طنجة: نساء يتعاطين أدوية خاصة بالحساسية وضيق التنفس من أجل الحصول على جسد ممتلئ !!

تبدو “س.م” فخورا جدا بجسدها الذي تظهر معظم تفاصيله بسبب الجلباب الضيق الذي تلبسه. من المؤكد أنها بذلت مجهودا خارقا لتحصل على جسد ممتلئ كهذا.. هذا أول استنتاج يمكن أن تصل إليه. لكن الحقيقة وراء هذا الجسد، والتي سنعلمها بعد قليل، مؤسفة ومرعبة وصادمة.
تبدو “س.م” فخورا جدا بجسدها الذي تظهر معظم تفاصيله بسبب الجلباب الضيق الذي تلبسه. من المؤكد أنها بذلت مجهودا خارقا لتحصل على جسد ممتلئ كهذا..

هذا أول استنتاج يمكن أن تصل إليه. لكن الحقيقة وراء هذا الجسد، والتي سنعلمها بعد قليل، مؤسفة ومرعبة وصادمة.

الحقيقة أن “س.م” لم تبتعد كثيرا عن موجة وهوس الجمال التي تطغى على العالم، فمن المستحضرات التي تحتوي على مواد كيماوية خطيرة جدا وبعضها منتهية الصلاحية، إلى عمليات التجميل التي تفاجئنا بشكل شبه يومي بقصص آلاف النساء – أو حتى الرجال – اللائي حدث لهن تشوه وعاهات دائمة في أجسادهن بسبب الإسراف أو التعاطي الخاطئ مع الأمر، أو تسليم أجسادهن لأطباء عديمي الخبرة.

وبالنسبة لمسألة الجمال لدى النساء فيبدو أنه ليست هناك حلول وسط: فالمرأة كي يطلق عليها لقب “جميلة” يفضل أن تكون نحيفة، وهذا هو الأكثر شيوعا عالميا. بينما في مناطق أخرى، وهي قليلة، يعتبر الجسد الممتلئ مقياسا للجمال. لكن، أن يصل الأمر ببعض النساء – على قلتهن – إلى استعمال أدوية خاصة بضيق التنفس أو الحساسية ومزجها بأخرى خاصة بفتح الشهية، وذلك دون الرجوع إطلاقا إلى الطبيب، فقط من أجل الحصول على جسد ممتلئ، فهنا تصبح المسألة خطيرة جدا صحيا بالنسبة لهن، وتدخل الصيدليات التي تبيعهن الأدوية في جدل قانوني وأخلاقي.
كيف بدأت “العدوى” بمدينة طنجة إذن؟

تقول “س.م” أن من قامت بتعاطي هذه الأدوية لأول مرة، فعلت ذلك بهدف العلاج، قبل أن تكتشف باقي النساء التحول العجيب في جسدها ويبدأن بتطبيق “الوصفة السحرية”.
تقول “س.م” أنها لم تفكر في خطورة ما تفعله أبدا. “المهم عندي ألا تبدو صديقتي أو جارتي أجمل مني” تضيف وهي تبتسم في حرج.

منطق لا بأس به. لكن إلى درجة أن يغامر الإنسان بحياته؟ يبدو هنا أن الأمر اقترب من الجنون، بل وربما نوع من الانتحار البطيء. لكن الحقيقة أن “س.م” ومعها الكثير من النساء لا يدركن خطورة ما يفعلنه ويعتقدن أن الأمر سينتهي عند الحصول على جسد ممتلئ فحسب.

بالنسبة ل”س.م” فهي تقول أن هذه الأدوية تشعرها بالاسترخاء والرغبة في النوم، مع الشعور ببعض الاكتئاب أحيانا، لكنها تتغاضى عن كل هذا عندما ترى النتيجة “الرائعة” التي حصلت عليها، وتحاول ما أمكن أن تنفض عن ذهنها المضاعفات المستقبلية لما تفعله.

يقول مصطفى. ب، دكتور وصاحب صيدلية، أن الكثير من الزبونات يطلب أدوية ك:ديكادرون Decadron وأوراديكسون Oradexon، وهي أدوية تحتوي على مادة الكورتيزون التي تمنع الجسم من امتصاص المياه مما يؤدي إلى خلل كبير في عملية امتصاص المياه من طرف الجسم حيث يحصل ما يسمى طبيا ب«الهيدرو صودي» أي أن هذه المواد الهرمونية تعمل على حصر كميات كبيرة من ملح الصوديوم والماء داخل الأنسجة في الجسم فينتج عنه انتفاخ مناطق معينة منه وتوزيع غير متوازن للشحوم، واستدارة وانتفاخ الوجه، ومع توالي الاستعمال تتحول هذه الأعراض إلى ظاهرة مرضية تسمى طبيا ب «متلازمة كوشينغ» حيث يتغير شكل الجسم على مستوى الوجه والرقبة والجذع مقابل نحافة الأطراف وضمور العضلات، وظهور تشققات جلدية مصحوبة إضافة الى ارتفاع الضغط الدموي ثم مضاعفات ترقق وهشاشة العظام ، وظهور عوامل مسببة للسكري والعجز الكلوي وضعف المناعة ضد الأمراض الوبائية وقرحة المعدة إضافة الى ارتباكات نفسية.

هذه المضاعفات لا تحدث لدى المرضى العاديين الذين يتعاطون الأدوية السالفة الذكر، لأنها تتم تحت رعاية الطبيب ويرافقها ريجيم خاص بالأملاح.

ويضيف الدكتور مصطفى أنه لا يقوم ببيع تلك الأدوية للزبونات عندما يتم طلبها دون وصفة أو مع أدوية أخرى فاتحة للشهية كبرنابول Pe
abol، حيث يقمن بتعاطي الاثنين معا من أجل الحصول على نتائج سريعة جدا. لكن ذلك لا يمنعهن من التحايل وشرائها بشكل متفرق أو من صيدليات أخرى لا تشكل بالنسبة لها مثل هذه الأمور أي فارق.

هكذا إذن، يصل هوس البعض بأجسادهن إلى درجة المقامرة بالصحة والحياة نفسها أحيانا، وذلك تحت شعار غريب للغاية: إما أن أكون جميلة في نظر المجتمع… أو لا شيء.

إعداد: عبد الواحد استيتو


قد يعجبك ايضا
جار التحميل...