طنجة: الدورة الحادية عشرة من مهرجان ‘طنجاز’
احتضنت مدينة طنجة ما بين 22 و26 شتنبر الحالي الدورة الحادية عشرة لمهرجان “طانجاز” لموسيقى الجاز بمشاركة عدة أسماء من أمريكا وأوربا وآسيا وإفريقيا.
احتضنت مدينة طنجة ما بين 22 و26 شتنبر الحالي الدورة الحادية عشرة لمهرجان “طانجاز” لموسيقى الجاز بمشاركة عدة أسماء من أمريكا وأوربا وآسيا وإفريقيا.
وانطلقت احتفالية المهرجان بسهرة لمغنية البلوز نينا فانهورن، التي أدت مجموعة من أشهر أغاني البلوز التي تعود لسنوات الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، والتي شكلت العهد الذهبي لهذا اللون الموسيقي، الذي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن ينتشر بعد ذلك في أوربا وأمريكا اللاتينية.
وأمام المنصة المنصوبة بساحة الأمم وسط مدينة طنجة، حج بضعة مئات من الشباب من عشاق موسيقى الجاز والبلوز لمتابعة المغنية نينا فانهورن التي نالت إعجاب الجمهور بفضل صوتها الجهوري وحركاتها الرشيقة على المنصة، وتناغم طبقات صوتها مع الإيقاعات القوية لعازفي آلات القيثار الكهربائي والأورغ والطبل.
وأعادت نينا فانهورن خلال هذه السهرة، المفتوحة بالمجان في وجه سكان مدينة طنجة، أداء مجموعة من أشهر أغاني فيكتوريا سبيفي وألبيرتا هانتر ومليدريد بايلي، تتحدث عن مواضيع ما زالت تشغل بال المجتمع لحد الساعة من قبيل الإدمان والعنصرية.
وبمنصة قصر المؤسسات الإيطالية (قصر مولاي عبد الحفيظ سابقا)، تعرفت نخبة من جمهور مدينة طنجة على مجموعة احترفت غناء الجاز بلغات متعددة، متنقلة بين رومانسية اللغة الإيطالية إلى عمق اللغة الفرنسية وقوة اللغة الإنجليزية، وعرفت مجموعة “كيكا و إنتريغو” كيف تسحر آذان المستمعين على مدى أزيد من ساعة زمن من الغناء.
بلباسها الكلاسيكي، بدت المغنية “كيكا” كإحدى نجمات سنوات الستينات التي عادت للحياة وفي جعبتها ريبيرتوار من أغاني الجاز والبلوز الكلاسيكية، التي مهدت لانتشار هذا اللون الموسيقي في مختلف بقاع المعمور.
وقد غنت لبعض أشهر مغني الجاز، وهي أغاني تناولت مواضيع الحب والجمال والطبيعة، ووسط كل عزف رتيب، كانت تنتشل المستمعين مرة تلو أخرى بتغيير سريع للإيقاع، ليقودها اكتشافها لضروب الفنون إلى الجمع بين الجاز وإيقاعات برازيلية محلية تدعى “تامبورو”، والتي تعتمد في عزفها على النقر القوي على آلة الطبلة.
أما في منصة ميناء طنجة المدينة، فقد اعتمد منظمو المهرجان على مجموعة موسيقية مغربية من أجل اجتذاب الجمهور، وهي المهمة التي نجحت فيها مجموعة كازاكو” المكونة من مجموعة من الأصدقاء القدامى المنحدرين من مدينة الدار البيضاء والمستقرين حاليا بفرنسا.
وقد ألهبت المجموعة، المكونة من سبعة أصدقاء يعزفون نمطا موسيقيا يعتبر مزيجا بين الجاز والريغا والبلوز، حماس المتفرجين بقدرتها على تغيير الإيقاع بشكل متسارع وغير متوقع من مقطوعة لأخرى، كما لقيت تجاوبا من الجمهور الذي تمايل على إيقاعاتها الفريدة التي يغلب عليها عزف القيثار، لكن بإيقاع إفريقي.
و.م.ع. – الصور بعدسة عبد المالك العاقل