شفشاون.. الدعوة لإنشاء مركز متخصص في معالجة ظاهرة الانتحار

و.م.ع

دعا المشاركون في ندوة حول ظاهرة الانتحار بإقليم شفشاون، نهاية الأسبوع، إلى ضرورة إنشاء مركز “متخصص في معالجة والحد من ظاهرة الانتحار بالإقليم”.

وسلط المشاركون في الندوة، التي نظمتها جمعية ابن مشيش لرعاية التراث الحضاري، الضوء على أهمية الجانب النفسي ودور الاعلام والمجتمع المدني في التحسيس من أجل الحد من ظاهرة الانتحار في أوساط المجتمع المحلي.

وأبرز أحمد المطيلي، طبيب أخصائي ومعالج نفسي، أن ظاهرة الانتحار “تتداخل فيها عوامل متعددة ومتشعبة، تتجاوز ما هو عاطفي واقتصادي، إلى ما هو نفسي واجتماعي، وأحيانا تكون بمثابة رد فعل عن فشل في تجارب شخصية”.

وأضاف الدكتور المطيلي أن ظاهرة الانتحار “تمس الشباب والشيوخ، في المجالين الحضري والقروي، ومن أسبابها الاكتئاب، الذي تظهر أعراضه لدى الشخص الذي يفكر أو يعتزم الانتحار”، موضحا أن “تغيرات سلوكية وتقلبات على مستوى المزاج، فضلا عن سرعة الغضب، هي من بين مؤشرات الظاهرة، لكنها تبقى غير كافية لتنبيه المحيطين لحماية الشخص المقبل على الانتحار”.

من جانبه حذر المتخصص في الإعلام والتواصل، أحمد الدافري، من “الخوض في تفاصيل حوادث الانتحار إعلاميا، لأنه أمر غير مفيدة لمعالجة الظاهرة وكذلك لتجنب التطبيع معها”، مشددا على أن الإعلام، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، يتعين أن يتجنب التهويل ويتحلى بالموضوعية ويهتم بتحليلها.

واعتبر السيد الدافري أن موضوع الانتحار “معقد وصعب التفسير”، معتبرا أن التطرق إليه يعد من “الطابوهات والأمور المسكوت عنها، حيث لا نجد إحصائيات دقيقة بخصوص”.

وأشار السيد أحمد الدافري، أن أسر المنتحرين “تعيش حالة غير مريحة، قد تدفعها للشعور أنها منبوذة اجتماعيا، لكون المجتمع يرى أن “الانتحار عمل مرفوض اجتماعيا ودينيا”.

بدورها تطرقت الفاعلة الجمعوية والحقوقية، حميدة جامع، في مداخلتها إلى دور المجتمع المدني في نشر ثقافة التوعية والتحسيس من أجل الحق في الحياة، وحفظ النفس والعناية بها، وعدم الالقاء بها الى التهلكة، مشيرة إلى “ضرورة التنبيه إلى مخاطر الانتحار في أوساط المجتمع”.

وعرف هذا اللقاء التفاعلي مشاركة الجمهور من خلال جوابه على استمارة أسئلة على شكل استطلاع رأي طرحها المنظمون، حيث ستنشر نتائجها الاحصائية على بوابة إلكترونية معدة لهذه الغاية، كما تم تقديم عرض مسرحي لفرقة مسرح المدينة الصغيرة، عالج ظاهرة الانتحار وأسباب ودوافعه من زاوية فنية وتوعوية.

يشار إلى أن دراسة كشفت عمالة إقليم شفشاون عن نتائجها في وقت سابق أفادت بتراجع عدد ضحايا الانتحار بالإقليم من 45 حالة سنة 2015، إلى 29 حالة سنة 2018.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...