دليلة الشياظمي .. عنوان للشغف بالمعلوميات

بالنظر إلى المتطلبات التي يستلزمها مجال المعلوميات، فإنه نادرا ما ينظر إليه كهواية، خاصة لدى النساء. غير أن دليلة الشياظمي جعلت من هذه الفكرة المسبقة مجرد أسطورة. بصفتها أستاذة بالمدرسة المحمدية للمهندسين وبجامعة محمد الخامس بالرباط ومسؤولة عن فريق أ

طنجة نيوز (خالد التوبة) و.م.ع
بالنظر إلى المتطلبات التي يستلزمها مجال المعلوميات، فإنه نادرا ما ينظر إليه كهواية، خاصة لدى النساء. غير أن دليلة الشياظمي جعلت من هذه الفكرة المسبقة مجرد أسطورة. بصفتها أستاذة بالمدرسة المحمدية للمهندسين وبجامعة محمد الخامس بالرباط ومسؤولة عن فريق أبحاث، فإن لدى هذه الخبيرة مسارا غنيا بدأته منذ ريعان الشباب. ومن خلال الإنصات إليها يمكن أن نستخلص وصفتها السحرية للنجاح .. مزيج من الالتزام والمثابرة والطموح.

لا مجال إذن للسؤال عن هوايات دليلة التي نشأت وتعيش بمدينة الرباط. فبالإضافة إلى التزامها الوثيق تجاه العائلة، لاشيء يفوق ولعها بالمعلوميات والبحث، وهو الأمر الذي تعتبره أكثر من هواية بل شغفا، يستهلك كل وقتها، تقريبا .. لأن السيدة الشياظمي استطاعت تكريس وقتها لمهمة، و”واجب” تعزيز انعتاق النساء العربيات، خصوصا المغربيات منهن، من خلال جمعية النساء العربيات للتكنولوجيا، التي تعتبر دليلة سفيرتها في المغرب.

“أنا مولعة حقيقية بالبحث والمعلوميات .. طبيعة هذا المجال التي تعرف تحولا مستمرا تجعلني أخصص وقتا كبيرا لعملي”، تقول دليلة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

إعلان

ويبدو أن هناك ما يدفع إلى الاعتزاز بالنتائج المحققة. فالأستاذة دليلة الشياظمي، حاصلة على الماستر في المعلوميات بجامعة جوزيف فوريي في غرونوبل، وحصلت على دكتوراه السلك الثالث ودكتوراه الدولة في العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، وهي اليوم خبيرة معروفة ومعترف بها على المستوى الدولي، وشريكة في مقاولة عالمية مرموقة للتطوير بخصوص قواعد البيانات الكبيرة، ومتعاونة مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وعضوة مؤسسة بمجلة “إي تي”، وعضوة مؤسسة ورئيسة جمعية الخوارزمي، وسفيرة المغرب لمنظمة جمعية النساء العربيات للتكنولوجيا.

أنشطة الأستاذة الشياظمي في البحث موجهة نحو المعطيات والخدمات، ضمن منظومة موزعة بين الاندماج الافتراضي للمعطيات الموزعة والمستقلة والمتنافرة المرتكزة على المعنى، وصيانة كفاءة محولات (أ-تي-إل)، وقواعد البيانات الكبيرة ورابط قواعد البيانات، وإنشاء الخدمات الرقمية والتخزين السحابي …

وتعتزم الأستاذة الشياظمي، المنخرطة في العديد من الجمعيات والمنظمات، من خلال هذه المقاربة، استقطاب العديد من النساء لكي يتمكن من شق مسار في المعلوميات، وتمكينهن من إنشاء فضاء للتبادل وتقاسم المعلومات والخبرات وتأسيس شبكات من أجل التعاون المثمر وتمكين مستشارين من مواكبتهن.

شغفها بالمعلوميات، كمجال قد لا يكون ضمن دائرة اهتمام الفتيات، يعود إلى سن السادسة عشر من عمرها، وقد تولد من فضول بسيط نحو الحواسيب قبل أن يتحول إلى إدمان للبحث العلمي، الذي ورثته منذ سنوات الدراسات العليا؛ حسب ما أسرت به الباحثة المغربية، التي ألفت وساهمت في تأليف العديد من المنشورات العالمية، وهي العضوة بالعديد من لجان البرمجة العلمية.

ابنة لربة بيت حساسة ومتفانية، ولأب مقاول مجد ومعطاء؛ يبدو أن الأستاذة الشياظمي قد ورثت أفضل ما يميز كلا من الأبوين، كما أن أمومتها اليوم لطفلين في حد ذاتها عامل نجاح إضافي.

وتوضح هذه السيدة ذات المسار المتفرد أن “التوفيق بين دور الأم والزوجة والحياة الخاصة لم يكن دوما سلسا. فالوصول إلى تحقيق توازن في الحياة المهنية والمسؤولية العائلية هو معادلة صعبة الحل”.

بمسار مفروش بالورود وأيضا محفوف بالأشواك، كما هو الحال بالنسبة للجميع؛ دليلة لا تنفك تعبر بسعادة عن افتخارها بمسارها، ورضاها عن إنجازاتها، وأيضا عن تطلعاتها وطموحاتها. لأنه، حسب خبيرة المعلوماتيات، فإن “النجاحات تولد متعة الاستمرار، كما أن الصعوبات تذكر بأنه علينا بدل أفضل ما لدينا، لأن ذلك يعد بمثابة فرص جدية من أجل اقتحام عقبات أخرى”.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...