افتتح مساء السبت برواق محمد الدريسي للفن المعاصر بطنجة معرض “ذاكرة الأقمار الخمسة” للفنان التشكيلي والباحث عز الدين الهاشمي الإدريسي.
ويضم المعرض، الذي سيبقى مفتوحا أمام عشاق الفنون التشكيلية وعموم الزوار إلى غاية 19 ماي المقبل، مجموعة من اللوحات المنجزة بتقنيات مختلطة، اعتمد فيها مختلف أنواع المواد والتركيبات، الأمر الذي أفضى إلى إبداع تراكيب أصلية من النقش البارز، في أسلوب يقوم على الانطباع البصري والعمق.
ويعتبر هذا المعرض، من حيث الموضوع، امتدادا لسلسلة من المعارض التي أقامها الفنان التشكيلي والناقد والباحث عز الدين الهاشمي الإدريسي في مدن أخرى من المغرب، ومن بينها معرض “دلالات كونية” بالمكتبة الوطنية بالرباط و”صدى دلالات كونية” بالدار البيضاء.
وقال الهاشمي الإدريسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، إن “هذا المعرض هو مرحلة جديدة في مساري الفني والبحث الذي أقوم به، حيث يمكن ملاحظة وجود تيمتين أساسيتين أشتغل عليهما، ويتعلق الأمر بالمرجعية الكونية والفضائية والمرجعية الفنية الثقافية المغربية الأندلسية”.
وأوضح الفنان التشكيلي أن تيمة الكون والفضاء حاضرة من خلال رسومات تتناول المجرات والكواكب والنجوم وغيرها من الأجرام السماوية التي تملأ هذا الكون المبهر والرائع، مشيرا إلى أنه يحاول إعادة إنتاج هذا ضمن لوحة تعكس فضاء آخر شاسعا وغير متناهي.
وتابع أن تيمة المرجعية الثقافية المغربية الأندلسية حاضرة أيضا من خلال الأشكال كالأرابيسك والزليج والفسيفساء وكل ما يمكن أن نطلق عليه “الهندسة الروحية”، أي هذا التعبير الفني الذي يأتي من ليل الزمان ويحمل الكثير من المعاني والرسائل، ويطرح أسئلة ذات طبيعة فلسفية وروحية وميتافيزيقية.
وقال “أحاول أن أوفق بين هذين الموضوعين لخلق تماسك جمالي في مختلف اللوحات”، مضيفا “بعيدا عن الرسالة، وكما أقول دائما، هدف الرسام هو إنتاج شيء جميل، يرضي العين وجميل للمشاهدة، لكن بالموازاة مع ذلك إذا أرضى الروح أيضا، كان ذلك أفضل وكان الفنان قد أنجز مهمته”.
من جهته، اعتبر خالد الغزالي، إعلامي وفنان، أن المعرض التشكيلي الفردي للفنان عز الدين الهاشمي الإدريسي يضم أعمالا جميلة ومختلفة طافحة بالألوان، وهي حبلى بعبارات فنية وتقنيات متفردة كاللصق والصور الفضائية مع البحر والألوان.
وكتب الناقد محمد سعود، حسب ورقة تقديمية للمعرض، أن أعمال عز الدين الهاشمي الإدريسي “رحلة في فضاء سماوي مفعم بالرموز وبألوان شاعرية تجعل المتلقي يبحث وسط هذا الفضاء الواسع الممتد عن إيقاعات اللون، تنبثق من مفردات ورموز ذات حمولة فكرية وحضارية تستحضر الماضي وفي نفس الوقت تستشرف المستقبل في مجال ضيق (اللوحة) للتحليق في فضاء ممتد مفعم بالشاعرية حيث لا حدود للحلم وفيض الألوان المتدفق من أعماق الفنان”.
شارك Facebook