كما يعلم القاصي والداني، فتأسيس مدينة وزان جاء على يد مؤسس الزاوية الوزانية مولاي عبد الله الشريف رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، فلا شك أن مدينتنا الحبيبة تستمد إشعاعها الديني الضارب في جذور التاريخ من الزاوية الوزانية التي ذاع صيتها على امتداد القطر العربي على مر العصور، والمعروفة بإسم دار الضمانة الدال على مكانة هذه الزاوية المتجذرة في الوعي الديني للمملكة الشريفة، وذلك نظرا للمكانة البارزة التي احتلتها في ترسيخ القيم الوطنية و الدينية و توطيد أواصر التلاحم والبيعة بين العرش والشعب.
لكننا استفقنا في زمن انقلبت فيه الموازين… زمن أصبح فيه الكثير يتطاول على الدور الهام الذي لازالت تلعبه مختلف الزوايا في كل بقاع المغرب الحبيب والمتمثل في تحقيق التوازن المطلوب على مستوى الوعي وامنهاج الدينيين بالمملكة.
أقول، لقد استفقنا على تطاول مجموعة من المشكوك في ذممهم وأهدافهم على دور هذا القطب الديني، وذلك باستغلال الإشعاع الثقافي والديني للقب “دار الضمانة” الخاص بالزاوية الوزانية، من أجل جمع المال و تلقي الهدايا والتبرعات من عدة جهات عامة وخاصة، الشيء الذي يعد سرقة موصوفة مكتملة الأركان..
لقد وصلت الوقاحة بالبعض إلى استغلال مشبوه لكل شيء واتباع جميع السبل للوصول إلى غاياتهم المشبوهة، بل ووصل بهم الحد إلى اختلاق البدع ونسبتها إلى طقوس وأنشطة “دار الضمانة” التي تأسست على كتاب الله و سنة رسوله، ولا أدل على ذلك مما يروج حاليا في مواقع التواصل حول الشيخ التركي الذي يدخل الناس الجنة بتقبيل يديه، والذي عاد بنا إلى القرون الوسطى حيث كانت تباع صكوك الغفران بالكنائس قصد الخلاص في دار البقاء..
ألا بئس ما يعملون…