شارك نخبة متميزة من الأساتذة في المجال الأكاديمي والإعلامي والسياسي في مائدة مستديرة بمدينة أصيلة، ما بين 4-6 دجنبر 2020، حول موضوع “رؤى استشرافية للأجيال الصاعدة في عالم ما بعد كورونا –التحديات والفرص-“، المنظم من طرف المنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب، وبشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وحسب النداء الموجه من مدينة أصيلة، فإن المشاركين والمشاركات في المائدة المستديرة، ناقشو الأوضاع الراهنية التي عاشها المغرب في فترة الجائحة، كما تمت مناقشة الاستثمار الأمثل في الفرص وظروف الجائحة التي تطرح اليوم تحديا كبيرا أمام جميع الفاعلين، وخاصة ما يهم الأجيال الصاعدة في عامل ما بعد كورونا لتحقيق الكرامة وحقوق الإنسان في كل أبعادها.
وخلص نداء أصيلة إلى مجموعة من التوصيات موجهة إلى كل من يوجد في مواقع المسؤولية لأجل تمكين الأجيال الصاعدة، من وضع ترسانة قانونية للعمل التطوعي، وتحقيق الالتقائية بين التشريعات والسعي لوضع إطار قانوني مرتبط بإدارة الأزمات والمخاطر، تدبيرها وجعلها جزء من المنظومة التربوية.
التوصيات خلصت أيضا إلى بناء نموذج تربوي يقوم على العدالة الرقمية ويدفع في اتجاه الانخراط في عملية التنمية الاقتصادية وفي بناء مجتمع المعرفة، كما تم التأكيد على ضرورة الاعتماد على مقاربة شمولية مندمجة وتشاركية لخلق الانسجام والتكامل في المخططات والإستراتيجيات والسياسات والبرامج المتعلقة بالشباب والأطفال، بالإضافة إلى إيلاء الأهمية للوسائل الإلكترونية والدفع ببرامج توعوية اجتماعية تربوية ترفيهية لفائدة الأجيال الصاعدة وتوفير لهم الحماية الإلكترونية.
وفي الجانب الإعلامي وصى نداء أصيلة، إلى الاهتمام بالمحتوى المقدم للأجيال الصاعدة وخاصة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، لأن الإعلام بوسائله في زمن كورونا أصبح سلطة أولى في تأطير الوعي الجماعي، وعامل أساسي في التوظيف التوعوي الإرشادي، التربوي التعليمي الترفيهي، ثم المواطناتي.
التوصيات طالبت أيضا، بجعل المجتمع المدني شريك حقيقي في إعداد وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية الوطنية والترابية، وكذا مواكبة الدعم النفسي للأطر التربوية والمتعلمين والأسر، عبر وضع خلية للدعم النفسي في إطار مهني أكاديمي.
ولم تنسى المائدة المستديرة مناقشة الجانب الخاص بالأطفال، التي وصت من خلاله الاهتمام بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة سواء من خلال ادماجهم في التعليم و الاستفادة من الأنشطة الترفيهية وورشات التأهيل المهني، ثم تشجيع مشاركتهم على الاهتمام بالفن والإبداع والابتكار من خلال التربية النظامية والتربية غير النظامية، وأيضا تعبئة كل الفاعلين للعمل سويا و بشكل استعجالي لوضع حد لكل أشكال العنف و المعاملة السيئة و الاستغلال الجنسي والاقتصادي للأطفال واقعيا وافتراضيا.
واعتبر النداء أن هذه الدعوة مفتوحة لكل الهيئات الوطنية الحكومية والمؤسساتية المدنية والإعلامية والإبداعية والبحثية ذات الاهتمام بقضايا الأجيال الصاعدة، للعمل على استثمار كل المجهودات المبذولة من مختلف الأطراف في وضع أفق استراتيجية ورؤى استشرافية واضحة حول واقع الأجيال الصاعدة في عالم ما بعد كورونا بغية تحقيق مصلحتهم الفضلى.