لهذه الاسباب سقط حزب العدالة والتنمية بطنجة

أسامة العوامي التيوى

لم يخطر على بال أي من المحللين والاعلاميين ومتتبعي الشأن العام أن يتقهقر حزب العدالة والتنمية ويفقد احد قلاعه المحصنة منذ سنوات والتي ساهمت الحركة الإسلامية في انعاشها والاستثمار في توغلها المجتمعي بعاصمة البوغاز طنجة.

60 الف صوت تراجعت إلى صفر مقعد وأغلبية عددية لمختلف مجالس المدينة، من العمادة والمقاطعات واللجن وغيرها، والتيرلم يبقى منها سوى الانضمام للمعارضة بعد نكسات كبرى عاشها الحزب وطنيا واقليميا وجعلت الحزب الإسلامي يعود إلى خطاب المظلومية والتحكم وغيرها.

وإن كانت الاقلام الصحفية المحللة للوضع المغربي قد ارجعت السقوط إلى سياق إقليمي مرتبط باحداث تونس و تملص تركيا من اعلام الاخوان وغيرها، إلا أن الحزب في نسخته المغربية يبقى مجانبا لهذا السياق بكونه قد تمغرب من قبل وتخلص من رسوب الاخوان وقفه الواقع ودخل السياسة من باب (الدار الكبيرة) التي تطوِع الاحزاب بمختلف مشاربها ولا تطوّع.

ولعل سقوط البيجيدي بطنجة قد بدأ منذ الغياب الذي فرضه قادة الحزب ممن يحظون باحترام الشارع الطنجي كالامام السابق بمسجد التوبة عبد الله اشبابو، او غيره من القيادات التي بصمت الحضور في مرحلة المعارضة وقدمت خطابا سياسيا يليق بسياق المراحل السابقة حيث كانت شعارات خيبر وفتح القسطنطينية عناوين المسيرات الحاشدة التي كانت تحركها هذه القيادات قبل أن يعوضها الجيل الثاني الممثل في خيي وامحجور والغرابي وغيرهم ممن وصلتهم النوبة للدخول في اللعبة والتي كشفوا انهم كانوا متعطشين لها آكثر من اللازم.

وان كان ملف التعريب والفرنسة وملف التطبيع قد أرخى بسدوله نحو حالة من الغضب داخل الحزب الإسلامي َأثر بشكل عام على الشعور العام داخل الحزب بكونه أكبر تناقض ضرب عنصر الثقة في الخلفية النفسية الإخوانية، إلا أنه على المستوى المحلي يمكن تسجيل عدد من الملاحظات التي سبقت الانتخابات الاخيرة والتي عصفت بالحزب داخليا، كاستقالة وفاء بن عبد القادر التي تعد الخزان الاجتماعي لاصوات البيجيدي بعدما تمت مخرنتها بنجاح، فضلا عن تشبت أمحجور بان يكون وكيل الائحة البرلمانية والتي لم تعجب ابناء البيت الداخلي وزادت الحيرة في انفس المنتسبين والمتعاطفين.

وبالرغم من الخطة الإعلامية التي وضعها الحزب اقليما لترويج ما يسمى بالحصيلة السياسية، إلا أنه قد تخلف عن تقديم حصيلة الاسئلة البرلمانية لبعض النواب السابقين كسمير عبد المولى او غيره ممن دخلوا الانتخابات الماضية واختفوا عن الانظار بسرعة البرق.

ولعل ضعف الاداء الجماعي والغطرسة السلوكية الممارسة أمام صيحات المحتجين بمجلس المدينة وما ترتب عن سلوكيات العمدة ونوابه داخل الدورات قد حرك وعي الشارع الطنجي لينخرط في معاقبة العدالة والتنمية وتغليب أحزاب أخرى او مصالح أخرى ضدا في البيجيدي وليس حبا في العروض السياسية المقدمة.

وختاما.. لازال الحزب الإسلامي يرتكب نفس الأخطاء من خلال تحالفات سبقت الانتخابات ولم تعر اهتماما بالنتائج نظرا للثقة العمياء التي كان الحزب يضعها في هياكله ومنتسبيه ومنخرطيه، والتي همت دعم أبرشان لمنصب العمودية، وهو ما يعكس عمق فلسفة تقسيم الكعكة حتى قبل ظهور النتائج، ويجسد بالملموس أن خطة إضعاف الاحزاب الوطنية والتاريخية كانت أسهل مما يتوقع واضعوا الخطة.. وأن انبطاح الحزب الإسلامي كان أكثر من المتوقع.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...