منطقة باريس تواجه إغلاقا جديد وتجلي مرضى كورونا
تتجه منطقة العاصمة الفرنسية باريس نحو إغلاق جديد، حيث تسببت السلالات الجديدة المتحورة من فيروس كورونا المستجد في زيادة أعداد المصابين في وحدات العناية المركزة.
وتسببت محدودية إمدادات اللقاح في إضعاف جهود التطعيم في منطقة باريس، بينما قامت طائرات طبية خاصة بنقل المرضى من المنطقة إلى مناطق أخرى أقل تفشيا خلال نهاية الأسبوع.
وقال مدير وكالة الصحة الوطنية، جيروم سالومون، في مقابلة مع تلفزيون بي إف إم، الأحد “إذا فرض علينا الإغلاق، فسنقوم بذلك. الوضع معقد ومتوتر ويزداد سوءا في منطقة باريس”، بحسب ما أفادت الأسوشيتد برس.
وأقر مدير وكالة الصحة الوطنية بأن بدء الحظر على الصعيد الوطني في الساعة 6 مساء “لم يكن كافيا” في بعض المناطق لمنع الارتفاع المفاجئ في أعداد حالات الإصابة، ولا سيما السلالة المتحورة التي تم اكتشافها للمرة الأولى في بريطانيا.
وأعرب سالومون عن اعتقاده بأن عدد المرضى بمرض كوفيد-19 وأمراض أخرى في وحدات العناية المركزة في مستشفيات منطقة باريس يقدر بحوالي 6300، وهو رقم يتجاوز إجمالي عدد أسرة العناية المركزة المخصصة لعلاج الوباء.
واليوم الأحد أيضا، أكدت الحكومة الفرنسية عزمها نقل حوالي 100 مريض بكوفيد-19 من وحدات العناية المركزة في منطقة باريس هذا الاسبوع، فيما تكافح المستشفيات للتعامل مع الزيادة الكبيرة في أعداد الإصابات، بحسب ما أفادت فرانس برس.
ووفقا للوكالة الفرنسية، فإن المسؤولين يأملون أن يؤدي قرار النقل إلى تفادي فرض إغلاق جديد يشمل 12 مليون نسمة في باريس والمناطق المحيطة بها، فيما تسارع السلطات لتكثيف عملية التطعيم التي بدأت ببطء.
وقال المتحدث باسم الحكومة غابرييل أتال في مطار أورلي إنه “بحلول نهاية هذا الأسبوع من المحتمل أن يكون قد تم إجلاء حوالي 100 مريض من منطقة إيل دو فرانس”، التي تشمل باريس، فيما كان يتم نقل مريضين أعمارهما 33 و70 عاما إلى مدينة بوردو في جنوب غرب البلاد، وفقا لفرانس برس.
وأضاف أنه في وقت لاحق من الاسبوع سينقل قطاران مجهزان بشكل خاص “عشرات المرضى إلى مناطق تشهد اليوم ضغطا أقل” جراء الجائحة.
وردا على سؤال إذا كانت باريس ستتجنب فرض إغلاق جديد، قال أتال “نفعل كل ما بوسعنا حتى لا نضطر لاتخاذ اجراءات أصعب وأكثر تقييدا.. سنتخذ دوما أي قرارات ضرورية”.
يشار إلى أن الحكومة الفرنسية تفرض حظر تجول منذ أشهر، إلى جانب إغلاق المطاعم وبعض الشركات الأخرى لفترات طويلة، في محاولة لتجنب إغلاق جديد مكلف.
غير أن حالات التفشي المحلية تثير تساؤلات حول مدى صحة استراتيجية الحكومة لمكافحة الفيروس، المسبب للوباء.
الجدير بالذكر أن فرنسا سجلت 90315 حالة وفاة بالفيروس، وهو ما يضعها بين مصاف أعلى الدول في العالم من حيث عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19.