التشيكو.. حكاية الطنجاويين مع عشق “الطاكسي الصغير”

عبد الواحد استيتو

حكاية الطنجاويين مع الطاكسي الصغير بدأت من زمان بعيد.. منذ زمن “التشيكو”. والتشيكو، لمن لا يعلم، هي مختصر لعبارة “تشيكو طاكس” وهي شركة دولية كانت متخصصة في النقل بالطاكسيات الصغيرة عن طريق الراديو والهاتف.

لهذا، لعلك تلاحظ، ولو من حين لآخر، أن هناك بعض الطنجاويين القدامى خصوصا لا زالوا ينادون الطاكسي الصغير بـ”التشيكو”، وليس السبب أنه “صغير”.

انتقلت الخدمة وتغيرت عبر السنوات إذن، وتحول التشيكو إلى الطاكسي الأخضر، ثم الطاكسي الصغير ببساطة.. وأيا كانت التسمية فقد ظل “التشيكو” واحدا من الطرق المفضلة للتنقل عند الطنجاويين، ولم تزاحمه في ذلك حتى “الطرامبيات” رغم أنها أرخص.

ومؤخرا وصل الغضب بسائقي التاكسيات إلى مداه، فقرروا أن يضربوا عن العمل تاركين المئات، وربما الآلاف من الطنجاويين، في حيرة من أمرهم.. أين اختفى صديقنا الصغير الذي يقرب المسافات؟

من حق السائقين أن يعبروا عن غضبهم وأن يضربوا، ولكن الفرصة عموما مناسبة كي نتناول بعض ما يحدث بين الزبون والتاكسي في طنجة، وكيف يوجد بينهم “السيء، والطيب والقبيح”.

بالنسبة للطاكسيات، فأغلبهم أبناء ناس، لكن بعضهم للأسف شوهوا هذه المهنة الشريفة جدا، والتي لا يستغنى عنها، لذا انتبه معي أيها الزبون للنقط التالية:

– إذا كنت مع أسرتك، وكنتم ثلاثة، فلا تعول أبدا على التاكسي الصغير، لأن بعضهم للأسف يفرّ من الثلاثة كما يفر الصحيح من المجذوم.. فالهمزة في نظرهم هي تعدد الراكبين في الرحلة الواحدة.

– إذا كانت الساعة الواحدة والنصف، فلا داعي لرفع يدك لأي طاكسي.. فالمؤدبون منهم سيشيرون لك أنه وقت “التبديل”، والآخرون لن يلتفتوا إليك أصلا.. نفس الشيء ينطبق على ساعة “البوانطاج” !

– في ساعة الذروة والازدحام، إذا شاهدت طاكسي فارغ، فلا داعي لمحاولة إيقافه.. فما دام فارغاً فهو بالتأكيد لا يعمل. الفرق هو أن هناك من يعتذر لك ولو بإشارة من يده (وهي إشارة محترمة جدا وتدل على تربية صاحبها)، وهناك من لن يلتفت لك أصلا.

أما بالنسبة للزبائن، ففيهم أيضا الكثير من الثقلاء الذين يكتشفون أنهم يعيشون في السويد ويحاولون تطبيق القانون بحذافيره على الحلقة الأضعف وهي الطاكسي الصغير.. لهذا:

– لا داعي للاعتقاد أنك ستركب وحدك كالأمير.. من الطبيعي جدا أن يحمل الطاكسي أشخاصا آخرين معك، حتى لو كان القانون يمنع، ولولا ذلك لاضطر إلى السرقة كي يكمل “الريسيطة”.. فلنترك السويد للسويديين !

– إذا كنت شابا، فلا داعي للضغط على السائق كي يوصلك إلى غرفة نومك.. يمكنك أن تنزل في بداية الحومة وتكمل الطريق على قدميك.. دع هذه الخدمة للعجائز والحوامل.

– الطاكسي الفارغ لا يعني أبدا أنه في حالة خدمة. فلا تدخل دون استئذان.. فسائق التاكسي بشر، وقد يكون في مهمة أسرية أو شخصية.. الله يكون ف العون.

أخيرا، الطاكسي خدمة عمومية، ونحن في المغرب نعرف أن هذا النوع من الخدمة أساسه القانون، ثم العرف أيضا.. فلا تنسوا الفضل بينكم أيها الطنجاويون !

https://www.facebook.com/abdelouahid.stitou.9

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...