طنجة : توقيع كتاب “التأصيل الدبلوماسي بين النظرية والممارسة” للباحث والدبلوماسي إدريس قريش
و.م.ع
جرى مساء أمس الجمعة بمتحف المفوضية الأمريكية بطنجة تقديم وتوقيع كتاب “التأصيل الدبلوماسي بين النظرية والممارسة” للباحث والدبلوماسي إدريس قريش.
ويتناول هذا المؤلف، الواقع في 224 صفحة من الحجم المتوسط، التحديات والإكراهات التي تحد من فعالية الآلية الدبلوماسية ونجاعتها، وضرورة إرساء بديل حقيقي يتمثل في “الدبلوماسية الروحية” التي تضمن حياة آمنة مستقرة خالية من الحروب والمواجهات ومن نزعات التطرف والإرهاب، مستعرضا تجارب الممارسة الدبلوماسية والتطور التاريخي لها، والتحولات الهيكلية والجذرية في العقيدة السياسية والإيديولوجية ونظمها على مستوى شرق أوروبا، إلى جانب تخصيص حيز مهم للحديث عن قضية الوحدة الترابية للمملكة وخصوصيات الموقفين الجديدين للولايات المتحدة وإسبانيا.
وتطرق الباحث إدريس قريش في مؤلفه إلى “القانون القنصلي”، و”معاهدة فيينا ل 18 أبريل 1961 ول24 أبريل 1963″، و “البعد القنصلي في الدبلوماسية المغربية”، و”البروتوكول والإيتيكيت الدبلوماسي”، و”الحصانة والامتيازات الدبلوماسية”، و”اتفاقية فيينا للبعثات الخاصة 1969″، كما تناول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية إقليميا ودوليا.
في قراءة تحليلية للكتاب، اعتبر الجامعي والباحث محمد حركات أن المؤلف يدعو إلى “دبلوماسية روحية” قادرة على مواجهة التحولات التي شهدها العالم مؤخرا (الجائحة، الحرب في أوكرانيا، ضعف المنظمات الدولية، وتراجع القيم في العلاقات الدولية …)، مبرزا أن الكتاب ينطلق من فرضيات أهمها العمق الاستراتيجي في العمل الدبلوماسي في هيكلة وتنظيم المؤسسات الفاعلة في العلاقات الدولية.
كما توقف عند الأبعاد البيداغوجية والعلمية للكتاب باعتباره تجميعا لسلسلة من المحاضرات التي ألقاها الكاتب على مدى سنوات وفي عدد من الجامعات، مبرزا أن الكاتب تمكن من استعراض سلسلة من معيقات العمل الدبلوماسي، كما قدم رؤية بناءة لحكامة دبلوماسية إنسانية، إلى جانب تقديم تعريف إبستيمولوجي لعلم وفن الدبلوماسية بشكل يجمع بين السياسة والاقتصاد والقانون والإنسان.
من جانبه، اعتبر نائب عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، حميد أبولاس، أن الكتاب يعكس بالفعل خلفية المؤلف باعتباره دبلوماسيا مخضرما وباحثا جامعيا ، حيث تمكن من الجمع بشكل سلس بين التطبيقات العملية للدبلوماسية ومبادئها النظرية، مشيرا إلى أن الكتاب يتطرق إلى الشأن الدبلوماسي الذي ظهرت الحاجة الملحة إليه بالنظر إلى التحولات الراهنة.
ويرى الدبلوماسي والكاتب إدريس القريش أن الكتاب صدر في ظرفية دولية متسمة بالأزمات والحروب وبداية تغير موازين القوى في العلاقات الدولية، مشددا على أن الحل لهذه الوضعية يتمثل في نهج دبلوماسية بديلة تكون “راشدة ومسؤولة تنتصر لكرامة الإنسان”.
وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة وعددا من قادة العالم ألحوا على أهمية القيم الإنسانية في العلاقات الدولية أو ما يصفه ب “الدبلوماسية الروحية التي تستمد قوتها من الإيمان وتتغذى على القيم وتستثمر في الإنسان”، موضحا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يجسد النموذج البارز لهذه الدبلوماسية، من خلال جهود المملكة في التنمية البشرية المستدامة للقارة الإفريقية وضمان أمنها الروحي والحد من التطرف ونشر الدين الوسطي.
يذكر أن الكتاب يتناول التعريف بعلم العلاقات الدولية، ويتعرض للمادة المشكلة له، مع رصد أبرز الأحداث والأزمات الكبرى باعتبارها المحرك والمؤثر في تطويرها، كما يركز الكتاب في جزء هام منه على التموقع المتميز للمغرب في العلاقات الدولية ، كدولة/أمة بعمقها الحضاري وبتاريخها العريق، والتي تحظى بمكانة خاصة في العقيدة الدبلوماسية الدولية.
كما يسلط الضوء على تفاصيل ترشيح مدن طنجة و الدارالبيضاء أو مراكش لاحتضان مقر الأمم المتحدة في مؤتمر يالطا لسنة 1945.