تسعى كل مكونات نادي اتحاد طنجة لكرة القدم إلى نسيان إخفاقات السنة الماضية، والعمل بجد وعزيمة لاعتلاء البوديوم للمرة الثانية في تاريخه، أو على الأقل ضمان مرتبة متقدمة تؤهل فارس البوغاز للمشاركة في المنافسات القارية والعربية.
وستكون الفرصة سانحة بالنسبة لاتحاد طنجة، خلال الموسم الجديد من البطولة الاحترافية، التي انطلقت الجمعة، لطي صفحة الإخفاق الذي طبع الموسم الماضي، إذ ضمن النادي البقاء في قسم الصفوة بصعوبة بالغة، وفتح صفحة جديدة تعيد الفريق إلى دائرة التألق والمنافسة على الصفوف الأمامية، بغية اللعب على الفوز ثانية بدرع البطولة، أو على الأقل احتلال مراتب متقدمة للتأهل إلى منافسات الكأسين الإفريقيين أو كأس الأندية العربية، والتي صارت الأندية المغربية تبصم على حضور مميز بها.
ويكفي الإطلاع على نوعية الانتدابات التي قام بها الفريق “أزرق / أبيض” للتأكد من رغبة ممثل الشمال في لعب أدوارا طلائعية، حيث تعاقد مع لاعبين مميزين في مختلف المواقع، كما استعان بخدمات مدرب له باع طويل في الكرة الإفريقية والأوروبية، لمواصلة ما بناه المدرب السابق، إدريس المرابط، والذي مكن فارس البوغاز من الفوز باللقب الوحيد في خزينته، أي لقب البطولة الاحترافية لسنة 2018.
للإشراف على العارضة التقنية، تعاقد اتحاد طنجة بداية مع المدرب الفرنسي بيرنار كازوني، القادم من فريق مولودية وجدة، والذي حقق معه موسما كبيرا واحتل معه المرتبة الخامسة، وفسح المجال أمامه من أجل الإعداد بأريحية للموسم القادم، وإشراكه في تشكيل الطاقم التقني وإجراء الانتدابات والتدقيق في الخصاص في خطوط الدفاع والوسط والهجوم.
وحرص النادي في انتدابات هذه السنة على استعادة خدمات مهاجمه المتألق أحمد حمودان، بعد تجربة قادت الأخير على سبيل الإعارة إلى السعودية وقطر، إذ كان حمودان يشكل رأس حربة خط الهجوم الذي قاد اتحاد طنجة إلى اعتلاء منصة التتويج قبل 3 سنوات ورفع درع البطولة عاليا.
كما ضم المهاجم يوسف بنعلي (26 سنة) بعقد يمتد لموسمين، والمدافع الأيمن عبد اللطيف نصير (31 سنة) لموسمين، و المهاجم حمدي (حمادة) لعشير (34 سنة) لموسمين، وجدد عقد عميد الفريق المهدي الخلاطي (30 سنة)، وعقد توفيق إجروتن (31 سنة) لموسمين، وهما اللاعبان اللذان يعدان من الدعامات الأساسية للفريق إضافة إلى حارس المرمى عماد عسكر لثلاثة مواسم قادمة.
كما ضم رسميا وسط الميدان الجزائري، عبد الله الموذن والمهاجم معاد أجندوز، ووسط الميدان حبيب الله الدحماني (27 سنة) بعقد يمتد لموسمين قابلة للتجديد، بعد أن خضع لفترة تجريب تحت إشراف المدرب الفرنسي بيرنار كازوني، الذي اقتنع بقدرات اللاعب، الذي سبق وأن لعب في صفوف المولودية الوجدية والمغرب الفاسي وشباب أطلس اخنيفرة ورجاء بني ملال والنادي القنيطري والفتح الرباطي، كما جاور نادي المعيذر بدولة قطر.
ولعل هذه الترسانة البشرية القوية، التي تنضاف الى أسماء أخرى متميزة، من قبيل محمد علي بنمعمر وأحمد الشنتوف ونعمان أعراب وخالد الصروخ، تؤهل اتحاد طنجة إلى أن ينازع كبار البطولة على الزعامة، واللعب ندا للند من أجل التتويج.
وستكون المقابلة الأولى لاتحاد طنجة في البطولة الاحترافية الجديدة بمثابة محك حقيقي لاختبار انسجام وقوة التركيبة البشرية والخطط التكتيكية للمدرب الفرنسي، حيث سيواجه اتحاد طنجة حامل لقب البطولة الماضية، الوداد البيضاوي، على أرضية ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وبعيدا عن حزازات الأنصار والمشجعين، تأمل جماهير الكرة بشمال المغرب في أن يبصم اتحاد طنجة، الممثل الوحيد لجهة الشمال بقسم الصفوة، على أداء مميز ينسي الجماهير نزول المغرب التطواني إلى القسم الثاني، الشيء الذي حرمها من متعة ديربي الشمال، في انتظار انتفاضة الحمامة البيضاء للعودة مجددا إلى القسم الأول.
وستظهر الدورات الأولى من البطولة جدية فارس البوغاز في لعب أدوار طلائعية في انتظار عودة الجماهير إلى الميادين، لمتابعة الانتصارات المنشودة لاتحاد طنجة، لحسم مكان له في مقدمة الترتيب، وتفادي مطبات الموسم الماضي، التي جعلته قاب قوسين أو أدنى من مصير غريمه المغرب التطواني.