ندوة بطنجة حول الابتكار الاجتماعي في التكوين المهني: نماذج مقاربات وممارسات إدماجية
نظم برنامج ” كفاءات للجميع “، الممول من طرف الاتحاد الأوربي، والذي يعمل على تفعيله ميدانيا المجلس الثقافي البريطاني والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، اليوم الثلاثاء، ندوة بطنجة، تحت عنوان: ” الابتكار الاجتماعي في التكوين المهني : نماذ
طنجة نيوز
نظم برنامج ” كفاءات للجميع “، الممول من طرف الاتحاد الأوربي، والذي يعمل على تفعيله ميدانيا المجلس الثقافي البريطاني والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، اليوم الثلاثاء، ندوة بطنجة، تحت عنوان: ” الابتكار الاجتماعي في التكوين المهني : نماذج مقاربات وممارسات إدماجية “.
الابتكار الاجتماعي، الذي هو موضوع هذه الندوة، ينبني أساسا على قوة الإبداع والابتكار في إيجاد أجوبة وحلول جديدة، للمشاكل ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي التي لا زالت عالقة، وذلك سواء من قبل السوق أو الدولة. أمام هذا الوضع، يبقى قطاع التكوين المهني بحاجة ملحة – أكثر من أي مرة – إلى الإبداع والابتكار، للاستجابة لانتظارات وتطلعات فئات المقصيين من الشغل والذين يعيشون في وضعية التهميش.
وكتعبير عن هذا الانشغال، يوضح ستيفان فيران، المسؤول عن بر نامج كفاءات للجميع، أن: ” الهدف من هذه الندوة، هو الدفع إلى الأمام بالتجارب والمشاريع الوطنية والدولية ( المملكة المتحدة، إسبانيا، فلندا… ) ومعها نظيرتها المغربية والتي عملت على إقحام منهجية الابتكار الاجتماعي في مجال التكوين المهني، جاعلة في خلفيتها السؤال التالي : كيف يمكن التطرق العملي للتكوين واكتساب المهارات التقنية والممارسات بطريقة جديدة، بغية جعلها تلعب دور وسيلة للتشغيل وكذا تيسير إدماج الفئات الأكثر تهميشا ؟ “.
وكما يسطر على ذلك ستيفان فيران: ” فقطاع التكوين التقني والمهني، يعرف منذ عقد من الزمن، تقلبات عميقة في منحى تطور الرقميات وكذا الانتظارات الاجتماعية. فعوض توجيه الأشخاص للذهاب إلى التكوين، سيصبح من المفروض على التكوين، والذي بدوره يتوفر على كافة الوسائل، للقدوم إلى هؤلاء الأشخاص”. إن معالجة النقاط التي تصعب من عملية تقريب الأفراد من التكوين المهني، يحتاج إلى برمجة شراكات من نوع آخر بين الفاعلين المؤسساتيين، الهيئات التربوية، المقاولات والمجتمع المدني.
المجهود المشترك لهؤلاء الفاعلين، سيسمح لا محالة، بتجاوز بعض حدود التضييق المتواجدة في نظام التكوين المهني، وتدفع لإعادة النظر في مقارباته التقليدية، لجعل هذا النظام أكثر جاذبية، أكثر مرونة، أكثر ولوجا، أكثر وضوحا، ومتلائما في ذات الآن مع انتظارات المستفيدين المفترضين وكذا النسيج الاقتصادي.
في خضم هذه الندوة الدولية، فهي الفرصة مواتية لتقديم عروض لفائدة الفاعلين المغاربة بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة والجهة الشرقية، لمبادرات الهيئات العمومية، الجمعيات والقطاع الخاص، والتي تمكنت من اتخاذ مبادرات خارج المعتاد، تهدف إلى ضمان أمثل للإدماج في سوق الشغل.
