جولة سريعة في مدينة أصيلة ويتضح جليا العبث الذي تسببت فيه الإصلاحات العشوائية التي طالت المدينة.
فقد عرفت مدينة أصيلة منذ أسابيع، عمليات قلع وهدم أرصفة الشوارع الرئيسية بالمدينة، العملية التي انطلقت قبل مدة طويلة خلفت ردود فعل مستاءة لها من الساكنة.
فعوض أن يتم العمل بالإصلاح المتقطع بتقسيم الشارع إلى أشطر فبعد نهاية شطر يتم الإنتقال إلى شطر آخر إلى غاية إتمام الشارع بأكمله والإنتقال إلى الشارع الموالي، إلا أن الشركة التي فازت بصفقة الإصلاح اعتمدت على طريقة الإصلاح المدمر وحولت بذلك مدينة أصيلة من مدينة الفنون إلى مدينة الأحجار.
عمليات الإصلاح هذه شملت كل من مقدمة شارع الحسن الثاني عند ثانوية وادي الذهب إلى غاية باب الحومر، فعلى امتداد مئات الأمتار صار من المستحيل المشي فوق هذه الأرصفة، خاصة وأن هذه الشوارع التي يعاد تأهيلها هي بمثابة القلب النابض للمدينة، والممر اليومي للتلاميذ والراجلين والسائقين.
ويشتكي السكان من هذه الإصلاحات التي وصفوها بالإرتجالية والعشوائية بسبب التهاون وبطئ الأشغال ولأنها تزامنت مع فصل الشتاء، وقس على ذلك الغياب التام لأي من علامات التشوير ووسائل الحماية وتنبيه للراجلين.
العشوائية الطاغية على تهئية الأرصفة، خلفت ضررا أيضا على مالكي المحلات التجارية بسبب تصاعد الغبار وتلوث المكان، وارتباكا أيضا على مستوى حركة المرور.
هذه الإصلاحات المطولة يمكن ملاحظتها عند مدخل المدينة مرورا بالكونيش وصولا إلى شارع الحسن الثاني، فالمدينة بأكلمها أصبحت أكواما من الأحجار و الإصلاحات التي لا تنتهي.