الملك محمد السادس يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الأنصار بالرباط

أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، اليوم صلاة الجمعة بمسجد الأنصار بمدينة الرباط.

إعلان

طنجة نيوز
أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، اليوم صلاة الجمعة بمسجد الأنصار بمدينة الرباط.

وبين الخطيب ، في مستهل خطبتي الجمعة ، أن الله تعالى أمر في كتابه العزيز بالتقوى والوحدة والوئام والاعتصام بحبل الله المتين ، والعمل بالقرآن المبين وبسنة النبي الأمين ، كما أمر سبحانه وتعالى ولي أمر المسلمين بالتشاور مع أهل الرأي والمشورة من أمته فقال تعالى :” فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين”.
وأوضح أن الإسلام ، بذلك ، يقرر مبدأ التشاور في تدبير أمر الأمة ، مذكرا بأن الرسول الكريم كان يشاور أصحابه في كثير من الشؤون مما لم ينزل فيه وحي ، كما كان مجلس الصحابة مجلس خير ومشورة ونصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين في السلم والحرب وفي الشدة والرخاء ، وأنه على هذا الصراط صار أمر الأمة بجميع مكوناتها في أيام عزها ومجدها وفي لحظات إشراق الحياة بنور ربها : مشورة ونصيحة ، وطاعة وإخلاص ، وعدل وإنصاف ، ومحبة وتضامن ، وتناصر وتآزر.
وأكد الخطيب أن أعمال وبرامج أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ، أيده الله ، مع المشاريع البعيدة الغور في مضمار الوطنية المخلصة والوفاء والمحبة للشعب المغربي الأبي ، هي تجسيد صادق للمشروع الديمقراطي والاجتماعي الذي تبناه جلالته منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، مبرزا أن الجهود المتواصلة التي يبذلها جلالته في البناء والتشييد ما هي إلا تعبير عن تلك الرغبة المولوية الجادة في الإصلاح والتنمية والحرص الشديد على محاربة كل أسباب الفقر والهشاشة والحرمان.
وأوضح أن قيام الكل بعمله والنهوض بمسؤوليته في أي موقع كان ، واعتبار العمل واجبا مقدسا لما فيه رفاهية الجماعة والبلد ككل ، لهو السبيل الأقوم لازدهار الوطن وعزته، مذكرا بأنه إذا كان الإسلام قد جعل الإيمان بالله منبع جميع القيم ، فقد اعتبر ، في نفس الوقت ، أن الإيمان الصادق هو الذي يصدقه العمل الذي يكون بالسلوك وبالإنتاج والابتكار.
وأضاف أن الوطن ينادي أن يتعبأ الجميع ويتعاون لتكثيف الجهود لمواصلة البناء على الوجه الأمثل ، ومجاهدة البطالة والكسل ، ومناهضة الجهل والأمية لتحقيق الإقلاع المنشود نحو التقدم والرفعة والهناء والخير والسعادة.
وانطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالسهر والحمى” ، بين الخطيب أن هذا الحديث أسس لما يسمى اليوم بالمواطنة ، أسس لمواطنة ربانية كاملة ، عندما تحدث عن الجماعة في ترابطها ترابطا لا يقوم على المصالح والمنافع فقط ، بل يقوم أيضا على الشعور بالانتماء إلى الجماعة التي تعبر عن وحدتها العاطفية ومشاعرها العميقة إزاء كل فرد ، ويعبر الفرد بدوره عما يجب عليه من حقوق تجاه الجماعة، فما من حق إلا ويقابله واجب.
وأشار إلى أن هذا الانتماء يقتضي أن يحرص كل الأعضاء على سلامة الجسم بما ينبغي من الانسجام وما تتطلبه الصيانة ، إذ لو تسرب الداء إلى عضو واحد لتسبب ذلك في مرض الجسم وضعفه وعدم قدرته على دفع كل أنواع الشرور والمهلكات، مسجلا بأن الأمة المغربية ، بما أتاها الله من فضائل الإيمان ، دأبت على الأخذ بأخلاق المواطنة من حيث الوحدة بين مكوناتها ، ومن حيث الالتفاف حول إمامتها العظمى الممثلة في أمير المؤمنين الذي ما فتئ يحض ، بالقول والفعل، على تقوية روح الوطنية والمواطنة بما تتضمنه وترمز إليه من القيام بالواجب والتمتع بالحقوق.
وابتهل الخطيب ، في الختام ، إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس ، نصرا عزيزا يعز به الدين ويجمع به كلمة المسلمين ، وبأن يبارك في مشاريعه ويجعل كل مبادراته وخطواته أعمال خير وبركة ، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى العلي القدير بأن يشمل بواسع عفوه وجميل فضله وكريم إحسانه الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...