ملتقى بمرتيل يتدارس “الفكر الأشعري من المرينيين إلى السعديين: دلالات الاستقرار وسؤالات التحول”

و.م.ع

شكل موضوع “الفكر الأشعري من المرينيين إلى السعديين: دلالات الاستقرار وسؤالات التحول” محور الملتقى الثالث للفكر الاشعري بالمغرب ، الذي احتضنته المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل ونظمه مركز أبي الحسن الاشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للراطة المحمدية للعلما، وذلك بمشاركة علماء وأساتذة جامعيين وباحثين.

وفي كلمته بالمناسبة ، أبرز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد عبادي، أن مدارسة “الفكر الاشعري من المرينيين إلى السعديين: دلالات الاستقرار وسؤالات التحول” ، هو موضوع يدخل ضمن مشروع الرابطة المحمدية للعلماء تضطلع به لمتابعة التأريخ وتطور الفكر الاشعري عبر عصوره الطويلة.

وأضاف السيد عبادي ، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه نائب الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد السنوني، أن الارهاصات الجلية لظهور وإنتشار هذا المذهب السني قبل دولة المرابطين بعقود، إذ ساهمت التوجهات المذهبية السنية الاثرية وميول أهل هذه الناحية إلى التمذهب بمذاهب الامام مالك أصولا وفروعا، في تكوين طبقة مغربية عالمة أخذت الاسانيد الأولى لمذاهب أهل السنة الاشعرية عن تلاميذة الامام إبي الحسن الاشعري.

وشدد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء على أهمية هذا الملتقى الفكري، حيث تنتظر منه الرابطة أن يقدم إسهامات جادة وإجابات مفيدة عنها أثناء مدارستها وتمحيصها، وأن تخرج أعمال هذا الملتقى بحصيلة غنية وفوائد كثيرة تغني الهدف التاريخي والقرائي للفكر الاشعري خلال العصر موضوع الدراسة.

وأبرز رئيس مركز أبي الحسن الاشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء جمال علال البختي، في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الملتقى نافذة تشتغل عليها الرابطة المحمدية للعلماء تتعلق بالتطور التاريخي لعلم الكلام الاشعري بالمغرب، حيث تقوم بالتأريخ، وإجراء البحوث والاعمال بتتبع دقيق لتطور الفكر الاشعري عبر المراحل وحقبه التاريخية بالمغرب.

وأكد البختي أن الرابطة المحمدية للعلماء اضطلعت بهذه المهمة من خلال مركزها إبي الحسن الاشعري، حيث نظم أول ملتقى منذ سنوات خصص لمطارحة ومناقشة مرحلة دخول الاشعرية إلى المغرب ومرحلة ترسيمها ، حيث وصل الامر في البحث إلى حدود الدولة الموحدية، غير أن مركزية الاشعرية في الغرب الإسلامي تنتقل بعد دخولها إلى إفريقيا وإمتدادها إلى المغرب الأوسط تمر بمرحلة دخولها إلى الاندلس، مما إضطر المركز، يقول البختي، إلى تنظيم الملتقى الثاني للاشعرية بالمغرب، الذي خصص لشبه جزيرة الاندلس، تفرغ فيه الملتقى الثاني لدراسة تطور الاشعرية بالاندلس منذ دخولها لشبه الجزيرة الايبيرية .

وأضاف جمال البختي، أن الملتقى يتدارس تطور الاشعرية في ثلاث دول، وعلاقة الاشعرية بالواقع السياسي والعلمي والثقافي ( العصر المريني والعصر الوطاسي ثم العصر السعدي )، حيث أن هذه الفعالية العلمية مخصصة لدراسة هذا التطور من خلال البعد التاريخي ، ومن تم سيقوم الملتقى بفرش تاريخي يؤطر للمرحلة، كما سيناقش ويبحث وسيتدارس مسار وأفكار أعلام الفكر الاشعري الذين أثروا في هذه المرحلة، فيما سيتطارح خلال الجلسة الثالثة من هذا الملتقى مؤلفات وكتابات هؤلاء الاعلام الذين طبعوا الفكر الاشعري ، وكيف أثرت في تدرج الاشعرية بالغرب الإسلامي خلال هذه الحقبة التاريخية.

فيما سيخصص الملتقى جلسة منفصلة لمناقشة القضايا والاشكالات الكبرى التي برزت وعولجت في هذه المرحلة مع البحث عن النسقية الرابطة بين هذه الجلسات ، على أن تهتم الجلسة الأخيرة لهذا الملتقى لعلاقة الاشعرية بالتصوف، خاصة وأن الاشعرية إرتبطت بالتصوف، وما هي علاقة الصوفية بالأشاعرة ، ووجهة نظر المستشرقين حول الاشعرية المغربية .

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...