الحسيمة.. المشهد الثقافي يتعزز ببنيات ومنشآت ثقافية متميزة

بقلم عزالعرب مومني (و.م.ع)

يشهد إقليم الحسيمة إنجاز العديد من المشاريع والمنشآت الثقافية المتميزة في إطار برنامج التنمية المجالية “الحسيمة منارة المتوسط” الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أكتوبر من سنة 2015.

وتشمل هذه المشاريع بالخصوص المسرح الكبير لمدينة الحسيمة الذي يقع على مساحة إجمالية تناهز 7000 متر مربع، والمعهد الموسيقي للمدينة والمركز الثقافي لمدينة إمزورن، بالإضافة إلى تأهيل وتثمين عدد من المواقع والمآثر التاريخية بالإقليم.

ومن شأن هذه المشاريع التي شارف بعضها على الانتهاء وينتظر أن يفتتح أبوابه قريبا، فيما يوجد الباقي في مراحل متقدمة من الإنجاز لتعزيز الدينامية الثقافية لإقليم الحسيمة، وتمكين أبناء وبنات الإقليم من فضاءات متميزة لصقل مواهبها وإبراز طاقاتها الإبداعية في شتى المجالات الفنية والتعبيريةعية، والنهوض بالممارسة الفنية بمقاييس احترافية.

ويعتبر مشروع المسرح الكبير للحسيمة الذي رصد له غلاف مالي إجمالي يناهز 75 مليون درهم وبلغت نسبة تقدم الأشغال به نحو 75 في المائة أحد المشاريع الهامة والمهيلكة بالإقليم على اعتبار أنه يضم معهدا موسيقيا ومرافق ثقافية عديدة ستشكل متنفسا حقيقيا لشباب الإقليم لإبراز طاقاتهم ومواهبم الخلاقة، ومتنفسا للساكنة للترويح عن النفس.

وصمم هذا الصرح الثقافي الذي ينتظر أن يفتح أبوابه ويشرع في تقديم خدماته خلال السنة الجارية وفق أحدث المعايير المعمارية المعمول بها ، حيث يتميز بجمالية خاصة وطراز معماري أصيل وفريد من نوعه.

من جهته، لا يقل المركز الثقافي لإمزورن الذي تشارف أشغاله على الانتهاء أهمية حيث يضم مجموعة من القاعات المخصصة للعروض المسرحية ومكتبات، بالإضافة إلى معهد موسيقي والعديد من المرافق التي ستقدم خدماتها للمهتمين والمولعين بالحقل الثقافي.

وأوضحت المديرة الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة) بالحسيمة، جيهان الخطابي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن توفير البنيات التحتية شكل أحد المعالم الكبرى لبرنامج الحسيمة منارة المتوسط الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أكتوبر 2015، الذي يروم بالخصوص إعطاء دينامية ودفعة قوية للتنمية بإقليم الحسيمة .

وأضافت السيدة الخطابي أن الوزارة، وحرصا منها على توفير المنشآت الثقافية وتمكين الشباب من فضاءات للممارسة الثقافية و الفنية وتنمية مواهبهم و صقلها وفق القواعد العلمية وتكريس مكانة وحضور الحسيمة في المشهد الثقافي الوطني و الدولي، قامت ببرمجة مجموعة من المشاريع الطموحة ضمن برنامج التنمية المجالية “الحسيمة منارة المتوسط” ابرزها مشروع المسرح الكبير للحسيمة والمعهد الموسيقي للمدينة والمركز الثقافي لإمزورن.

وأشارت، في هذا الصدد، إلى أنه سيتم إنجاز مسرح كبير ومعهد للموسيقى بمدينة الحسيمة على مساحة إجمالية تناهز 7000 متر بتكلفة مالية تصل إلى 75 مليون درهم، مسجلة أن هذا المشروع يأتي استجابة للطفرة الثقافية المهمة في الميدان المسرحي والموسيقي التي يعرفها إقليم الحسيمة، وحرصا على توفير بنية حاضنة لشبابها المبدع والمتألق في المجال الثقافي.

وسجلت السيدة الخطابي أن هاتين المعلمتين الثقافيتين ستفسحان المجال لعموم المهتمين لممارسة الفعل الفني بقواعد علمية عالمية ونقلها من واقع الممارسة الهاوية إلى الممارسة الاحترافية، وتعزيز المنتوج الثقافي الوطني المتعدد الروافد وتحقيق طفرة ثقافية وطنية مهمة.

