حركة دؤوبة تشهدها متاجر الملابس والأفران التقليدية ومراكز التسوق عشية حلول عيد الفطر. فالطقوس الدينية وعروض الأطعمة الشهية تعود بقوة إلى الواجهة، شأنها شأن الإقبال على محطات الحافلات والقطار المزدحمة للحصول على تذاكر السفر التي يرتفع ثمنها بهذه المناسبة.
وتعرف محطات الحافلات والقطارات في هذه الفترة تدفق أعداد كبيرة من المسافرين، سواء لزيارة الأقارب أو لحضور الاحتفالات أو لمجرد السفر خلال عطلة عيد الفطر.
ومع ذلك، فإن السفر خلال الأعياد الدينية لا يعتبر أمرا هينا دائما، فبالإضافة إلى الزحام والضجيج المعتاد في محطات الحافلات والقطارات، قد يواجه الركاب حدوث تأخيرات، وقد يضطرون إلى قضاء أوقات انتظار أطول، وقد يعانون لإيجاد حيز لتخزين الأمتعة بسبب الازدحام.
وفي هذا الصدد، أوضحت سلمى، طالبة تقطن بالرباط وترغب في مشاركة أجواء الاحتفالات مع أسرتها المتواجدة بمكناس، قائلة “توجب علي حجز رحلتي قبل أزيد من أسبوع لكي أتمكن من ضمان مقعد عشية العيد”.
والواقع أن الإقبال الكثيف على السفر عشية العيد قد بدأ بالفعل قبل عدة أيام، وقد يمتد هذه السنة لأيام أطول من المعتاد. ويعزى ذلك جزئيا إلى العمل عن ب عد أو ساعات العمل الأكثر مرونة خلال شهر رمضان، إلى جانب رغبة المسافرين في تجنب شراء تذاكر القطار أو الحافلات بأسعار مرتفعة، حيث سينطلق العديد من الأشخاص في رحلاتهم في وقت مبكر أو سيعودون إلى مدنهم في وقت متأخر عن المعتاد كونهم سيقضون بضعة أيام في العمل من المنزل.
وفي السياق ذاته، تؤكد دنيا، موظفة بتكنوبوليس بالرباط، والتي حطت الرحال للتو ببني ملال للاحتفال بالعيد في مسقط رأسها، صحة هذه المعاينة، مشيرة إلى أن أسلوب العمل الهجين الذي اعتمدته شركتها خلال شهر رمضان مكنها من السفر في وقت مبكر.
وأوضحت قائلة: “توجهت إلى المحطة الطرقية الجديدة قبل أيام قليلة لحجز تذكرة الرباط-خنيفرة، ولم تكن هناك زيادة في أسعار التذاكر، إلا أن الحافلات كانت ممتلئة. ولحسن الحظ، حجزت رحلتي على منصة إلكترونية قبل ساعات قليلة من المغادرة”.
يمكن أن يقلل هذا التغيير الذي عرفته عادات العمل من كثافة الحشود ويساعد في تقليل الضغط المعتاد أثناء السفر في فترة الأعياد، غير أن تدفق المسافرين لا يزال هائلا، مما يستدعي برمجة خاصة من قبل شركات النقل التي تواجه بدورها تحديات مختلفة خلال هذه الفترة التي تتميز عموما بارتفاع الطلب على التذاكر والمقاعد المتاحة.
فانطلاقا من ارتفاع عدد القطارات المتداولة، ووصولا إلى تفعيل عربات إضافية ورفع عدد الموظفين لتوجيه المسافرين بشكل أفضل، عادة ما تتخذ شركات النقل الطرقي والمكتب الوطني للسكك الحديدية تدابير استثنائية لتلبية هذا الطلب المتزايد.
وفي هذا الإطار، يضع المكتب الوطني للسكك الحديدية، كل سنة، برنامجا خاصا بمناسبة عيد الفطر، تحسبا لاحتشاد المسافرين أثناء هذه الفترة، وذلك من خلال إتاحة قطارات إضافية وتعزيز وتيرة القطارات لتلبية ذروة الطلب بشكل أفضل.
ورغم كون عيد الفطر مناسبة للإقدام على الزيارات والتجمعات، إلا أن الرحلة من أجل الالتمام حول المائدة العائلية قد تكون مرهقة. لهذا، يمكن للمسافرين اتخاذ بعض التدابير لجعل رحلتهم أكثر راحة ومتعة، بما في ذلك حجز التذاكر مسبقا أو الوصول إلى المحطة مبكرا لتجنب طوابير الانتظار الطويلة.
ومن الضروري أيضا احترام قواعد السلامة المعمول بها داخل المحطات وعلى متن القطارات، من أجل تقليل المخاطر والمشاكل التي قد تنشأ خلال هذه الفترات الموسومة بالذروة والاكتظاظ.