نادية الزروالي المهاجرة التي جعلت من المطبخ المغربي جسر تقارب مع المجتمع الهولندي

نقشت نادية الزروالي اسما ساطعا في هولندا في مجال الطبخ المغربي والعربي فهي ليست فقط مؤلفة كتب طبخ لقيت رواجا كبيرا بل معدة لبرامج متخصصة في التلفزيون الهولندي وكاتبة عمود في المجلات المتخصصة واستشارية في المجال.

طنجة نيوز (عبد الرزاق طريبق) و.م.ع
نقشت نادية الزروالي اسما ساطعا في هولندا في مجال الطبخ المغربي والعربي فهي ليست فقط مؤلفة كتب طبخ لقيت رواجا كبيرا بل معدة لبرامج متخصصة في التلفزيون الهولندي وكاتبة عمود في المجلات المتخصصة واستشارية في المجال.

التقت وكالة المغرب العربي للأنباء نادية الزروالي على هامش إشرافها على تنظيم يوم للطبخ المغربي في 28 فبراير الماضي بفندق (ماريوت) بالعاصمة الهنغارية بودابيست بدعوة من هذه المؤسسة الفندقية وذلك للعام الثاني على التوالي لتلبية رغبات مرتاديها في تناول أكلات مغربية متنوعة.

وتتحدث الزروالي المزدادة في هولندا العام 1975 وسط أسرة تتكون من أربعة أخوات وأخ واحد عن بداياتها قائلة ”منذ نعومة أظافري والطبخ يستهويني. فقد كنت دائمة الحضور منذ سني العاشر الى جانب والدتي في المطبخ لتحضير الحلويات والأطباق. وكنت أعرف حينها أن الطبخ سيستحوذ على حياتي لكن لم أكن أدري كيف“.

وتضيف ”كم هو جميل ما فعلت أمهاتنا. لقد كانت أمي مصدر إلهامي بدرجة كبيرة وفي مختلف المدن والبلدات المغربية ماتزال أسرار الطبخ محفوظة لدى جداتنا“.

إعلان

وشكل هذا الاهتمام الكبير بأسرار الطبخ المغربي كما تحفظها الجدات والأمهات موضوع كتابها (التمر والحليب) والذي حاز العام 2014 على جائزة أحسن كتاب طبخ في هولندا.

ويتناول هذا المؤلف وهو ثمرة عمل ميداني مائة وصفة متفردة من الطبخ المغربي الأصيل كما تنقلها عن الجدات والأمهات المغربيات من مناطق مختلفة من بينها ما يبقى مجهولا حتى بالنسبة للأجيال الحالية.

وتمضي نادية قائلة إنه بعد حصولها على الباكالوريا دخلت في مواجهة مع أسرتها التي رفضت دخولها المدرسة الفندقية ”قبل أن ترضخ أمام إصراري العنيد. وبعد سنوات هناك واصلت صقل تكويني بتخصص الاتصال والتسويق في أمستردام“.

ويوجد في رصيدها حاليا ثمانية كتب طبخ من بينها كتاب (سوق) الحاصل العام 2017 على جائزة أحسن كتاب طبخ في هولندا وقد ترجم للألمانية والانجليزية.

كما تطل بانتظام على مشاهديها عبر برامج (مطبخ 24) بالتلفزيون الهولندي. علاوة على ذلك تقدم كل أسبوع في زاويتها الخاصة بالمطبخ ضمن البرنامج الشهير (بينيستيبويتن) طبقا متميزا.

وضمن هذه الاهتمامات ذاتها تعمل على ”تطوير واختبار وصفات مبتكرة، وكتابة مقالات الطهي، وتقديم المشورة للعلامات التجارية الغذائية الكبيرة بالإضافة الى تقديم محاضرات وعروض وتنشيط ورش حول المطبخ المغربي ومطبخ البحر الأبيض المتوسط“.

وتضيف إنها تشتغل حاليا على كتاب حول التأثيرات المغربية والعربية في المطعم الغربي من خلال تجميع مختلف الوصفات ذات التأثير المتبادل في المطبخ الإسباني والفرنسي وفي سردينيا وصقلية مضيفة أن الكثير منها ينهل بدرجة كبيرة من الأطباق المغربية سواء من خلال الاستعمال المكثف للبهارات وللزبيب واللوز وماء الزهر.

وتقول إنها تهدف كسر الطابوهات والأفكار المسبقة العالقة في ذهن الهولنديين حول المغاربة والعرب عموما بما أن الطبخ المغربي يلقى إقبالا منقطع النظير في هذا البلد فإنه يبقى خير سفير لنشر القيم الثقافية الأصيلة ولتحقيق التقارب بين الشعوب والثقافات بعيدا عن أوضاع التصعب التي تصنعها السياسة.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...