كما تقرر بحسب المسؤولة إنجاز مركز ثقافي نموذجي بمدينة إمزورن على مساحة إجمالية تناهز 2100 متر مربع بتكلفة تقدر بنحو 22 مليون درهم لسد الفراغ الموجود في البنيات الثقافية وتقريب المرافق الثقافية والفنية من الشباب والفاعلين بهذا الحقل بمختلف المراكز الحضرية والقروية بالإقليم.

ويضم هذا الفضاء الذي تشارف أشغال إنجازه على الانتهاء قاعات للعروض المسرحية ومكتبات ومعهدا موسيقيا وغيرها من المرافق التي ستستقبل شابات وشباب إمزورن المهتمين بالثقافة والمولعين بشتى أنواع الفنون.

وفي سياق متصل، اعتبر الفاعل الثقافي والمسرحي، فؤاد البنوضي، في تصريح مماثل، أن هذه المشاريع ستشكل إضافة نوعية لإقليم الحسيمة وستخفف الضغط الموجود حاليا على دار الثقافة الأمير مولاي الحسن بالحسيمة التي تحتضن العديد من الأنشطة والملتقيات الثقافية والفنية على مدار السنة، على اعتبار أن هذه الأنشطة ستوزع مستقبلا على مختلف الفضاءات الثقافية الجاري إنجازها بالإقليم.

وأضاف السيد البنوضي أنه بفضل هذه المنشآت الثقافية الهامة سيكون بمقدور الفاعلين الثقافيين والفنيين بالإقليم من الآن فصاعدا تقديم عروضهم المسرحية والموسيقية بعدد من المناطق المجاورة لمدينة الحسيمة كتارجيست وإمزورن وبني بوعياش وغيرها، كما سيكون المجال مفتوحا لساكنة هذه المناطق للاستفادة عن كثب من مختلف العروض والأنشطة المقدمة.

وبالإضافة إلى مرافق القرب الثقافي والفني، تمت برمجة مشاريع لتأهيل وتثمين عدد من المآثر والمواقع التاريخية بالاقليم من بينها الموقع الأثري المزمة بمدينة أجدير، والموقع الأثري بادس، والقلعة الحمراء باربعاء تاوريرت، وقصبة اسنادة وقلعة طوريس ببني بوفراح.

وتبلغ التكلفة الاجمالية لترميم وإعادة تهيئة هذه المواقع الأثرية التي تنجز بشراكة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة) ووزارة الداخلية حوالي 32 مليون الدرهم.

وسجلت المديرة الإقليمية للثقافة، في هذا السياق، أن هذه المشاريع تندرج في إطار تثمين المنتوج الحضاري الوطني وإعادة الاعتبار للتراث المادي بالنظر إلى الإشعاع الحضاري لهذه المعالم الأثرية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من تاريخ المملكة العريق والضارب في القدم.

وأضافت السيدة الخطابي أن من شأن هذه المشاريع الأثرية الهامة النهوض بالمجال الثقافي والتاريخي الوطني وإعادة الاعتبار للذاكرة التاريخية الوطنية، وتعزيز انفتاح هذه المناطق على محيطها الجهوي والوطني والدولي، بإنعاش السياحة وخلق العديد من فرص الشغل وعقد شراكات إيجابية وفاعلة مع الجماعات الحضرية والقروية التي تحتضن هذه المواقع الأثرية لضمان ديمومة هذه المشاريع و استمرارها.

بدوره، سجل السيد البنوضي أن مشاريع ترميم وتأهيل المآثر التاريخية التي يزخر بها إقليم الحسيمة ستساهم في خلق حركية سياحية وثقافية بإقليم الحسيمة وجعل المدينة قبلة متميزة للسياح من داخل وخارج أرض الوطن.

وشدد الفاعل الثقافي على ضرورة توفير الموارد البشرية الضرورية والكافية للسهر على تسيير وتدبير هذه المنشآت والمعالم الثقافية من أجل ضمان سيرها الجيد وتمكينها من الاضطلاع بمهامها وتقديم خدماتها على أكمل وجه لفائدة الساكنة.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...