السعودية تحجب موقع هنا أمستردام

جبت السلطات السعودية موقع هنا أمستردام، وجميع المواقع الأخرى التابعة لإذاعة هولندا العالمية عن مستخدمي الانترنت في السعودية منذ عدة أسابيع.
جبت السلطات السعودية موقع هنا أمستردام، وجميع المواقع الأخرى التابعة لإذاعة هولندا العالمية عن مستخدمي الانترنت في السعودية منذ عدة أسابيع.

ويظهر عند النقر على موقع الإذاعة عبارة تفيد بان الموقع قد حجب. ويبدو ان مقطع فيديو نشر على الموقع العربي للإذاعة حول ضرب وإساءة معاملة عامل آسيوي في السعودية هو السبب في حجب الموقع في السعودية.

ويطالب الإعلان الذي يفيد بحجب الموقع في السعودية من الذي يحاولون الوصول النقر على زر إذا كانوا يعتقدون بان هذا الموقع يجب ألا يحجب. الرابط الذي يحمل هذه العبارة، يقود إلى موقع اللجنة السعودية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث يمكن إبداء الاعتراض على إغلاق الموقع، ولا ينقر احد على مثل هذا الخيار عادة خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تعقب السلطات لمن يفعل.

أوضاع العمال الأجانب
يبدو أن سبب هذا الإجراء السعودي هو موضوع نشر على الموقع العربي لإذاعة هولندا العالمية (هنا أمستردام) حول إساءة معاملة العمال المهاجرين في السعودية وقد صاحب المقال شريط فيديو قصير يظهر فيه رجل يبدو سعوديا وهو يضرب عاملا أسيويا بعصاه. ويزعم الشخص الذي وضع الفيديو على موقع يوتيوب أن الفيديو القصير قد صور في السعودية، ولا يمكن التأكد من ذلك. قامت يوتيوب بحذف الفيديو موقعها فيما نشرت هنا أمستردام نسخة من الفيديو على موقعها في الخامس عشر من يوليو الماضي وحظي المقال بقراءة واسعة على الموقع وعلى صفحتنا في الفيس بوك وتجاوب عشرات القراء بالتعليق على الموضوع.

وكانت إذاعة هولندا العالمية قد نشرت في وقت سابق هذا العام مقالا حول المعاملة السيئة وشروط الخدمة المجحفة للخدم العاملين في السفارة السعودية في لاهاي، كما نشرت تقريراً عن بلاغ قدمته خادمة فلبينية إلى الشرطة الهولندية تتهم فيه السفير السعودي السابق في لاهاي السيد وليد الخريجي بإساءة معاملتها واستغلالها.

تظهر إحصاءات زوار موقع هنا أمستردام ارتفاعا بطيئا ومستمرا في عدد زوار الموقع بعد نشر الفيديو المذكور ثم هبوط حاد ومفاجئ في عدد زوار الموقع، ويبدو أن المقال المذكور وحده قد حجب في البداية، ثم تبعه حجب كامل لمواقع إذاعة هولندا العالمية في السعودية.

مناقشات
يولى القسم العربي لإذاعة هولندا العالمية عناية كبيرة لقضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير وقد أدت المناظر المفزعة للاعتداء على عامل مهاجر والمقالات حول استغلال خدم المنازل لموجة من ردود الفعل والمناقشات على موقعنا بين المدافعين عن المملكة العربية السعودية والمنتقدين لأوضاع العاملين الأجانب فيها.

وفي تعليق على هذا الحظر المباشر لتبادل المعلومات تقول السيدة آردي باورز نائبة رئيس التحرير في الإذاعة:
“يبدو أن السلطات السعودية قد حجبت موقعنا لأنها انزعجت من نشر المعلومات حول إساءة معاملة خدم المنازل في المملكة.”

إن حجب موقع إذاعة هولندا العالمية في السعودية سيكون له اثر سلبي على حرية المواطنين في الحصول على المعلومات هناك. ولا تتراجع السلطات السعودية بسهولة عن مثل هذه القرارات عادة.

رقابة مستمرة
يتعرض الموقع العربي لإذاعة هولنا العالمية وبرنامجها الإذاعي هنا أمستردام لرقابة مستمرة من السلطات الأمنية في البلدان العربية. وعلى سبيل المثال حظيت مقابلة أجرتها الإذاعة مع المحامي والناشط والحقوقي هيثم المالح باهتمام واسع من القراء العرب لكن العشرات من التعليقات المكررة ذات الصياغة المتشابهة في الدفاع عن الحكومة السورية تشير إلى أن بعض منتسبي أجهزة الأمن السورية ينشطون على جبهة الانترنت أيضا.

وتقول السيدة اردي باورز “إن التغطية الإعلامية ما يحدث في العالم العربي يثير حفيظة الحكومات هناك، من وقت لأخر، مهما اتسمت بالتوازن والدقة.”

تتقرير: فيليمن خروت- إذاعة هولندا العالمية *
* تـُنشر هذه المادة في إطار الشراكة المعقودة بين المجلة الإلكترونية طنجة نيوز والقسم العربي في إذاعة هولندا العالمية.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...