مسلمو ألمانيا يستقبلون شهر رمضان في ظل الاختلاف حول بداية الصيام
استقبل المسلمون في ألمانيا شهر رمضان هذا العام في ظل استمرار الاختلاف حول بداية الصيام حيث تعتمد بعض المؤسسات الاسلامية في هذا البلد الذي يضم حوالي 5 ملايين مسلم، مبدأ الرؤية الشرعية في حين تعتمد أخرى الحسابات الفلكية.
طنجة نيوز (تيمجردين فاطمة) و.م.ع
استقبل المسلمون في ألمانيا شهر رمضان هذا العام في ظل استمرار الاختلاف حول بداية الصيام حيث تعتمد بعض المؤسسات الاسلامية في هذا البلد الذي يضم حوالي 5 ملايين مسلم، مبدأ الرؤية الشرعية في حين تعتمد أخرى الحسابات الفلكية.
وأثار هذا الامر تساؤلات كثيرة لدى الجالية المسلمة التي وجدت نفسها في حيرة من أمرها، إذ صام البعض يوم الأربعاء (16 ماي) اعتمادا على الرؤية الفلكية، فيما بدأ البعض الاخر الامساك عن الطعام أول أمس الخميس لعدم ثبوت “رؤية شرعية” للهلال.
فقد أعلن المجلس الأعلى للمسلمين في المانيا أن الأربعاء هو أول أيام شهر رمضان، شأنه في ذلك شأن الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الإسلامية في ألمانيا، أكبر منظمة إسلامية في البلاد.
واستند المجلس في إعلانه، حسب بيان نشره على صفحته على الإنترنت، على “الاجتهاد الفقهي الذي تبنته الروابط الإسلامية الكبرى المشكلة للمجلس التنسيقي للمسلمين في ألمانيا” والذي يأخذ “بمبدأ إمكانية الرؤية فلكيا في أي بقعة من بقاع الأرض”.
أما اتحاد الأئمة بمنطقة الراين ماين غرب ألمانيا فقد أعلن في بيان أن لجنته المختصة في مراقبة هلال رمضان لم يثبت لها رؤية هلال رمضان بعد مغرب الثلاثاء، ليعلن أن شعبان قد استوفى الثلاثين يوما، وأن فاتح شهر رمضان هو الخميس 17 ماي.
وأوضح السيد عبد الصمد اليزيدي، الأمين العام للمجلس الاعلى للمسلمين، أن الاختلاف في الإعلان عن يوم موحد للصيام في ألمانيا يتكرر كل سنة في المانيا وتشهده بلدان اوروبية أخرى، والذي يعود إلى الاختلاف في المنهج الفقهي المعتمد في تحديد بداية الامساك.
وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، الى أن المجلس التنسيقي للمسلمين الذي يضم المؤسسات الإسلامية والتي تمثل ما يزيد عن 2000 مسجد على مستوى المانيا يعتمد الحسابات الفلكية وبالتالي حسم بداية الشهور القمرية قبل دخولها، في ما تتبنى مؤسسات إسلامية أخرى، المنهج الفقهي الذي يعتمد على الرؤية العينية.
واعتمادا على هذا المنهج، يضيف السيد اليزيدي، فان المجلس يقدم يومية تحدد بداية رمضان وعيد الفطر حتى بالنسبة للسنوات المقبلة بهدف تسهيل ترتيب العطل بالنسبة للتلاميذ بإذن من وزارة التعليم الالمانية لكي لا تكون هناك امتحانات في هذه الفترة وبالنسبة للموظفين لتمكينهم من القيام بشعائرهم الدينية وأيضا للترتيب لصلاة العيد التي تتطلب تنظيما مسبقا حتى لا يكون هناك اكتظاظ في المساجد.
وبعد أن أعرب عن أسفه لعدم توحيد أيام الصيام والاعياد، قال السيد اليزيدي “إننا نعيش في بلد متعدد الاديان والثقافات، والمسلم الذي يعيش في أوروبا له خصوصية ليس كما في البلدان الاسلامية ، وبالتالي يتعين أن يكون هناك ترتيب مسبق يتطلب توحيد الصيام وعطل الاعياد “.
وأضاف “نحترم جميع قرارات المؤسسات الاسلامية سواء تلك التي تعتمد الرؤية العينية، أو الحسابات الفلكية لان كلاهما شرعية حسب علماء الدين “.
يشار الى أن عدد المسلمين في ألمانيا يبلغ حوالي 5 ملايين شخص ويزيد عدد المساجد في ألمانيا عن 2500 مسجد.
ويشرف أئمة ومرشدون مغاربة على التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية في ألمانيا من خلال تعزيز النموذج المغربي المشهود له بوسطيته وإعتداله، والتعريف بالقيم العليا التي يزخر بها الإسلام.
وبمناسبة رمضان، أوفد المغرب عشرات الائمة والمرشدين والمرشدات الدينيات إلى عدد من البلدان الأوروبية، لإلقاء المحاضرات والمواعظ الدينية وإمامة الصلاة بمختلف المساجد وأماكن العبادة الإسلامية.
وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، على هؤلاء الوعاظ المغاربة الموفدين إلى إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وغيرها من البلدان الأوربية، بالتنسيق مع تجمعات ومراكز إسلامية في هذه البلدان..
وبمناسبة حلول الشهر الفضيل ، قدم المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي توتير، عن تهانيه للمسلمين.
من جانبه، وجه وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، رسالة تهنئة إلى المسلمين قائلا “إنه وقت مبارك للعبادة والتدبر.. إنه شهر بهيج يجعل المؤمنين يشعرون بمسؤولية بعظهم البعض، والعمل على إسعاد أولائك الذين يحتاجون إلى الرعاية”.
وأضاف الوزير الألماني ” إذا كانت لدينا القدرة على الحفاظ على الاحترام والتعايش السلمي داخل بلدنا فسيقودنا ذلك إلى التماسك والإزدهار والمستقبل المشرق”.
وأعرب رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في ألمانيا الكاردينال راينهارد ماركس، في رسالة، باسم الكاثوليك في ألمانيا، عن أطيب الأمنيات القلبية بمناسبة شهر رمضان.
وجا في الرسالة، إن فترة الصيام تقدم فرصة لشحذ الحواس في عصر يسير بخطى سريعة ولجعلها أكثر وعيا، داعيا إلى التحلي بالاحترام المتبادل.
وتابع “لذا يتعين علينا بصفتنا متدينين العمل من أجل النظر إلى الإنسانية على أنها عائلة تضم مخلوقات الله وأن نتبادل الاحترام والتقدير لبعضنا البعض”.
كما وجهت الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا التهاني لكل المسلمين بهذه المناسبة.