طنجة: اختتام أشغال الدورة الثانية عشرة للمجلس العلمي الأعلى
اختتمت اليوم الأحد بمدينة طنجة أشغال الدورة العادية الثانية عشرة للمجلس العلمي الأعلى التي انعقدت, على مدى ثلاثة أيام, بأمر من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
اختتمت اليوم الأحد بمدينة طنجة أشغال الدورة العادية الثانية عشرة للمجلس العلمي الأعلى التي انعقدت, على مدى ثلاثة أيام, بأمر من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، في كلمة خلال حفل الاختتام، الذي حضره وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، السيد أحمد التوفيق، أن علماء الأمة مجمعون على أن قافلة الإصلاح الديني، الذي أعاد تجديده وخط مقاصده ودعمه بكل الوسائل البشرية والمادية أمير المؤمنين، قد خطا خطوات طيبة في اتجاه تحقيق الأهداف والانتظارات التي تتطلع إليها الأمة.
واعتبر أن إجماع علماء الأمة لا يمكن إلا أن يكون مفتاحا للمرحلة القادمة من أجل تحقيق الإصلاح الذي يسير المغرب نحوه قاصدا، مشددا على أن العلماء على استعداد لمواكبة الإصلاح الديني وتقديم إسهامهم في القضايا الكبرى التي تعترض الأمة.
ومن بين القضايا التي تطرق إليها العلماء خلال هذه الدورة، أشار يسف إلى اهتمام المغرب بالجالية المغربية في ديار المهجر وتوثيق صلاتها بالهوية الدينية والوطنية عبر المجلس العلمي المغربي لأوروبا، معتبرا أن اهتمام العلماء بهذا الجانب ينطلق من العناية السامية التي يوليها أمير المؤمنين لقضايا رعاياه مهما كان مقامهم فوق الأرض.
وأوضح أن المجلس العلمي المغربي لأوروبا، الذي شارك وفد منه في هذه الدورة، سيكون مسؤولا على تثبيت قيم المغاربة بديار المهجر وتعزيز تمسكهم بأصولهم وثوابت وطنهم وتعلقهم بإمارة المؤمنين.
من جهة أخرى، اعتبر يسف أن الشباب، المتمسك بهويته المغربية والمتعلق بثوابتها، يعتبر أمل المغرب في المستقبل وعماد الغد عبر التكوين النافع الذي يصنع الرجال ويهيء القيادات القادرة على تسيير المغرب.
وأبرز التقرير العام لأشغال الدورة الثانية عشرة أن العلماء انكبوا على دراسة مجموعة من القضايا الراهنة في إطار لجان موضوعاتية من أجل إعداد توصيات تشكل خطة عمل المجلس العلمي الأعلى خلال المقبل من الأيام.
وتم خلال أشغال لجنة مدارسة تخطيط عمل المجلس العلمي المغربي لأوروبا، تشخيص المشكلات الرئيسية التي تميز مجال اشتغال المجلس، والتي تتعلق بالجوانب التنظيمية، والقضايا المتعلقة بالأسرة والشباب والتأطير والتكوين الديني، فضلا عن سبل دعم عمل المجلس وضمان إشعاعه.
وأوصت لجنة الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء بضرورة العناية بالأجوبة الفقهية على أسئلة المواطنين على شبكة الانترنت وتنظيم ندوة حول “منهج الفقهاء في تنزيل الأحكام”، بينما أكدت لجنة إحياء التراث الإسلامي على تحقيق وإخراج كتاب “الموطأ” وتحقيق وطباعة مجموعة من الكتب والدراسات الفقهية.
أما لجنة الإعلام فاقترحت بلورة استراتيجية خاصة في مجال الإعلام والتواصل واستحداث مركز إعلامي متخصص في كل قضايا إعلام المؤسسة العلمية وتطوير وتعزيز برامج المجلس بالإذاعة والتلفزة وتفعيل موقع المجلس العلمي الأعلى وإحداث مواقع المجالس العلمية الجهوية.
ومن جهتها نوهت لجنة تقويم برامج تأهيل الأئمة بميثاق العلماء في جانبه العلمي والتكويني، داعية إلى ملاءمة التكوين لمستوى الأئمة وإعادة النظر في مناهج التكوين ومصاحبة المؤطرين وتحفيز المستفيدين المتميزين، وإعادة قراءة صياغة مشروع جائزة الخطبة المنبرية واقتراح موضوعات امتحانات الجائزة والتعريف بها.
ولإنجاح مشروع الكراسي العلمية، اقترحت لجنة ترشيد الوعظ والكراسي العلمية أن يتم تحديد المراد من هذه الكراسي بشكل علمي دقيق، مع ضرورة مراعاتها لخصوصيات كل جهة على حدة لإدماجها في محيطها مع مراعاة الاحتياجات الدينية، وتكوين الوعاظ والتفكير في إحداث معاهد لهذا الغرض.
وبعد تلاوة التقرير العام لأشغال الدورة الثانية عشرة للمجلس العلمي الأعلى، رفع العلماء برقية ولاء وإخلاص إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
و.م.ع.