الأربعاء 14 أبريل أوّل أيام شهر رمضان المبارك (رئيس جمعية الرباط لعلم الفلك)
ينتظر المغاربة حلول شهر رمضان الأسبوع المقبل، حيث تشير الحسابات الفلكية إلى أن شهر شعبان سيُتمّ ثلاثين يوما، وبالتالي فإنّ أوّل أيام رمضان سيكون الأربعاء 14 أبريل.
ويعتمد المغرب الرؤية الشرعية لتأكيد حلول شهر رمضان، يتولى القيام بها نظار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والقضاة، والقوات المسلحة الملكية، وتُعلن الوزارة الوصية على قطاع الأوقاف والشؤون الإسلامية ثبوت الرؤية أو عدم ثبوتها.
واستنادا إلى الحسابات الفلكية، فإنّ رؤية هلال شهر رمضان بالعين المجردة يوم 29 شعبان غيرُ ممكنة، وبالتالي فإنّ المغاربة سيصومون أوّل يوم من رمضان يوم الأربعاء 14 أبريل، حسب إفادة عبد الحفيظ باني، رئيس جمعية الرباط لعلم الفلك.
وأفاد باني بأن الولادة الفلكية لهلال رمضان، أو ما يسمى بـ”الاقتران”، ستحدُث فجر الاثنين 12 أبريل الموافق لـ29 شعبان، على الساعة الثالثة و31 دقيقة صباحا بتوقيت الرباط، وعند مغيب شمس اليوم نفسه سيكون عمر الهلال 16 ساعة و26 دقيقة، وسيبقى في الأفق بعد غروب الشمس 29 دقيقة، ما يعني تعذُّر رؤيته بالعين المجردة.
وفي تصريح صحفي، قال رئيس جمعية الرباط لعلم الفلك إن القمر لن يُرى بالعيْن المجردة إلا بعد غروب شمس يوم الثلاثاء 13 أبريل، ما يعني أنّ شهر شعبان سيستوفي ثلاثين يوما، وبالتالي فإنّ فاتح رمضان هو الأربعاء 14 أبريل.
ويشهد المغرب نقاشا يتجدد كل سنة عند بداية ونهاية شهر رمضان، حيث يشكّك البعض في احتمال “أكْل” يوم من شهر الصيام، إما في بدايته أو نهايته، غير أن عبد الحفيظ باني أكّد أنّ الحسابات الفلكية “دقيقة للغاية”.
وذهب المتحدث إلى القول: “قد يزعم البعض، كما حصل في مرات سابقة، أنه رأى هلال رمضان بعد غروب شمس يوم الإثنين 12 أبريل (29 شعبان)، وأتحدّى من سيقول هذا الكلام أن يُثبت رؤية الهلال”، معتبرا أنّ الرؤية بالعين المجردة يوم الإثنين مستحيلة.
وبحسب المعلومات التي قدمها باني، فإنّ هلال شهر رمضان يُمكن أن يُرى بعد غروب شمس يوم الإثنين 29 شعبان بواسطة التلسكوب، غير أنّ عملية الرصد لا يمكن أن يقوم بها إلا خبراء مراكز الرصد، بينما لنْ يُرى بالعين المجردة.
وأوضح أن بلوغ هلال شهر رمضان 16 ساعة و26 دقيقية عند غروب شمس يوم الإثنين 29 شعبان، سيجعله يظهر بحجم كبير بعد غروب شمس يوم الثلاثاء 30 شعبان، مبرزا أنّ ظهور الهلال بحجم كبيرة هو الذي يجعل البعض يعتقد بأنهم “أكلوا” يوما من رمضان.
وجوبا على سؤال بخصوص مدى دقّة الحسابات الفلكية المتعلقة بهلال شهر رمضان، قال رئيس جمعية الرباط لعلم الفلك: “دقّة الحسابات الفلكية بالغة جدا، وما يؤكد ذلك هو الحسابات المتعلقة بكسوف الشمس، الذي هو أيضا لحظة قران، حيث يتم تحديد توقيت حدوثه بدقة تامة”.
وعلى الرغم من دقّة الحسابات الفلكية، فإنّ المغرب، كغيره من الدول الإسلامية، ما زال يعتمد الرؤية بالعين المجردة، لتأكيد حلول شهر رمضان من عدمه. وأشار باني في هذا السياق إلى أنّ رؤية الهلال في المغرب تتسم بدقة كبيرة، لأنها لا تتم بناء على رؤية أفراد، كما هو الحال في بعض الدول الإسلامية، بل بناء على رؤية هيئات مختلفة، من نظار الأوقاف، والقضاة، والمؤسسة العسكرية.
وأضاف المتحدث أنّ ما يجعل رؤية هلال رمضان في المغرب تتسم بالدقة، هو أنّ الجهات المكلفة بمراقبته، تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لديها خبرة في هذا المجال، وتقوم قبل عملية الرصد بتحديد المكان الذي سيتموقع فيه الهلال بعد غروب الشمس، موردا: “منذ بدأت الاهتمام بالحسابات الفلكية لم أسجّل أي اختلاف بين ما يصدر في الحسابات وبين الإعلان الرسمي”.