إبراهيم أفيلاي بطل وقدوة للمغاربة في هولندا وإسبانيا

لم يلعب بعد كثيرا لصالح فريقه برشلونة على المستوى الأوروبي. ربما سيكون له نصيب يوم السبت أثناء المباراة النهائية بين برشلونة ومانشستر يونايتيد في نهائي دوري أبطال أوروبا.
لم يلعب بعد كثيرا لصالح فريقه برشلونة على المستوى الأوروبي. ربما سيكون له نصيب يوم السبت أثناء المباراة النهائية بين برشلونة ومانشستر يونايتيد في نهائي دوري أبطال أوروبا.

بالتأكيد نتحدث هنا عن إبراهيم أفيلاي الملقب بـ ‘إيبي” والذي أصبح من المشاهير ويعتبره الشباب المغاربة سواء في إسبانيا أو هولندا قدوة. لهم.

كيف حصل لاعب ايندهوفن السابق على هذا السمعة الطيبة؟ يقول محمد بوستة الذي يعمل كمكتشف للمواهب الشابة لحساب نادي آياكس أمستردام: “إنها الطريقة التي يقدم نفسه بها في وسائل الإعلام، والصورة التي يظهر بها عند الآخرين واهتمامه ورعايته لأسرته. فعلى الرغم من المرتبة التي وصلها لم يتخل عن أصوله”.

شاب عادي
وهذا ما يذهب إليه أيضا الباحث في علم الاجتماع إلياس الحديوي. “أفيلاي شاب يافع ويبدو لطيفا” يقول الباحث ذو الأصل المغربي مضيفا: “ما يزال أفيلاي بسيطا في حياته ويحتفظ بعلاقته مع الحي الذي نشأ فيه في مدينة أوتريخت وعلاقته بدينه”.
“التزامه بأداء فريضة الصوم خصوصا مهم جدا، حتى وهو يلعب كرة القدم على أعلى مستوى. وهذا صعب أن يتحمله الجسم. ففي الوقت الذي يختار لاعبون آخرون الطريق السهل، يختار هو طريق الالتزام الروحي والديني. وهذا في نظري ما رفع من مستوى التقدير له لدى الشباب المغربي”.

أعمال خيرية
إلى جانب رعايته لوالدته وأقاربه – توفي والده عندما كان صغيرا- يقوم أفيلاي بأعمال خيرية أخرى ينال عنها تقدير المجتمع له. فقد أشرف على سبيل المثال على تشييد ملعب صغير في مدينة الحسيمة المغربية (شمال) مزود بعشب اصطناعي خاص للشباب.
محمد بوستة، وهو أيضا من أصل مغربي، كان وهو صبي يلعب كرة القدم في أحد الأحياء الشعبية في أمستردام الغربية مع صبية آخرين أصبحوا لاحقا نجوما في كرة القدم، مثل فرانك رايكارد ورود غوليت. كما عايش جيلا كاملا من لاعبي كرة القدم من أصل سورينامي ومنهم كلارنس سيدورف. هل سنشهد أيضا مع بروز نجم أفيلاي موجة من اللاعبين الهولنديين من أصل مغربي؟ يقول بوستة:

“اعتقد أنه سيبرز لاعبون من أصل مغربي أكثر خصوصا أن الكثير من الشباب المغربي يمارس لعبة كرة القدم في الشارع أو في ملاعب خاصة في الأحياء، الأمر الذي يمكنهم من تعلم مهارات فردية وتنمية تقنية تستمزج فن اللعبة البرازيلي والإفريقي مع التقنية الهولندية. وهذا ما يجعل لاعبا مثل أفيلاي والشباب الذين سيأتون بعده أكثر أهمية”.

اللعبة وأشياء أخرى
يهتم الحديوي كثيرا بما يسمى بشباب الشوارع من أصل مغربي وتركي. التقنيات والمهارات المعروفة في الرياضة الرجولية مثل كيك بوكسينغ وكرة القدم، والتي تذل بها خصمك كأن تمرر الكرة بين رجليه، هو ما يتعلمه الشباب في الشوارع ويعتبرونه مهما. ويرى كل من الحديوي وبوستة أن العديد من الشباب المغاربة سيبرزون أكثر في كرة القدم بسبب النجاح الذي حققه أفيلاي.
حقق أفيلاي الكثير عن طريق شغفه وإصراره. الشباب يعتقدون أنهم هم ايضا سيحققون مرادهم ولو خارج لعبة كرة القدم. يقول الحديوي: “يمكن لشباب الشوارع تحقيق نجاحات أخرى، في التدريس مثلا”.

دعاية
يقدم الشباب المغربي في المدن الهولندية الكبرى في صورة سيئة، ونسبة الإجرام لدى الشبان المغاربة مرتفعة نسبيا. كيف ينظر الحديوي لاستغلال صورة أفيلاي في حملة حكومية عامة لحث الشباب المغربي على الرجوع لجادة الصواب؟
“اعتقد أنه على العكس لا ينبغي القيام بهذا. النماذج التي يقتدي بها الشباب تنشأ بطريقة طبيعية. وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة أو هيئة رسمية أخرى أن تصنع من هذا النموذج الطبيعي سياسة عامة، يفهم الشاب ذلك مباشرة ولا تنطلي عليهم الخطة التي وضعت عن قصد. وبالتالي أعتقد أن نتائج المحاولة ستكون عكسية”.

تقرير: يوهان فان دير تول – إذاعة هولندا العالمية *
* تـُنشر هذه المادة في إطار الشراكة المعقودة بين المجلة الإلكترونية طنجة نيوز والقسم العربي في إذاعة هولندا العالمية.


قد يعجبك ايضا
جار التحميل...