وتم خلال هذه الندوة الدولية، تنظيم مراسيم توقيع اتفاق تعاون مشترك بين الفاعلين العموميين والخواص في مجال التكوين المهني بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، والذين تحذوهم إرادة مشتركة للعمل معا من أجل ملائمة أمثل للمهارات التي يمنحها النظام التربوي واحتياجات الاقتصاد المحلي. هذا الاتفاق المنضوي تحت لواء المركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، سيجمع مختلف الفاعلين، من قبيل : الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل، الاتحاد العام لمقاولات المغرب، المديرية الجهوية للتكوين المهني، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، جامعة عبد المالك السعدي، وكالة تنمية الأقاليم الشمالية..
وبخصوص هذا اللقاء، تسطر كلوديا ويداي، سفيرة الاتحاد الأوربي بالمغرب، أن: “كفاءات للجميع يترجم مرة أخرى التزام الاتحاد الأوربي اتجاه المغرب، من أجل تقديم عرض في مجال التكوين المهني الجهوي يتسم بالجودة العالية، الإدماجية والفعالية. أنا جد مقتنعة أن بعملنا على التنسيق بين الفاعلين العموميين والخواص في مجال التكوين المهني، سيفتح هذا البرنامج الطريق نحو الحكامة الجيدة في هذا القطاع”.
“كفاءات للجميع”
في شهر غشت 2018، خرج إلى حيز الوجود برنامج ” كفاءات للجميع ” – من أجل إرساء نظام للتكوين المهني، فعال ومدمج ومرتبط بسوق الشغل.يمول هذا البرنامج من طرف الاتحاد الأوربي بغلاف يصل إلى 2,4 مليون أورو، وكذا في إطار برنامجه لدعم التكوين المهني لتنمية الرأسمال البشري بالمغرب، بغلاف إجمالي قيمته 60 مليون أورو. كما يحظى هذا البرنامج الذي يمتد لثلاث سنوات ( 2017 – 2020 )، بدعم من كتابة الدولة لدى وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المكلفة بالتكوين المهني بحكومة المملكة المغربية، بصفتها معنية بهذا القطاع.
يساهم هذا البرنامج في الإعداد للإستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021، والتي تضع الركائز الأساسية لعلاقة جديدة ومتجددة بين الفاعلين في القطاعين العام والخاص، والتي تجعل المقاولة في قلب تدابير اكتساب وتعزيز وتطوير الكفاءات، فضلا عن إعطاء الأولوية للتنسيق الجيد والمحكم بين الفاعلين المحليين، لضمان شروط النجاعة والمرونة والملائمة بالنسبة لهذا النظام.
منذ انطلاقه، وبرنامج ” كفاءات للجميع ” يرمي إلى مواكبة الفاعلين في جهتين نموذجيتين: ( جهة طنجة – تطوان – الحسيمة و جهة الشرق ) بغية ضمان التنسيق الفعال بين الأطراف المعنية، بهدف تقوية النظام الجهوي للتخطيط والعرض والتقييم المرتبط بالتكوين المهني، للاستجابة لحاجيات سوق الشغل. هذا التنسيق، يمر بالأساس عبر خلق مجموعات عمل جهوية للتكوين المهني، والتي تتألف أساسا من الفاعلين الرئيسيين في نظام التكوين المهني بهاتين الجهتين.
يذكر أن برنامجا للدعم بقيمة 900 ألف أورو، سيأتي ليساند عدة مبادرات محلية للتكوين المهني وأخرى متعلق باكتساب المهارات التقنية اللازمة والكفيلة بالإدماج المهني للمجموعات والأفراد المبعدين عن سوق الشغل. هذا الدعم المالي، سيتم منحه بشراكة مع مجموعات العمل الجهوية التي تم خلقها، لتدعيم ما بين 6 و 9 مبادرات موزعة على الجهتين الإثنين لبرنامج ” كفاءات للجميع “.
وفي هذا الإطار، يوضح ستيفان فيران، المسؤول عن هذا البرنامج، أن كفاءات للجميع سيفسح المجال أمام المجموعات والأفراد المقصيين والمهمشين، للاستفادة من تكوين مهني فعال وذو جودة عالية، ينسجم مع حاجيات سوق الشغل.