد أول شيخ كبير يلتقيه من الحومة وكأنه لم يكن للتو في صراعات دامية وعراك قاتل..” الصلابة دبصاح ماشي د لعواول”.
نتمنى أن يعود الجيران كما كانوا سابقا، متراحمين ومتحابين وكل أبواب البيوت مفتوحة على بعضها، حتى أنك بالكاد تعرف من بات هنا ومن بات هناك…بعيدا عن الحقد وعن القيل والقال… بعيدا عن الخبث الزائد عن حده والذي يجعل الجارة ترفض أن تملأ كأس جارتها بالزيت لأنها غالبا ” كاتخبعو باش تقور”. قبل عقدين فقط، كانت الجارة لا تخجل من أن تطلب لجارتها حتى حفنة ملح وهي متأكدة أن الأخرى لن ترفض. الآن، تعلمنا نحن أيضا أن نغلق الأبواب بالرتاج وبالمفاتيح وأن “ندخل في أسواق أنفسنا”، إن جاز هذا التعبير الدارج.
نتمنى أيضا أن يفيق كل المسؤولين بالمدينة من غفوتهم ويدركوا جيدا أنهم بعد أن ينتهوا من التهامنا لن يجدوا ما يأكلونه. لذا، من الأفضل أن يتعاملو بمنطق ” كول وقيس”، لو ذهبنا جميعا – وهو أمر محتمل بالنظر لروعة ما يقدمونه – فلن يجدوا طنجاويا ينتزعوا منه الأرض الفلانية، أو يمنعوا عنه رخصة ما إلا بعد أن يفتح يده بشكل جيد. لن بجدوا أحدا وسيلتفتون إلى بعضهم البعض ليمارسوا أبشع أنواع المزاح، على غرار ما يحدث في انتخابات المجالس.
نتمنى أن يخدموا هذه المدينة بكل ما أوتوا من قوة وأمانة لأن هذه المدينة تتذكر جيدا من أحسن إليها ومن أساء.
اللهم شافي مرضانا، وعافي مبتلانا، و حافظ لنا على طنجانا. إنك سميع مجيب.
وعيدكم مبارك سعيد.. تعايدو و تعاودو إن شاء الله.

عبد الواحد استيتو
stitou1977@yahoo.com

Facebook | Abdelouahid Stitou

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...