إعادة فتح المسارح ودار السينما.. بارقة أمل جديدة تلوح لفناني ومبدعي الحسيمة

بقلم عزالعرب مومني - و.م.ع

تلقى فنانو ومبدعو إقليم الحسيمة، بجميع مشاربهم وألوانهم، القرار القاضي بإعادة فتح المسارح ودار الثقافة والسينما الوحيدة بالمدينة بعد نحو سنة ونصف من الإغلاق، بفرحة عارمة وترحاب كبير.

وتنفس فنانو الحسيمة الصعداء بهذا القرار الذي سيفسح لهم المجال مجددا لاستنهاض الطاقات والهمم والعودة إلى سابق نشاطهم وعهدهم، وإتحاف الجمهور العريض بأعمالهم الفنية وطاقاتهم الإبداعية وعروضهم الخلاقة.

وأوضح فؤاد البنوضي، مدير فرقة ثيفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة، أن قرار فتح المسارح ودار الثقافة يكتسي أهمية بالغة بالنظر لكونه ساهم في رسم البهجة على محيا فناني ومبدعي الحسيمة، ومنحهم بارقة أمل جديدة للمضي قدما في مشاريعهم وأعمالهم الفنية.

وأضاف البنوضي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “خلال عام ونصف تقريبا، كانت الحياة الثقافية بالحسيمة في حالة جمود تقريبا، إذ بالرغم من تنظيم عدد من الأنشطة والفعاليات بصيغة افتراضية إلا أنها لم ترق إلى مستوى التطلعات، معتبرا أن القرار الجديد سيشكل، من دون أدنى شك، مناسبة لفرقة ثيفسوين لمواصلة تقديم عروضها المسرحية المتميزة.

وأشار إلى أن فرقة ثيفسوين للمسرح الأمازيغي تعتزم قريبا، وبالضبط يوم 18 يونيو، تقديم عرضها المسرحي الجديد الذي يحمل عنوان “شاطارا” بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، مضيفا أننا حاليا بصدد وضع اللمسات الأخيرة على العرض قصد تقديمه للجمهور في أبهى حلة ممكنة.

وأبرز الفاعل الثقافي والمسرحي أن عودة الحياة الثقافية، في هذا الوقت بالذات، تكتسي أهمية بالغة، على اعتبار أننا “مقبلون على افتتاح عدد من المشاريع الثقافية المهمة التي تنجز بالإقليم في إطار برنامج التنمية المجالية “الحسيمة منارة المتوسط ” ، كالمسرح الكبير بالحسيمة والمركز الثقافي بإمزورن ” .

الموقف ذاته يشاطره عبد العزيز البقالي، مدير مهرجان بويا النسائي للموسيقى بالحسيمة، الذي أشاد، في تصريح مماثل، بقرار فتح المسارح ودار الثقافة في وجه الجمهور بعد فترة إغلاق دامت زهاء عام ونصف، مؤكدا أن هذا القرار “الصائب والجريء” سيساهم في تخفيف العبء عن فئات عريضة من المجتمع تضررت بشدة جراء إغلاق المسارح وقاعات السينما.

واعتبر البقالي، في السياق ذاته، أنه يتعين على الفنانين والمبدعين، مع ذلك، الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية التي أقرتها السلطات المختصة للحد من تفشي جائحة كورونا، إلى حين القضاء نهائيا على الوباء واستكمال عملية التلقيح ضد الفيروس في أحسن الظروف.

وتابع أن القرار سيفسح له شخصيا المجال إلى جانب باقي الفنانين بالحسيمة، والجمعيات العاملة في المجال الثقافي والفني، لتقديم العروض الفنية والالتقاء مجددا بالجمهور الشغوف بالفن والموسيقى، فضلا عن الإعداد لتنظيم الدورة التاسعة من مهرجان بويا النسائي للموسيقى، خصوصا أن فصل الصيف على الأبواب.

بدورها، اعتبرت المديرة الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بالحسيمة (قطاع الثقافة)، جيهان الخطابي، أن قرار فتح المسارح والمراكز الثقافية والمكتبات العمومية في حدود 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية جاء تطبيقا لقرار الحكومة ، القاضي بفتح فضاءات التنشيط عبر ربوع المملكة، وكذا تنفيذا لتعليمات الوزارة الوصية في هذا الموضوع.

القرار سيسهم، حسب السيدة الخطابي، في تعزيز التنشيط والحركية الثقافية بإقليم الحسيمة وخلق دينامية متميزة، وفسح المجال للجمعيات والفاعلين الثقافيين بالإقليم لتنظيم أنشطتهم الثقافية وتقديم عروضهم الفنية في أحسن الظروف، وفي احترام تام للتدابير الاحترازية التي أقرتها السلطات المختصة للحد من تفشي جائحة فيروس كورونا.

وأكدت المديرة الإقليمية للثقافة أن المشاريع الملكية المنجزة بالحسيمة في إطار برنامج التنمية المجالية “الحسيمة منارة المتوسط”، لاسيما المسرح الكبير والمعهد الموسيقي والمركز الثقافي بإمزورن، ستسهم عند افتتاحها في وجه الجمهور، في الرقي بالعرض الثقافي ودعم الحركية الثقافية والفنية بإقليم الحسيمة، وإبراز العديد من المواهب والطاقات الإبداعية، ما سيعود بالنفع على جميع الفئات العمرية وسيسهم في إنعاش القطاع السياحي بالإقليم ، وتعزيز مكانة الحسيمة كوجهة سياحية متميزة.

والأكيد أن فتح المسارح ودار الثقافة سيعيد الحياة الثقافية والفنية بالحسيمة إلى سابق عهدها، وسيخلق متنفسا حقيقيا ومتميزا للساكنة للترويح عن النفس وإرواء ظمئها الفني بجميع تجلياته، وتجاوز الأثر النفسي الكبير الذي خلفته جائحة كوفيد 19 في نفوس الجميع منذ تفشيها في مارس 2020.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...