(حلال) صنع في أوروبا : علامة تجارية تدر أرباحا طائلة

من طقوس بسيطة تحترم القواعد الدينية في عملية ذبح المواشي، انتقل (الحلال) اليوم إلى أنماط أخرى من الحياة اليومية في أوروبا حيث أصبح يغطي سوقا تضم 500 مليون مستهلك محتمل في المنطقة الأورو – متوسطية.

طنجة نيوز
من طقوس بسيطة تحترم القواعد الدينية في عملية ذبح المواشي، انتقل (الحلال) اليوم إلى أنماط أخرى من الحياة اليومية في أوروبا حيث أصبح يغطي سوقا تضم 500 مليون مستهلك محتمل في المنطقة الأورو – متوسطية.

فقد تحولت هذه السوق، التي ظهرت بداية الثمانينات، والتي كانت قبل ذلك منحصرة في المشرق، مع مرور الزمن، إلى نظام حقيقي للإنتاج يدر أرباحا طائلة.

فمن إنتاج الشوكولاته إلى الصلصة، مرورا بالألبان، والمشروبات الغازية أو الأدوية، ومستحضرات التجميل والنسيج، أصبحت شهادة (حلال) تجارة قائمة بذاتها.

هذه السوق، التي تمثل رقم أعمال في أوروبا يتجاوز 22 مليار أورو، لا تستقطب المسلمين فقط بل أيضا مستهلكين من ديانات مختلفة الذين يعتبرون أن منتوجات (حلال) لها مذاق أفضل وتساير التوجهات الجديدة في الاستهلاك (العضوية، النباتية ، …. الخ) وتجمع بين الجودة والثمن المناسب.

هذه الأسباب ليست الوحيدة وراء الإقبال الذي أصبحت تحظى به هذه المنتوجات ولا حتى ” نقائها” المرتبط باقترانها بالدين. ففي أوروبا أصبحت هذه المنتوجات سلوكا استهلاكيا متفردا.

ويرى الباحث البلجيكي في الشؤون الإسلامية ميكايل بيفو أن استهلاك المنتوجات (حلال) في أوروبا تعبير أيضا عن التشبث بالهوية. كما يعتبر باحثون آخرون أن (حلال)، التي أصبحت علامة تجارية لممارسة دينية صرفة، طريقة لطمأنة المستهلك المسلم.

فهذه المنتوجات لا تقتصر عملية تسويقها على قنوات توزيع صغيرة كمحلات الجزارة أو المتاجر “الإثنية”، بل هي حاضرة اليوم في أكبر الأسواق التجارية بفضل حجم وتنوع عروضها.

كما يتم تنظيم حملات ترويجية لهذه المنتوجات داخل هذه الأسواق تحت شعارات غالبا ما تكون محايدة ك”نكهات من الجنوب “، وتحمل في نفس الوقت الختم (حلال) الذي يصنع الفارق أمام باقي السلع.

ويتحدث رشيد المرابط، الخبير في التسويق الإثني وسلوكات المستهلكين في بلجيكا عن مصدر ثروة حقيقية بالنسبة لسوق التوزيع بأوروبا.

ويقول هذا الخبير الشاب في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن ” الجالية المسلمة تشكل هدفا رئيسيا بالنسبة للأسواق الممتازة، حيث تقترح غالبية هذه الأسواق منتوجات تلائم متطلبات هذه الفئة، لكنها لا تفضل الحديث كثيرا حول هذا الموضوع من أجل تجنب أي جدل حول منتوجات (الحلال) “.

واعتبر أن هذه العادات الاستهلاكية مرتبطة بثقافة وقيم، وأن المستهلكين يبحثون دائما عن الخصوصيات التي تستجيب لحاجياتهم.

ففي بلجيكا، على سبيل المثال، كان نجاح منتوجات (حلال) وراء تكريسها مؤسساتيا داخل هيآت وكالة والوني للصادرات والاستثمار الأجنبي التي أحدثت ” نادي حلال ” والذي يضم أزيد من 100 مقاولة تعمل في قطاع الصناعات الغذائية ومستحضرات التجميل والمنتجات الصيدلية، وكذا الترفيه والسياحة.

وفي يونيو الأخير، وقع رئيس هذا النادي مارك ديشامب، خلال زيارته لمدينة الرباط، اتفاقا مع المغرب يروم تمكين مقاولات إقليم والوني من تسويق منتجات حلال بالمغرب وكذا في أسواق أوروبية وفي إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي ندوة نظمتها الثلاثاء الماضي بالدار البيضاء الغرفة التجارية البريطانية في المغرب أكد المتدخلون على المؤهلات التي توفرها هذه السوق بالنسبة للمغرب.

كما شددت الندوة على ضرورة تقوية قدرات المقاولات التي تعمل في هذا المجال لتعزيز تنافسيتها وتطوير قدراتها التصديرية في سوق تعتبر جد واعدة.

وتتوفر جمعية المصدرين المغاربة (أسميكس) بدورها على “نادي التصدير حلال”.

وبالنسبة لرئيس النادي عدنان الكداري فإن السوق الدولية للمنتجات الحلال توفر آفاقا جديدة للمصدرين المغاربة، داعيا إلى تعزيز العرض الوطني الموجه للتصدير.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...