مغارة “إيفري عمرو موسى” بإقليم الخميسات.. اكتشاف أثري تجاوز صداه الحدود

كثيرة هي الاكتشافات الأثرية التي قام بها العديد من الباحثين المغاربة في مناطق متعددة من المملكة وكان لها صدى خارج الحدود. بينما لا زال الاهتمام بها بالداخل لم يتجاوز مكتشفيها.

فاطنة خراز – و م ع
كثيرة هي الاكتشافات الأثرية التي قام بها العديد من الباحثين المغاربة في مناطق متعددة من المملكة وكان لها صدى خارج الحدود. بينما لا زال الاهتمام بها بالداخل لم يتجاوز مكتشفيها.

وتعد مغارة “إيفري عمرو موسى”. إحدى هذه الاكتشافات التي لم تلق العناية اللازمة من قبل الجهات المعنية رغم أن اكتشافها يعد الأول من نوعه في تاريخ الاكتشافات الأثرية بشمال إفريقيا. إذ العثور بداخل المغارة على هياكل عظمية بشرية لإنسان عاش الحضارة الجرسية (1800 / 2400 قبل الميلاد).

فهذا الاكتشاف الذي لقي صدى واسعا لدى عدد كبير من الباحثين في علم الأركيولوجيا بالخارج ووصفه الكثيرون بالاكتشاف الاستثنائي كونه يعود إلى حقبة ما قبل التاريخ. لم تعره الجهات المعنية سواء الوطنية أو الجهوية أو المحلية أدنى اهتمام.

وأوضح يوسف بوكبوط. أستاذ باحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط. في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. أن “دورنا كعلماء لا ينحصر فقط في التنقيب والبحث. وإنما يتجاوز ذلك إلى المساهمة في جعل هذه الاكتشافات تساهم في قاطرة التنمية التي تشهدها البلاد”.

وأبرز أن الحفريات. التي يقوم بها فريق عمل مكون من مجموعة من علماء الآثار المغاربة. بموقع “إيفري عمرو موسى” بجماعة آيت سيبرن المحاذية لواد بهت (إقليم الخميسات). منذ سنة 2005 في إطار برنامج وطني يهتم بفترة العصر الحجري وماقبل التاريخ بمنطقة زمور. مكنت من اكتشاف أكثر من سبعة هياكل عظمية تعود لإنسان الحضارة الجرسية.

وأضاف أن فريق العمل تمكن في أقل من شهر من اكتشاف أكثر من 30 موقعا أثريا. تبين أن أهمها. موقع “إيفري عمرو موسى” الذي عثر فيه على أدوات تعود إلى الحضارة الجرسية المعروفة في شبه الجزيرة الإيبيرية. مشيرا إلى أن فريق العمل قام خلال سنة 2006 بأول تنقيبات بهذه المغارة. مكنته من اكتشاف أول هيكل عظمي للانسان بالمغرب وبشمال إفريقيا.

ومن أجل معرفة أصل هذا الهيكل. قام فريق العلماء بالتوقيع على اتفاقية تعاون مع مختبر ألماني للقيام بدراسة مقارنة للخصائص الفيزيولوجية والمكونات الجينية لمعرفة أصل هذا الإنسان هل هو محلي أم مستورد كما جاء في كتابات أركيولويجية.

وأوضح بوكبوط. أن أغلب الأشياء الأثرية التي عثر عليها داخل المغارة هي أدوات مصنوعة من عظام الحيوانات وكسرات من الفخار الجرسي الشكل. وبقايا عظام حيوانات لم يعد لها وجود بشمال إفريقيا. وأدوات معدنية صنعت من النحاس (الفترة الحجرية-النحاسية) بجانب حجيرات من المعدن وأخرى صنعت من عظام الحيوانات. كالإبر ذات الثقب كانت تستخدم لعدة أغراض. وخاصة في الزينة. مشيرا إلى أن الأبحاث أكدت أن أغلبها غير مستوردة. إنما هي من صنع محلي.

وأشار الباحث إلى أن الهياكل العظمية والأدوات المعدنية التي تم اكتشافها يمكن عرضها بالمتاحف دون إدخال أي تعديلات عليها. نظرا لكونها كانت تتواجد في ظروف طبيعية جد ملائمة. ساهمت في الحفاظ عليها رغم مرور آلاف السنين (الفترة ما بين 3000 و1800 قبل الميلاد).

وخلال سنتي 2010 – 2011 . قام فريق العمل بتعاون مع باحثين إسبان بتحليل الأدوات التي تم العثور عليها وتحليلها لمعرفة أصلها.

وأوضح الباحث أن الغاية من هذه الاكتشافات هو التعريف بمنطقة زمور التي كانت نشيطة قبل التاريخ عكس ما تعيشه اليوم من ركود. وكذا المساهمة في جعل هذه الاكتشافات قاطرة لتنمية المنطقة. وتحسيس أصحاب القرار بأهمية هذه المواقع في التنمية المستدامة. والوعي بأهميتها وذلك بتخصيص اعتمادات مالية لتأهيل هذا الموقع وجعله منطقة جذب سياحية بامتياز.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...